بداية سقوط أحجار الدومينو


هل ظلم الباشا وحزبه من ذوي القربى ومن أجل مضاضة هذا الظلم فضل أن يستقيل ويخرج حزبه من الحياة السياسية في البلد ؟ سؤال كبير رغم أن هذا الحزب ومنذ بدايات تشكيله وهو يترنح ما بين حضن السلطة وحضن العشيرة لعله يصيب من أحدهما خيرا ، والنتيجة وبكل بساطة أن إنتهى الحزب بمجرد نهاية رأسه، وهنا نعود لأسس تشكيل الأحزاب السياسية في الأردن منذ بد قاون الأحزاب عام 1992 ، ويمكن تقسيمها إلى ثلاثة أحزاب وبعيدا عن التقسيمات السياسية المعترف بها بين أهل العلم .
أول هذه الاقسام هو الاحزاب اليسيارية أو التي كان من أسباب وجودها على الساحة الأردنية القضية الفلسطينية وتياراتها التنظيمية التي فضلت البقاء في الساحة الأردنية السياسية وتعمل في السر ، وثانيها الأحزاب الدينية التي وجدت في حضن النظام السياسي منذ ولادتها وماتزال ترتع من حليبها إلى الأن وأن مرة بمراحل عدة من الفطام أدت لحدوث إنقسامات داخليه فيها وجعلها تترنح ما بين اليمين والوسط واليسار ، وثالثها الأحزاب التي جاءت للساحة بشكل مبادرات فردية لرجال سياسية ودولة وأمن بهدف تحقيق نوع من التوازن الحزبي في ساحة السياسة الأردينة .
ونتيجة للتاريخ السياسي والنظالي لأحزاب القسم الأول نجدها مستمرة بالوجود رغم محاولات الانقسام الداخلي التي تمت بناء على إنقسامات داخلية في التنظيمات السياسية الأم إلا أنها رفضت أن تتمثل بشخصية القائد الرمز صاحب الشخصية الكارزمية وأدى بها هذا الشيء إلى وضع برامج حزبية وأطر تنظيمية تبعدها عن هذا الفخ القاتل لأي عمل حزبي وهي الان تمتلك إستمرارية الوجود والبقاء .
والقسم الثاني من هذه الأحزاب ذات النهج الديني أدخلت نفسها بمتاحة إما البقاء بحضن النظام السياسي أو الخروج منه كي تحضى بنصيب من القاعدة الشعبية وبالذات بعد أن أصبحت أوراقها مكشوفة للعامة من الشعب نتيجة لكشف المستور عبر وسائل الاعلام الخاصة التي مثل ظهورها حالة غير مسبوقة في زمن الحريات العامة ، وأدت هذه المتاحة بحصول إنشقاقات داخلية عظيمة تمثلت بخروج فرعين لها أحدهم فضل البقاء في حضن النظام ( الوسط ) وعدم السير وراء رغبات الشارع وإتخذ لنفسه من الدور الاجتماعي النخبوي أساسا مهما في إستقطاب النخبة الدينية المعتدله ، والثاني أخذ من النهج المتطرف أسلوبا له ومن باب أنه سيكسب بذلك نسبة جيدة من الشارع الديني الذي أصبح على علم كامل بمفاهيم دينية محددة كالجهاد ، ونتيجة للتغيرات الكبيرة التي أصابت المنطقة كحرب الخليج الثانية وظهور ساحات ميدانية لممارسة هذه المفاهيم ، وسار هذا الفرع على قاعدة أن ظلم النظام له قائم وعليه أن يستغل هذا الظلم لكسب المزيد من الأعضاء .
والقسم الثالث من الأحزاب السياسية الأردنية هي أحزاب حديثة فكر ونهج وقد صنعت صناعة كي تتماشى مع مرحلة التعديدية السياسية أو ما أطلق عليه مرحلة الديموقراطية الأردنية بعد عام 1989 ، وإتخذت هذا الاحزاب من مسمياتها مصطلحات متشابه ومتكررة ولكنها متغيرة في ترتيب الكلمة في أول الأسم أم وسطه أم أخره ، وكانت النتيجة دخول الشارع في متاهة تحديد هوية هذا الأحزاب والفكر الذي تحمله وإستندت في نفس الوقت على بنى صغيرة لحظية وسريعة تشكلت بقيادات عشائرية وسياسية ولاءها للنظام فقط ومناطقية مرفوضة من غالبية الشعب لعدم توفر النزاهة والشفافية في معظم هذه البنى ، مما جعلها محل إنتقاد دائم من قبل أعضائها وقاعدتها الشعبية وبالتالي خرجت من مفهوم الحزب لتصب في مفهوم الجمعيات الخيرية .
وبالعودة لظلم القربى الذي تعرض له حزب التيار الوطني فهو قد ظلم من قبل النظام الذي لم يعطه فرصة في صناديق الإقتراع كما وعد منذ سنوات ، وكذلك ظلم من قاعدته الشعبية التي لم تسقط في صناديق الإقتراع أصواتها له لأنها تعلم ما هي نهاية وصول الحزب للحكم وهي نهاية تمثل العودة لما قبل الربيع الأردني عام 1989 ، وبالتالي هو خطوة للخلف وليس للأمام .
وهنا نسأل هل هذه بداية سقوط أحجار الدومنيو لأحزاب القسم الثالث من الأحزاب الأردنية ؟، وهل تحترق أوراق احزاب الوسط الديني في أول حكومة برلمانية أردنية لعدم قدرتها على تحسس الشارع الديني الذي تم إصطياده من قبل الإخوان والسلفين والذي يرفض النوم في حضن النظام أو إعلان الجهاد في جغرافيا خارج الوطن إن رغب في ذلك ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات