القرد الإيراني


ماذا وراء الغارة (الأسرائيلية) على سوريا..؟!
لا نجد أي سبب تكتيكي عسكري (لإسرائيل) أو مصلحة لوجستية طارئة في ضرب أي هدف سوري عسكري من قبل (إسرائيل).. فوضع النظام السوري لم يكن يمثل في الحالات العادية أي خطر على الكيان الصهيوني بل على العكس تماما فالجبهة السورية كانت دوما جبهة مغلقة وحدود مصانة.. فكيف الآن والنظام السوري مشغول في حرق مستودعات اسلحته على رؤوس شعبه وبحاجة لتركيز اضعاف جهده على الأزمة الداخلية الخانقة..!
لم تكن اسرائيل رغم تصريحاتها المتلاحقة تخشى من نقل أي أسلحة الى حزب الله من قبل النظام السوري.. فالمقاومتان المزعومتان تملكان نفس الممول (إيران) وتقومان بالتنسيق العسكري الكامل بينهما منذ زمن بعيد وتتشاركان في نفس المخزن الاستراتجي للأسلحة الذي يتم تخزينه للمنطقة وليس لتحرير فلسطين أو الجولان، حيث استطاعت (اسرائيل) وبعد معركة (التحريك) في تموز مع حزب الله أن تضمن وجود (المقاومين) في لبنان خارج مناطق الاشتباك و وبنفس المعادلة التي تجمعها مع سوريا.. بما يعني ثبات حالة العداء الظاهري الديكوري المفيد واللازم لكل من (اسرائيل) وسوريا وحزب الله والذي يخدم وجود كلا منهم بحالة إستنفار دائم تعبوي وتقدم راسخ في المشروع الخاص به دون المساس بجبهة الجولان او الجنوب اللبناني الذي اصبح بالعهدة الأممية مثل الجولان.
وعند التفكير مليا بالأسباب التي دفعت (اسرائيل) لقصف معمل جمرايا في ضاحية الفردوس القريبة من العاصمة دمشق وضرب القوافل العسكرية السورية المتجه الى لبنان فأننا نجد انه ليس من المنطق ان تقوم اسرائيل بضرب بعض المخزونات السورية القريبة من دمشق بعد استمرار عملية النقل لمدة عام كامل من مطار المزة ومستودعات يبرود وجيرود والقسطل وأبو الشامات الى مستودعات حزب الله في بعلبك والبقاع الغربي حيث تم نقل اكثر من ثلاث وخمسين طنا من المواد الكيمائية المحظورة وأكثر من خمسين شاحنة محملة بالأسلحة الروسية المتطورة من صواريخ مضادات الطيران والصواريخ الأرضية الحديثة..! وهذه المعلومات يعرفها الجميع.
إذا لماذا تم استهداف الاهداف العسكرية السورية هذه دون سواها وبهذا الوقت، ولم يتم استهداف المستودعات الاصلية للقوات السورية وقوات حزب الله التي باتت مكشوفة للجميع حسب تصريحات جنرالات الحرب الصهاينة..؟!، وهنا لا بد لنا من قراءة الموقف من الناحية الأمنية الصهيونية التي تحكم كل التصرفات المحتملة لهذا الكيان.. وهذه العقلية الأمنية الشديدة الدهاء لا تعمل بالطريقة البسيطة التي يمكن قراءتها بسهولة.. فالكل مؤمن بانتهاء حقبة الأسد وذلك اكثر ما يقلق الكيان الصهيوني الذي يعني له وضعية جديدة للحدود الشمالية لفلسطين بما قد يشكل انتهاء لحالة الاختطاف الماكر للقدرة العربية الكامنة في سوريا وانتقالها الحتمي للوضعية الطبيعية ضمن المشروع العربي المنشود.. مما ألزم الدوائر الأمنية (الإسرائيلية) للجوء الى حالة الإستنفار العامل على إبقاء سوريا في وضعية الإجهاد المستمر على الأرض ولحين الوصول الى وضع يصعب فيه إنشاء الدولة السورية الحديثة فيما بعد الأسد.
كل هذه الأمور تصبح واضحة ومفهومة حينما نعلم ان قوات الجيش الحر استطاعت تحويل مسار قافلة الأسلحة هذه والتي قصفت حيث تم اختطافها لأكثر من عشرة كيلومترات باتجاه مناطق الجيش الحر في الشمال قبل قصفها من قبل الطائرات الصهيونية ، كذلك استطاعت بعض كتائب الجيش الحر الوصول الى مشارف ضاحية الفردوس التي لا تبعد كيلومتر واحدا عن معمل جمرايا حيث قاربت هذه القوات على اقتحام المعسكر واغتنام الذخائر والأسلحة الكيمائية والصواريخ الروسية المطورة والقادرة على اسقاط الطائرات وعلى ارتفاع عالي مما يعني اختصارا وحسما للمعركة الدائرة بين الثورة السورية والنظام..
هذا (الإنجاز الصهيوني) كان نوعا من رد جميل للنظام السوري والتناغم عن بعد بين النظامين.. ولم يعمل على كسر محور (المقاومة) وتغيير قواعد المواجهة كما جاء في البيان الإيراني الداعم للنظام السوري.. بل كان انجازا مشتركا يعمل على إطالة عمر النظام مع تبيض بعض الصفحات له وليعمل كذلك على إطالة عمر ألأزمة السورية بما يعني استمرارا في بعثرة الأوراق وتدويل الصراع وإيجاد مساحات اوسع في المسألة السورية لحكومات المشاريع المرتزقة من وجود النظام السوري ولكي تعمل على إيجاد البديل المقبول لهم.
أن المؤامرة اكبر من يراها من عاش ألأوهام على بيانات القيادة القومية لحزب البعث في سوريا وبيانات حزب الله في لبنان وصدّق أن النظام السوري هو نظام مقاوم.. فهذا النظام كان له السبق في عدد المذابح التي طالت ثلاث شعوب عربية فالشعب الفلسطيني ناله من هذا النظام مذابح تل الزعتر ونهر البارد والبداوي بأكثر من ثلاثون الف شهيد والشعب اللبناني ناله عشرات الألوف من الشهداء على مدار ثلاثون عاما من حكم لبنان تحت مسمى قوات الردع في لبنان والشعب السوري تجاوز عدد شهداؤهم المائتان وخمسون الفا على مدى ثلاث وأربعون عاما على يد هذا النظام ( المقاوم) الذي لم تسجل له جولة بطولة واحدة على حدوده الجنوبية مع العدو الصهيوني وما حرب اكتوبر عام 73 إلا انجازا عربيا كان رغم أنف الأسد الأب حسب الأرشيف القذر الذي ظهر اخيرا.
هذا العصر الذهبي التي عاشه الكيان المحتل في فلسطين مع جاره النظام السوري قدر له ان يصل الى نهايته ولا نتوقع ان يخلد الكيان الصهيوني الى النوم وهو لا يعلم من سيكون (جاره) الجديد بعد الجهود الجبارة التي تقوم بها لإقلاق وزعزعة أمن لضمان السبات الشتوي لكل (الجيران) بما فيها مصر (الأخوان المسلمون).. ولننتظر من هذا العدو الكثير من الحيل بالتعاون من شياطين المرحلة لإبقاء صدورنا مشتعلة وعقولنا تقتات على بيانات التلفاز من قناة المنار وقناة الإخبارية السورية وقناة العالم الإيرانية لنحلم في ما بعد بعد حيفا ونحن نخسر دمشق وبيروت وما بعد بعد بغداد ايضا.
جرير خلف









القرد الإيراني
كان القرد(ابو شامه) على موعد مع قدره ولم يشفع له جهله بالطيران أو قلقه في النوم على مقاعد كبسولة معدنية تتجه فوهتها نحو السماء.. سحبه بعض الافراد من اللقفص الذي كان يجمعه برفيقه الخبيث القرد الآخر (ابو سمرة) وقاموا بتكتيفه في قالب وردي احتراما لحبه في الحياة.. حينها صرخ القرد بصوت عالي (انا لا أعرف الطيران ولا استطيع أو دراسة النجوم وحتى عدها).. حينها ابتسم الجمع (المقاوم) وهز معلهم رأسه وقال له والابتسامة الصفراء تقتحم وجه (ما عليك سوى أن تأخذ الصور في مقعدك الفضائي وأنت تبتسم وأترك الباقي علينا).
اشتعلت النار تحت الصاورخ وارتفع الصاروخ في السماء ليتحول الى العاب نارية في السماء.. حينها اتجهت الأنظار نحو القرد (ابو سمرة).. الذي تمسك بقضبان القفص وبات يصرخ في جنون ( انا لا ارغب بالطيران.. وأخاف من المطبات الهوائية ايضا.. وسرب لي أن مهمتي ستكون بالرقص في شوارع طهران فقط)..
حينها اقترب المعلم منه وقال له ( بل انت ستكون رائد الفضاء العائد من السماء).. حينها انفرجت اسارير (ابو سمرة) وما لبث أن بلع ريقه وتمتم (ولكن من سيصدق..؟!).
اقترب منه المعلم وقام بوضع يده على يد (ابو سمرة) وقال ( لا تخف فنحن من جعلنا العالم برمته يصدق ان المالكي اصبح رئيس وزراء منتخب في العراق.. وان بشار الأسد هو قائد مقاوم في سوريا.. وأن الأحواز العربية هي قطعة من ايران.. فلا تخف سيصدق الجميع انك رائد الفضاء العائد من السماء)..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات