خطة إصلاح التعليم حيكت ومُررت في ليل


خطة إصلاح التعليم التي أُقرت من قبل الحكومة المنتهية الصلاحية مرت دونما أدنى ضجيج، والمفروض أن تُشبع نقاشا كون التعليم مُهم لتحديد مراحل تطور المجتمع والدولة، الاستعجال في تمرير هذه الخطة من قبل حكومة راحلة فاقدة للثقة الشعبية، يضع الخطة في دائرة الشكوك والتساؤل لماذا الإصرار على إنجاز الخطة بهذه السرعة قبل رحيل وزير التعليم العالي خصوصا أننا لُدغنا من الجحر مرات ومرات؟ وما إفساد التعليم والتربية المُمنهج من أيام معالي طوقان إلا ما نحصده في ساحات الوطن من فساد وعنف في ساحات الوغى الجامعي وخراب الأخلاق وتدني المستوى التعليمي والمعرفي والثقافي والوطني لدى أجيال مُنتج طوقان الشابة والمنهجية لم تكن بريئة من العلاقة بوادي عربة وشروط موضوعية فرضتها العلاقة البغيضة مع العدو الصهيوني والتنسيق مع الدوائر المشبوهة الخارجية لتمرير أجنداتها.
معالي الدكتور وجيه عويس الذي أحترم وتربطني به بعض علاقة طيبة يمتاز في كثرة الوعود وسلاسة التهرب من استحقاقات المراحل والزوغان والتملص من المطالب الضاغطة بطريقة ألامتصاص والترحيل أو على طريقة طبخ الحصى في قدر عجوز عمر بن الخطاب لحينما ينسى المطالبون ويخف ضغطهم عليه أو يناموا جياعاً قبل أن ينضج الحصى.
تمرير خطة إصلاح التعليم والاستعجال في إنضاج الحصى وقبل الولوج في مرحلة الحكومات البرلمانية وقبل أن تُعلن بنود الخطة يُفقد العملية بكاملها الشفافية ويُشكك بنزاهة الأهداف منها ويُضيّق مساحات حسن النوايا.
بعض ما عرفته من بعض التسريبات أو من خلال العلاقة الشخصية مع معالي الوزير وقبل أن يجمع بين حقيبتي التعليم العالي والتربية والتعليم أنه في بعض التخصصات الجامعية التي يزداد عليها الطلب كتخصص الطب مثلا كان مُقترحا فك الارتباط الوثيق بين القبول في كليات الطب ومُعدل التوجيهي ومرحلة تحضيرية تنافسية مُقترحة لمدة تزيد عن السنة والنصف إلى سنتين بما يُعادل 45 ساعة جامعية معتمدة قبل الولوج والقبول النهائي في تخصص الطب على أساس التنافس بين المتقدمين والتحصيل النهائي للمرحلة التحضيرية.
ما يغفل عنه وزير التعليم العالي أن المجتمع الأردني مُشكل من طبقات وأن في الوطن أطراف تختلف ظروفها عن عمان وتختلف ظروف الطفيلة وقرية الجربا في معان وبذان في الكرك ومنشية بني حسن عن روابي عمان ونيوجرسي وتختلف ظروف المدارس في غرندل وغور الصافي عنها في مدارس الإتحاد والأكاديميات وتراسنطا.
من المُسَلَم به أن التحصيل والتنافس في نهاية المرحلة التحضيرية سيكون الأمر الحاسم فيه اللغة الإنجليزية وستكون الفُرص كاملة لخريجين مدارس (الهاي لايف) الخاصة وسيُحرم القادم من عالم مدرسة الجربا وأخواتها.
نحن مُجتمع ثالثي شرقي وأكثرية مُسلمة، أكثر ما نحتاجه هو تشجيع البنات على دراسة التخصصات الطبية والتطبيقية، تفضل الإناث وهن الأكثرية في مجتمعنا المُسلم والشرقي العلاج والفحص لدى الطبيبات عنه لدى الأطباء الذكور، وهذا أسوقه في سياق الحاجة الماسة لتشجيع البنات على دراسة الطب، لكن في خطة الحكومة السيئة النية غير ذلك، كون بكالوريوس الطب سيحتاج إلى ثمان سنوات دراسية وربما أكثر وطالبة الطب في مجتمعنا الشرقي والمسلم ستلج مرحلة العنوسة مُجبرة في الخامسة والعشرين من عمرها!، فهل سنحتكر تخصص الطب لطبقات عمان المخملية؟ هل هي طائفية جديدة مُنتظرة في كليات الطب أم ذكورية وعنصرية ضد المرأة؟... هل ترف العيش وظروف الأردنيين المادية من غير طبقات البزنس والفساد تُمكنهم من الصرف على طالب الطب سنتين إضافيتين في الوقت الذي فيه التعليم مجاني في كل دول العالم الفقيرة والغنية إلا في هذا الوطن المنهوب المنكوب؟!هل هو تفريغ وطرد مُتعمد لصالح الجامعات في خارج الوطن ؟ ألا تبتزنا الدولة في ذلك وفي دفع الضرائب على التعليم ومرة ثانية تبتزنا مُقابل الساعات والرسوم الجامعية؟.
أسئلة مُضمرة في رسم الإجابة وأُخرى على البيعة، ما هي إجراءات وزارة التربية بعد اعترافها بتسريب أسئلة امتحان علوم الأرض؟... من أين جاءت الصراحة والشفافية للحكومة لتعترف في هذا الوقت بالذات؟... هل الاعتراف جاء للفت الانتباه عن الغش والتزوير والفساد الكبير في الانتخابات النيابية؟... أين نقابة المعلمين وأين الأساتذة ودكاترة الجامعات وأصحاب الرأي ونواب الصوت الواحد المزورين من هذه الخطة الخطيئة؟.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات