نواب بقالات الفضائيات والمرحلة الجديدة


استبشر الشعب الاردني في الفترة التي سبقت الانتخابات وهو يستمع الى التصريحات الرسمية من مختلف المستويات السياسية في العديد من المناسبات عن شفافية ونزاهة الانتخابات قبل السير بالعملية نفسها ، خاصة وانه تشكلت هيئة مستقلة للاشراف على عملية الانتخاب وادارتها لتجنيبها كل اللبس و الشكوك التي اودت الى حل المجلسين الاخيرين ، وكاد الشعب الاردني ان يصدق مقولة النزاهة وتنطلي عليه عبارة الشفافية التي سرعان ما انقشعت وتلاشت بعد اول قطرة ندى . لقد اشبعنا رئيس الهيئة ادام الله سره بالتصريحات والتهديد بملاحقة كل من تسول له نفسه استخدام النفوذ او المال القذر او حتى مجرد التدخل بالانتخابات لدرجة ان غالبية الاردنيين اعتقدوا ، لا بل آمنوا ايمانا مطلقا بان المرحلة القادمة ستحمل لهم بشائر الخير وان الاصلاح سيمضي في الطريق الصحيح بعد ان تتوفر له السلطة التشريعية القوية والقادرة على تصويب المسار وتعزيزه بمنظومة من التشريعات والقوانين الناظمة للحياة السياسية بما يمكن الشعب من تحقيق طموحاته وتطلعاته للحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية التي افتقدها في ظل تنامي " امبراطورية الفساد" من مختلف منابته واصوله الملعونه ، الا ان المفاجأة ٌ لا قل الطامة الكبرى التي صدمت الغالبية من هذا الشعب الطيب الابي جاءت مباشرة بعد اغلاق صناديق الاقتراع وبداية الفرز وبدء توارد الانباء والاخبار على الشريط الاخباري للتلفزيون الرسمي والقنوات الاخرى المحلية عن تلكوء الهيئة التي وعدت بالنزاهة والشفافية وتمكين المواطن من متابعة الفرز مباشرة من خلال المركز الاعلامي الذي تعطلت فعالياته ولم يتمكن المشاهد ولا القارىء من الوقوف على حقيقة النتائج وعاش الشعب الذي تابع الانتخابات والفرز وانتظر النتائج حالة من الفراغ تخللها فشل التلفزيون الرسمي في تقديم ما يمكن ان يشعرنا باننا في عرس وطني كما يحلو لرئيس الهيئة وغيره من المسؤولين التغني به واكتفى ببعض البرامج الدينية والتاريخية ، اما رئيس الهيئة المستقلة فتلاشى عن الانظار تاركا الساحة خالية لاصحاب البقالات الفضائية من المرشحين ليشغلوا الناس بالاغاني والافلام وبعضهم لجأ الى التصريحات العلنية تتهم الهيئة بالتزوير . واستمر الحال بين ترجيح فلان بالفوز وعلان ،القائمة كذا او تلك، ليقف المواطن المسكين الذي حرص على المشاركة والادلاء بصوته مشدوها لا يعرف نجح مرشحه ام لا ، ومنهم من زغرد واحتفل بالفوز وبعد ساعات انقلب بالبكاء والصراخ بسبب التلاعب الواضح بالنتائج والناتج اما عن عدم معرفة اعضاء الهيئة بكيفية التعامل مع الارقام او الله اعلم لماذا تأخرت النتائج والتي لم يعلن عنها رئيس الهيئة الا بعد خمسة ايام بعد ان تسبب هذا التأخير بالبلبلة واثارة المشاكل وفي بعض المناطق الى مواجهات بين قوات الامن والمواطنين المحتجين ليخرج على الاردنيين اليوم في مؤتمر صحفي يقول " بانه يأمل ان تتلاشى الشكوك بنتائج الانتخابات لدى المواطنين تدريجيا" . يا لغرابة المنطق ، مطلوب ان يتعايش الناس مع اخطاء الهيئة التي اثارت حفيظة الشعب والتعايش مع مجلس واضح بانه غير شرعي الولادة اصلا لمجرد الافصاح عن الامل بالتعايش مع الشكوك والنتائج، مجلس يجمع بالاضافة الى العديد من اهل المليارات والملايين باقة برامجية جديدة من مالكي بقالات الفضائيات بكاميراتهم وميكروفوناتهم لبث خطاباتهم وحركاتهم التي طالما حاولوا اغراء البعض فيها خلال حملاتهم الانتخابية. اننا امام مجلس لوردات ورجال اعمال في غالبيته اضافة الى البزنس الاعلامي البعيد كل البعد عن نبض الشارع ، مجلس غالبية اعضائه من اهل الكروش المليانة التي تعتقد ان الاردنيين جميعهم شبعانين مثلهم ، مجلس لا نرى فيه الامل والرجاء لمرحلة ارادها قائد البلاد تاريخية في المضامين والاشخاص في التأسيس لحكومات برلمانية تؤطر الحياة الديمقراطية وتجنب البلاد شرور ما يشهده العالم من حولنا من ويلات. نعم لقد نجحت الارادة السياسية في تنفيذ قرار اجراء الانتخابات ونجحت الاجهزة الحكومية كافة في تامين عملية انتخابية سلسة وسهلة وشفافة ولكن للاسف عجزت الهيئة المستقلة في تأدية واجبها المكلفة به في متابعة النزاهة والشفافية الموعودين بهما فجاءت الانتخابات ومعها المجلس مشوها خلقيا وموضعا للشكوك والريبة يحمل فيما يحمل عددا من مالكي البقالات الفضائية الذين لم يتعود الاردنيون بعد عليهم واصبح البعض يطلق عليه " قناة الشعب الاردني من العبدلي" اما الجلسات " برنامج من تحت القبة" اهلا اصلاح .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات