إلى ماذا سيؤدي الجوع الكافر بالاردنيين ؟


منذ بدء الخليقة والأنسان يبحث عن ذاته ، يبحث عن كينونته ، يبحث عن صيرورته . يبحث عن ذاته في وجوده والهدف من هذا الوجود . ويبحث عن كينونته محاولا معرفة أين هو في وسط هذا الكون الذي يحيط به . ويبحث عن صيرورته لمعرفة أين المصير بعد إنتهاء ذاته وكينونته على هذا الكوكب المسمى بالأرض بما عرف بالموت . آي بخروج الروح عن الجسد الذي ينتقل من حركة وحياة بجسده فوق الأرض إلى حالة من عدم الحركة والحياة بجسده تحت الأرض .

الجوع كافر.. وما ادراك ما هو الجوع
من لم يجرب الجوع أكيد لا تعنيه هذه العبارة «الجوع كافر» لانه لا يدرك مدى الشعور والحاجة التي يشعر بها الإنسان الذي مر بهذه الحالة، فالمضطر إلى الطعام لسد رمقه في حالة انعدامه يواجه خطورة الموت وعندها تباح له كل الاعذار فالذي يخاف التلف على نفسه يتناول كل ما يحفظ به نفسه، لهذا يبيح لنفسه اكل الميتة والسرقة والنهب، ومن الطريف ما ذكر أحد المشايخ ان الجائع المضطر إذا لم يجد إلا نفسه جاز له أن يقطع بعضاً من اعضائه غير الرئيسية التي لا يؤدي قطعها إلى هلاكه ويأكلها..!
عندما نتجول بين هذه الكلمات الصعبة الانسان والجوع والفقر، ينتابنا شعور بالحزن ونظرة الى الامام والمستقبل ماذا سيحل بعائلات مستورة لا تستطيع ان تؤمن الاحتياجات الكاملة والضرورية لأطفالهم، لان الكبار يتحملون.. ولكن ما ذنب طفل صغير يريد ان يتدفأ او يريد ان يشتري شيئا يحلم بان يجنيه لنفسه ؟؟؟
اصبحنا لا نستغرب عندما نسمع عن سرقات ونشل في الشوارع والبيوت، اصبحنا لا نستغرب عندما يشتكي الاب والام والعائلات من قلة الحيلة وغلاء الاسعار الفاحش.. لان من يرفع بالاسعار لا يشعر بالبرد ولا يجوع ولا يفكر كيف سيسير الحال لليوم الثاني.
اصبحنا نخاف كل يوم من حناجر الفقراء عندما ستصرخ وتقول كفانا سكوتا فلم نعد نحتمل هذا السخط علينا... لم نعد نحتمل هذا الجبروت الظالم الذي تحملوننا اياه يوميا.
لم يعد عند الاردنيين أي تحمل من هذا الغلاء وادخالهم الى ما هو اشد من الفقر الظالم الذي يعيشون به
لا نريد ان نرى مناظر في شوارعنا لحراكات تطلب العيش الكريم
فوالله لو يوجد ثأر بين الحكومة والشعب لما يفعلوا هذا بهم
اتقوا الله بالفقراء... ولا تمارضوا فتمرضوا ، ولا تحفروا قبوركم فتموتوا...

دحام مثقال الفواز
dahhamalfawwaz@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات