الجوكر .. البوكر .. أليس في بلاد العجائب و باتمان !


كم أنا ساذج .... خلال سني عمري اعتقدت أن ( البوكر ) لعبة كما حصان خشبي أو طائرة ورقية أو كرة (جرابات مخصصة للعبة 7 حجارة )... كما اعتقدت أن ( الجوكر المهرج السادي ) شخصية اسطورية ... زرعتها قصص - أليس في بلاد العجائب لكاتبها تشارلز دودجسون - في مخيلتي، ومكافئة له قاموا باستنساخه على أوراق ( الشدة ) ومنحوه دور البطولة في افلام "باتمان " للكاتب الامريكي جيري روبنسون!

بقيت الفكرة تسيطر على، حتى عرفت أن الجوكر يقابل الظلم والغطرسة والديكتاتورية بمعناها السياسي والاجتماعي، والسيطرة على مجتمع الخراف، لا لكونه "راعيا " انطلاقا من "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" بل كونه ذئبا ساديا يهوى تعذيب المجتمع ارضاء لغرائزه، وكل من يسأله عن افعاله، يرد عليه بما معناه : هذا المجتمع غير قادر على ادارة نفسه، فحملة التوجيهي فيه يمتهنون الصحافة، والراسبون في الثانوية العامة يزج بهم في القوات المسلحة، والشعب يخاف أن ينتمي للأحزاب ... لذا تم العمل على ايجاد اساليب جديدة للإدارة بطلها بلا منازع "الجوكر" الذي يمثل جميع السلطات والوزارات والمؤسسات !

المؤسف في الأمر أن سذاجتي، المرتبطة بطفولتي امتدت لتعتبر "البوكر " لعبة خاصة بالأطفال، لذا كنت أتعب جسدي وأنا ابعث عنها لدى محلات الالعاب، وقبل فوات الأوان اكتشفت أن "البوكر" لعبة مخصصة للكبار، المصابين بأمراض العصر، تعتمد على الاستنزاف الحادٌ للأموال، والادمانٌ حد النكران، ورهن الاوطان، دون أن يعلم هؤلاء أن من يرهن الاوطان، الاوطان لا تراهن عليه، ومن يرهن الاوطان سيأتي يوما عليه يرهن نفسه، ارضاء لرغباته !

بعد سنوات عرفت وقبل فوات الأوان أن "الجوكر" ليس بشخصية اسطورية، إنما حقيقة واقعية، طغت في غيها المخفي بمساحيق التجميل، عرفت أن جوكر يلعب بوكر ولا يتقن غير هذه، وشروطها.

جوكر يلعب بوكر، ثمة أثار جانبية، امتدت لتصل جهات الأرض الأربع، يتحدثون بها، يتندرون بها، يضحكون عليها، الا في مملكته التي تلبي احتياجاته للعبة، فالذي يصح له لا يصح للشعب، الذي يصح له لا يجوز لغيره !
جوكر يلعب بوكر، كؤوس عرق قيل أنها عصير تفاح، حاشية مخملية تقامر بكل شيء ارضاء لمصالحها، طبقات تطالب بإصلاح البريه ! فهم اصحاب النياشين والغزوات الحمراء الليلية وما الشعب الا أداة لتطبيق افكارهم الجهنمية.

في الطائرات ، في جنوب افريقيا، في لاس فيجاس، تبدا البطولات الكرتونية، فالسفر المتصل للمباحثات، واعلان المواقف من القضايا المصيرية، للحديث عن الحق الفلسطيني، لمنع الوطن البديل، وجدار العزل العنصري، لجلب .
الاستثمارات "للجوكر " لا للبلد لتغطية تكاليف اللعبة !

من الجدير ذكره أن متقمص شخصية "البوكر" تعطيه حافزا لرفع منسوب جينات الذكورة، مقابل اسقاط جينات الرجولة في منحدرات ومنحنيات روليت المتعة الجنونية!

جوكر يلعب بوكر .... وشعب يهدد بإفلاس دولته ...

ختاما : أيا أليس عودي ودعيني قابعا في سذاجتي الطفولية السفلى، لكن، اياك ان تنسي جلب عصاك سحرية وإن استطاعتي غيري من الحال، قولي للجميع لقد خدعكم اجمعين فما بالكم تنكرون، افقركم فلما تكابرون، عودي علك تغيرين من ملامح الواقع.

عودي "أليس "شهريار، وشهرزاد زرعا في وطني الفساد، لا من أجل شعب النشامى الساقط في أسفل الاهتمام، بل من أجل قرط الماس أو كعب عال أو فستان، من أجل جزيرة أو حفلة ماجنة أو فنان أو يخت وعروض ازياء.

أيا أليس عودي ... فما زال الشعب" القائد " ينتظر المعجزات من السماء .

أليس عودي برفقة "باتمان" فالجوكر استعبد العباد وطغى في الفساد !

في المرة القادمة سأتحدث عن الرحالة الصغير !!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات