حجم الوسط في غياب الإخوان المفترض !؟


قد يجول في خاطر كل من يقول بان إنتخاباتنا هذه المرة كانت نزيهة أن الأمر يقتصر فقط على الإقتراع والفرز فأقول له انت واهم ، كيف ؟ فقانون إنتخاباتنا الذي وضعه المرشحون الفائزون السابقون في مجلس النواب السادس عشر وهم في نفس الوقت معارضون له في حملاتهم الإنتخابية ! كان مزوراً من مهده فهو يعيش بحالة الكفاف عن اي تزوير في الإقتراع أو الفرز لأنه سيفرز مجلساً بتركيبة أرادتها الدولة وحرسها القديم بهذه التركيبة المعروفة سلفاً للجميع ، ولذلك فأنا أعتقد بعيداً عن أي دليل لا املكه بواقعة تزوير هنا أو هناك ان هذه الإنتخابات ليست بحاجة لأي تزوير أبداً فهي كان كما أرادها الوطنيون اللامعون ببذلاتهم وسياراتهم الفراهة وأحزابهم الورقية الفردية .
وبعيدا عن الخوض في الإنتخابات برمتها اقتصر الحديث عن تأثير غياب الاخوان المسلمين عن هذه الهيزعية الديمقراطية وأنا اؤيدهم في موقفهم وأشفق على كل من وضع أصبعه في حبر دفع ثمنه من قوت الفقراء والمساكين في هذا الوطن حتى يثبت حكم المتمترسين في كراسي السلطة ، وحالة السخرية التي ظهرت علينا في هذه الانتخابات تحديدا هو فوز حزب الوسط الإسلامي بصورة لم يكن ليصلوا الى عشرها في ظل وجود الإخوان ، وهذه الحقيقة المرة يعلمها الجميع فلولا إبتعاد جبهة العمل عن معركة الإنتخابات لما كان ليجرؤ هذا الكم الضخم من القوائم والمرشحين على خوض هذه الإنتخابات من يساريين وعمال ومهنيين و قوائم الليغو المجمعة على الهواتف .
لاحظ معظم المتابعين لحملة من يدعون الوسطية بأنهم أستخدموا سياسة الإخوان في الترويج لأنفسهم حتى الاناشيد الإسلامية التي يستخدمها الإخوان كانت حاضرة في مهرجانات الوسط ، ومعظم كلماتهم الإرتجالية كانت تتسم بنفس الحدية والخطابة ، ولكن الفرق هو ان الوسطيين مجرد أسماء فقط لا ترابط بينهم على فكر ومنهج سوى طريق واحد هو مسك العصا من المنتصف بين النظام السياسي وبين الشعب وهذا سيتضح جيدا في المرحلة القادمة من خلال عملهم تحت القبة .
من قراءتي لقائمة الوسط الإسلامي تبين لي بشكل قاطع بانهم غير معنيين بفكر يجتمعون عليه ، وقد تبين ذلك لي جيداً خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده حزبهم في فندق خمس نجوم للحديث عن الإنتخابات حين تم توجيه سؤال لأمين عام الحزب الحاج عن عدد النواب الفائزين الذين صرحوا جهراً بانهم من اعضاء حزب الوسط الإسلامي على المقاعد الفردية من عدد 13 فائزين بالمقاعد فقال : إثنان فقط ! وبين بانهم أرادوا السير بالطريق العشائرية والجهوية التي قال عنها أشرف الخلق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ( دعوها فإنها منتنة ) وهذا يؤكد بان حزبهم لم يصل بعد لمرحلة النضج بعد ، وكان من الواضح أيضاً إستخدامهم للمنبر الإعلامي القائل بالحقيقة والصدق دوماً ( والموضوعي المهني حتى النخاع !! ) من خلال زعيمه الشيخ الفائز بالمقعد الذي تم تأليهه من قبل طاقم العمل لديه وكأنه المهدي المنتظر القادم لإصلاح هذا الوطن وفي نفس الوقت يقصي فئة كبيرة منه ويعول فقط على البسطاء وعلى من تسوقهم العشائرية فقط بعيدا عن أي فكر أو عقلية علمية متزنة تقرأ جيداً ، وشهدنا جيدا المقر الإنتخابي الذي إمتلأ بالطبل والرقص مدحا بالمنقذ القادم والعبي والشماغات والشيوخ يتراقصون دعما لمسيرة الإصلاح التي بدأت من خلال الاهازيج والطبل ، وبقي فقط ان أقول بان على هذا الحزب ان يقرأ حضوره جيداً وهو لم يحز سوى على أقل من تسعة بالمئة فقط من مجموع أصوات المقترعين وليعيد حساباته ولا يملأن الفرح قلبه بإمكانية الوصول لرئاسة المجلس لأنه سيرى بان رئيس المجلس معروف مسبقا فلا تغرنكم كثرتكم ؟!
وأختم قائلاً من وجهة نظري البائسة.. أعتقد بانه ليس من حق أي طرف شارك في هذا العرس ان يعترض على نتيجة غير مرضية بالنسبة له ، لانه كان يعلم مسبقاً ما هو حجمه وما هو القانون الذي أقبل من خلاله على المشاركة ويعلم جيدا أيضاً ما هو تفكير عجائزنا الحاكمين في الدوار الرابع ، فلا ضرورة أبدا للنقد والإتهام في وجه من قلب موازين اكبر من الإنتخابات وتاجر بحقوق أكبر من الصوت الإنتخابي فلا تجزعون ولا تبكون ولا تهبون غيركم فرصة للشماتة بكم لانكم مهما صنعتم فلن يغير ذلك من النتائج في شيء .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات