السـلط و شجرة التين و الأمير


استقر الأمير عبد الله بعائلته .. ومن معه .. في _السـلط_ تلك البلدة الجبلية الخضراء الجميلة .. ضربوا _الخيام_ على جبلٍ من جبال السلط الشماء .. عصرَ أحد الأيام في الصيف خرج الأمير يتمشى بين البساتين المزدهرة حتى وصل بستان أحدهم .. و كان البستان عامراً بأشجار التين و الرمان و عرائش العنب و أشجار اللوز فوجد أصحابه يجلسون تحت شجرة تينٍ ظليلة و قد مُدت تحتها الحُصُر الملونة و عليها الفُرُش و المساند و الوسائد الوثيرة و أمامهم أوعية مُلئت بكل ما لذً للتذوق و طاب للعين من الثمار و الفواكه فأعجب ذلك الأمير .. فسلم و رحبوا به و جلس .. و أمضى بعض الوقت مبدياً اعجابه بشجرة التين و ظلالها و أهلها الكرام .. و عندما نهض مودعاً طلب رب الدار من الأمير أن يشرفهم بحضوره في الغداة لعشاء طهورٍ يقيمه لحفيديه .. فوعد الأمير بالحضور لكنه اشترط عدم دعوة اثنين من وجهاء البلدة .. لوجود بعض الخلافات .. فارسل الرجل أحد ابنائه معتذراً للرجلين دون ابداء الأسباب .. لكن فأر الشك لعب في عِب الرجلين .. فاستقصيا الأخبار .. من هنا و من هناك .. فعرفا جليةَ الأمر .. و في المساء توجها الى مكان الدعوة و هما يخفيان ضحكاتهما تحت شواربهما .. و فوجئ _المعزب_ بحضور الرجلين .. و فيما هو يفكر بطريقة لائقة يتصرف بها دون الاساءة اليهما .. حضر الأمير .. وعندما شاهد الرجلين غَضِبَ غضباً شديداً و استدار على عقبيه قافلاً .. دون أن يتمكن _المعزب_ من شرح ما حدث .. و بعد لحظات حضر حرس الأمير و اقتادوا المعزب _مكتوفاً_ الى خيمة الأمير و بعد أن فكوا رباطه تكلم و شرح ما حدث .. و عندما ادرك الأمير _المقلب_ الذي وضع الرجلان فيه المعزب .. قال له مواسياً : لقد اسأتُ الظن بك و أنت بريء .. لك أن تتمنى علينا ما تشاء .. قال الرجل بهدوء : أتمنى لو وهبني الأمير _ فاروعة _ فأساً جيدة .. أجاب الأمير بدهشة : فقط هذه ؟ .. لك ما تشاء .. ولكن ما شأ نك بها ؟ أجاب الرجل بنفس الهدوء : لأقطع بها شجرة التين التي أذلتني.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات