الواوي بلع المِنجل .. !


-اللهم لا شماتة ، وكفي الله الوطن والوطنيين الأردنيين العقلانيين ، حال الواوي الذي بلع المِنجل ، حين تهدر أمعاءُه ويشتد عواه...!

- كنا وما نزال على وعيّ تام أن وراء حالة الغيظ التي تجتاح أوساط القوى العدمية ، والتي ما يزال بعضها ممتطيا عنزته ويسبح في الفضاء ، ويُصر بعناد منقطع النظير على مناطحة الحقيقة بقرن مكسور ، أن وراء أكمتهم ما يظنونه مخبوءأً ، لكن من يتتبع ردود فعلهم على ما يعانوه من فشل ، إرباك ، تخبط ، ندم ، تلاوم وعض أصابع لا يحتاج للمايكريسكوب ليكتشف إلى أي مدى حط على رؤوسهم الإحباط ، مما حدا برأس حربتهم ، جماعة الإخوان المسلمين أن ينهمكوا في إجتراح عبارات الدفاع عن العدمية البائسة ، بسذاجة غير مسبوقة يحاولون من خلالها حجب شمس آب بغربال ممزق ، وقد فلت عقالهم بعدما توالت إنتكاساتهم ، وضاع دليلهم وباتوا تائهين يدورون حول أنفسهم ويجترون الأوهام ، يعتقدون بأنهم ذوي قدرة ، ثقل سياسي وحضور في الشارع الأردني ، يُمكنه أن ينادد الدولة أو يعرقل مسيرتها الإصلاحية ، حتى وقعوا في شر أعمالهم ""ويمكرون ويمكر االله ، والله خير الماكرين"" صدق الله العظيم .

-فحادثة ما أسموها جمعة الشرعية أفقدتهم شرعية وجودهم ، ودمرت علاقاتهم مع معظم القوى السياسية الفاعلة التي كانوا يدمغجون عليها بالحديث عن الحرية ، الديموقراطية ،حقوق الإنسان والمرأة في دولة مدنية ، فضحت نواياهم ورسّخت حقيقة أنهم أهل تُقية ، وجاءت تأكيداًً على تدليسهم بأوضح صوره ، حين صعق كبيرهم همام سعيد الحلفاء قبل الخصوم السياسيين ، بنداء لا لبس فيه ، أنهم يسعون لإقامة دولة الخلافة الإسلامية في الأردن ، ناهيك عن غيظ آخر تطلب فتح تحقيقات مع الشُعب الإخوانية التي خذلت قيادة الجماعة إثر إستنكافها عن المشاركة في تلك الفعالية التي أظهرت حقيقة حالتهم الإنقسامية وضآلة حجمهم، ليزداد يوم بعد يوم هدير التهديد والوعيد الذي تخصص به زكي بن ارشيد وحصل بموجبه على شهادة الأستاذية في المناكفة.

-من المؤسف حد الأسى أن يفقد الأردنيون ذلك الأنموذج الرائع ، الذي كانت عليه جماعة الإخوان المسلمين فيما مضى ، كلمة طيبة ، سياسة راشدة ، حكيمة ، فعل خير وحضور إجتماعي محط إحترام الجميع ، فيما لم نكن ندري أن شهوة الحُكم ستفعل فعلها فتقلب المعادلة ، يوم إعتلى المشهد الإخواني صقور ، ليس بمخالب فحسب إنما بأنياب أيضا وهي حالة يجدر التوقف عندها مليا ، وخاصة عند الدور المشكوك في أمره ويلعبه زكي بن ارشيد ، حيث تتداول بعض الأوساط السياسية ، ومن بينها غيورون على الحركة الإسلامية ، الأحاديث أن مهمة بني ارشيد لا تخلو من غموض ، إذ ينطلق في دفاعه عن مواقف الجماعة ، كما يقال من بوز المدفع وبأسلوب هجومي بحت ، حتى أن أحدهم وصف دفاعه بحكاية الدُب الذي أراد إبعاد الذبابة عن وجه صاحبه فرماها بصخرة صوان فقتل صاحبه ونجت الذبابة، فيما يشك آخرون بأن مهمة بني ارشيد هي تشويه الصورة الإخوانية ليزداد النافرون منها ومن سياساتها ، خاصة حين يعمد الرجل على فبركة معلومات وهمية ، كما حدث مؤخرا حين راح يهذي بأن لدى الدولة خطة "ب" لإنجاح الإنتخابات ، وتشكيكه بإمكانية نجاح العرس الديموقراطي الأردني قبل شهرين أو أكثر من موعد الإقتراع ، في محاولة ممجوجة لإسقاط أمانيه على الواقع المختلف عن أحلامه ، والغريب في أمر بني ارشيد أنه ما يزال يعتقد بأنه موجود ، وأن بمقدوره تحويل إتجاه الشعب الأردني لتصديق هذيانه.

- مخطئ حد الجريمة بحق نفسه ، من يظن أن الأردن بمواصفاته وخاصياته كبقية الدول العربية بالمطلق ، وأن ما حدث وقد يحدث في غير بلد عربي يُمكن إسقاطه على الأردن ، وهذا لايعني أن تتوقف مسيرة الإصلاح الشامل في المملكة ، أو أن ما تم إنجازه من إصلاحات هو نهاية المطاف والتوقف عندها ، وهو ما يعني بالضرورة أن على جميع القوى السياسية في المملكة ، أن تبدأ من اليوم قبل الغد لإعادة قراءَة المشهد الأردني بعقلية المشراكة وليس بمنطق المغالبة ، المناكفة والتحدي ، فالكل وحتى الطفل الذي وُلد قبل دقيقة هو جزء من الدولة الأردنية ، ولا يُوجد بين ظهرانينا مستوردون من كوكب آخر ، والكل معني بمزيد ومزيد من الإصلاح ، وهو ما أكد عليه جلالة الملك غير مرة ، لكن بدون القفز على الواقع الإجتماعي الأردني ، الذي ما يزال في بداية الخروج نحو الفعل السياسي بمفهومه الحزبي ، الذي بدونه لا تستوي عملية الإنخراط في النهج الديموقراطي ،كسبيل يحقق للشعب حُكم نفسه بنفسه ، عبر التنافس البرامجي بين الأحزاب ورقابة المعارضة على الحكم ، وتداول السلطة في دولة مدنية عصرية ومتطورة ، ويبقى الدين لله والوطن للجميع.

-ليس لعاقل أن يرى في إنجاز الإنتخابات ، وعلى هذا النحو من النزاهة والشفافية بنسبة عالية وغير مسبوقة ، أنها نهاية المطاف وكفي الله المؤمنين شر القتال ، بل إن هذا الإنجاز على أهميته ، ما هو إلا خطوة تمهيدية لأساس يُبنى عليه ، وفرصة جوهرية لإنخراط الجميع في ورشة عمل أو أكثر ، لصياغة خارطة طريق مدروسة ومتأنية وبعقول باردة ومُنفتحه ، تؤمن بأن مصلحة الوطن هي أهم من الأشخاص والأحزاب وما شابه ، وضمن سياقات تُفضي إلى أعلى حد من التوافق الوطني ، والأخذ بالإعتبار أن أية عملية إصلاحية سياسية ، إقتصادية أو إجتماعية لا يُمكن أن تُرضي جميع فئات الشعب ، ولكن هذا لا يعني أن ليس هناك قواسم مشتركة يمكن أن نبني عليها، وأن من حق المعترض أن يستمر بنضاله السلمي ومن خلال الأطر الدستورية ، لإثبات موجبات إعتراضه وتوضيح وجهة نظره ، وهذا حق مكفول دستوريا ما دام سلميا ، ويحظى بالتقدير والإحترام حين يكون من خلال المؤسسات الدستورية ، وهنا يجدر بعقلاء الحركة الإسلامية ، وقيادات الحراكات الشعبية التي تؤثر مصلحة الوطن ، أن ينحازوا إلى الوطن بالعمل الجاد للبناء على الإنجازات الوطنية في شتى المجالات والميادين ، في منأى عن الغوغائية ، التشكيك ، الإقصاء ، التمترس والعدمية والأخذ بالإعتبار أن الأردن وسط جغرافيا ملتهبة ، يدافع بقوة عن إستقلالية مواقفه تجاه ما يجري في المنطقة عامة وفي سورية خاصة ، مما يحتم على كل أردني وطني غيور أن يكون سندا وقوة داعمة للأردن الأعز ، لا أن يكون إسفينا يفت في عضد الوطن ، وعنصر شغب ومماحكة تُشغل أجهزة الدولة عن ما يحيط بنا من مخاطر ليست خافية على أحد.
نبيل عمرو-صحفي أردني
nabil_amro@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات