الدكتور مخلد الزيودي يسأل عن ليل الأردنيين الطويل وفجرهم البعيد ؟


انفجر الدكتور مخلد الزيودي غضبا على الحالة التي يعيشها الأردنيون في هذا الوطن الكبير , متسائلا عن كذبة الانتخابات ونزاهتها وهل تتفق مع إرث الأردنيين العظيم , وكيف يصمت الأردنيون على ثلة عاثت في الأرض فسادا وأرهقت العباد , جاعلة الحليم حيران .
وهذا نص رسالة الدكتور مخلد الزيودي إلى الأردنيين :

هل يكره الأردنيون التغيير؟ هل التغيير عدواً للاردنيين؟ وهل مزاج الاردنيين غير؟ يقترب الربيع الاردني من عامه الثالث , ومئات المسيرات والاحتجاجات والاعتصامات وشعارات خرقت كل السقوف , تطالب بالتغيير فما الذي حصل؟

صدّقت معظم الاحزاب كذبة القوائم الحزبية , وخاضت الانتخابات بقوائم عامة وعائمة وعشائرية فاقعة اللون وكان ما كان, ما الذي يدفع رجل بحجم عبدالهادي المجالي أن يصدِّق كذبة القوائم الحزبية وتنطلي عليه الحيلة؟ ما الذي يدفع زعيم عشائري ونائب مخضرم بحجم نواف الخوالدة أن يوافق على أن يكون لواء بلعما, دون مقعدٍ نيابي ويخوض الانتخابات ويخسرها؟ ما الذي جرى لحزب مثل حزب حشد أن يقبل خوض الانتخابات, ويقبل لعبة الفرز واعادة الفرز (لعبة القط والفار) ؛ حتى اصبح الموضوع موضوع تندرٍ لدى الاردنيين؟ ما الذي دفع شاب اردني حرّ بحجم سامي الزبيدي ان يصدّق ما يقال عن اصلاح سياسي فينخرط باللعبة فيدرك الخطأ صبيحة اليوم التالي فيصاب بالذهول ويغادر (الزبيديه) بدون وعي ويدفع ثمن ذلك حياته واسرته فخسرنا قلمه الحر للأبد؟ ما الذي يدفع الأردنيين لمحاربة المال السياسي ولعنه ، ثم يتورطون ببيع الذمم والضمائر في وضح النهار , وتصبح اصوات الناخبين بالمزاد العلني امام مقرات الاقتراع ,وعلى مرأى من هيئة الانتخاب والمراقبين؟.

أجيبوني ؛ ما الذي دفع الأردنيين بإعادة انتخاب نوابٍ وقفوا ضد فتح ملفات الفساد وتستروا على الفاسدين ؟ ومع كل ذلك يبقى السؤال الاهم ما الذي يدفع الاردنيين لتصديق الكذبة الكبرى (حكومة برلمانيه)؟ وعلى أي أساس والواقع غير ذلك ! هل تنافست ثلاثة أحزاب او أربعة او اقل او أكثر في الانتخابات النيابية مثّلت اليمين واليسار والوسط وحصد احدها نسبة تؤهله لتشكيل الحكومة؟ أو حصل حزبين رئيسيين على نسب تؤهلهم لتشكيل حكومة برلمانية ائتلافية كما يجري في الدول (المتخلفة) مثل بريطانيا واسرائيل مثلا؟؟ لتقف بقية القوى داخل البرلمان قوى معارضه تقف بالمرصاد لحماية الوطن ومقدراته وتعيد فتح ملفات الفساد المطوّية بأرادة المجلس السابق؟


أسئلة من عشرات الاسئلة محيّرة ويبدو أن الاجابة عليها محيّرة ايضا!! فما الذي يريده الشعب الاردني بالضبط؟ على رأي زياد رحباني: (يا خيي انأ ما بدي افهم قدك... لكن بدي افهم عليك) .

أنا كمواطن اردني اريد ان افهم المزاج العام لهذا الشعب العريق واقولها بصدق : هذا شعب عريق ؛لأنه ورث كل الحضارات , وورث الديانات السماوية الثلاث , وورث الأنباط ومعجزتهم ,وهزم اليهود في زمن ميشع المؤابي ،وحرر القدس في زمن صلاح الدين، وهزم (موشي ديان) وعسكره في الكرامة وقدم قوافل من الشهداء، وتحدى الصحراء , والحاجة والجوع وظلم ذوى القربى , وفتح حدوده عبر التاريخ لكل محتاج وطالب للامن!! وهو الان تحت رحمة اهل الخير ينتظر الحوالة الشهرية من دول الخليج! هل يُعقل هذا؟ هل يُعقل ان نعود الى المربع الاول ونكذب الكذبة ونصدّقها؟

أجيبوا الشاعر الذي ينطبق قوله علينا (يا عيال خوالكم مرويين العراقيب... علموني منين الردى جاكم) من الواضح بأننا كأردنيين لا نريد أن نغير شيء ؛ إما لإننا متورطين في اللعبة أو نريد أن تبقى الأمور كما هي عليه لعجزنا وعدم أهليتنا، فقد صدقنا الرواية الاولى ولا نريد تصديق غيرها، ولدينا نص واحد ولا نصدق غيره. نفتعل الغضب والرفض ونتذمر ونشكو ونحلف اغلض الايمان ان لا نعود , ثم ننسى كل ذلك كطفل يتيم عاش تحت رحمة عمه القاسي فلا ملجأ له.

اليوم وقد انتهى العرس الوطني الديمقراطي النزيه الشفاف الذي دارته الهيئة المستقلة التي تدار بدورها من مكان ما في عمان,انتهت الانتخابات النيابية وهاهم الأردنيون ينتظرون بدء الجلسات ومتابعة نوابهم تحت القبة ؛ للمطالبة بحاجة مناطقهم من تعبيد شوارع ,وإيصال الكهرباء ,وفتح الطرق , وتوسعة المدارس , وايجاد فرص عمل للعاطلين عن العمل وتعيين أذنة وحرّاس وغيرها من المطالب الخدمية التي اعتدنا عليها منذ عودة الحياة البرلمانية , وسيكون خطاب الحكومة خطاب مكرر حيث سيتضمن مجموعة من الثوابت المكررة والمملة ؛ بدءا من اننا جزء لا يتجزأ من امتنا العربية وأن الربيع الاردني بدأ منذ ان كانت (ربة عمون ) عاصمة للعمونيين وانتهاءا بنعمة الامن والامان (والحمد لله ع شم الهوى).

سيستعرض النواب بطولاتهم على الحكومة التي ستلعب دور الخائف والمرعوب وان نيل الثقة بالغ الصعوبة, في النهاية ستحصل الحكومة الجديدة على ثقة السادة النواب وسيتدافع الاردنيون الى الدوار الرابع للتهنئة , وسيطلب الرئيس الجديد بكل تواضع عدم نشر التهاني في الصحف وسيؤكد على السادة الوزراء النزول للميدان . هذا هو المسلسل المحلي الاردني المكرر والمعاد ولا تغيير على السيناريو ولا على مواقع التصوير فالاحداث تتم بين العبدلي والدوار الرابع ومنازل النواب , وعندما يعودون كل ليلة الى قواعدهم الشعبية سيعيدوا لناخبيهم رواية مشاهد بطولية تمت في الكواليس لم يتسنى لهم مشاهدتها وليس عليها شهود. وستبدأ حلقة جديدة من أحداث مسلسل ليل الأردنيين الطويل وفجرهم يطول ويطول : التشكيك بأداء النواب والحكومة، وسترتفع اصوات تطالب بتعديل الحكومة، او رحيلها وتبدأ سيناريوهات جديدة مرهونة بما يجري في الاقليم وضرورة اجراء انتخابات نيابية مبكرة وسيقف الاردنيون للمرة الالف على تقاطع العبدلي الدوار الرابع، يحللون ويتكهنون وستشكل لجان يتفرع عنها لجان للحوار الوطني القومي الاقليمي الاممي الكوني تخرج بتوصيات بأن الشعب الأردني (يا خيي ما بده تغيير).



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات