ديموقراطية خارج النص الدستوري


قادت الأزمة الأوروبية المعنيين بوضع تعريف جديد للديموقراطية . ومن خلاله , يتم فهم المصلحة العامة بشكله الشمولي . ويتطابق فيه مفهوما المساواة والحرية . ولعل الذكرى الخمسين للإتفاقية الألمانية الفرنسية أثرت في نص التعريف الذي تأثر بتوضيح الهوية الأوروبية ووحّد أعياد القارة . ويسعى آباء القارة الأوروبية - حسب التعريف - إلى أنسنة أوروبا الحالية .

نتذكر جيداً , ما صرح به جاك ديلور رئيس المفوضية الأوروبية الأسبق ويوشكا فيشر وزير الخارجية الأسبق لدير شبيغل الألمانية عندما قالا كفانا احتفالات وشرب بيرة . وها هي آنجيلا ميركل وفرانسوا أولاند يعلنان وهما يبحثان عن مخرج أن على الآخرين العمل وأن لا يتركون فرنسا وألمانيا وحدهما يتحملان كل شيء .
ديلور يرى أنه لا يمكن تحليل الحاضر دون فهم الماضي وأخذ الدروس والعبر منه . فأوروبا مهددة بفقدان التأثير في ظل توازنات قوى أوجدتها العولمة . وهي بالتالي تفقد بريق ازدهارها . وأعرب عن قلقه من ضعف أوروبا ووهنها في اتخاذ القرارات وعمل الإجراءات اللازمة لمواجهة التحديات العالمية .
ويرى فيشر أنه لا يمكن المضي قدماً نحو تقدم أوروبا بدون تعاون مُجدٍ بين القطبين القديرين ألمانيا وفرنسا . وقال أن لا جدوى من الصداقة إن خلت من المسؤولية . وقد جاء حديثهما بمناسبة الذكرى الخمسين لاتفاق الإليزيه الذي تم بموجبه التصالح الفرنسي الألماني في الثاني والعشرين من يناير عام 1963 .
ألمشهد الأوروبي بات يقلق أصحابه . فلا أثر للعقود الستة الأخيرة عليه . وعام قادم فقط قد يكفي لعودة الحروب التي سادت القارة لقرون فالنعرات القومية والنازية تصعد في بلدان القارة بشراسة . وعلى سبيل المثال الفجر الذهبي وتصاعد قوته المفاجيء في اليونان بسبب أزمتها الخانقة وهو ما يقودنا إلى التنبؤ بما سيحدث في كافة الأقطار الأوروبية .
ألثورة السورية حاضرة بثبات في الذهن السياسي الأوروبي . لأنها اكتمال لمشروع الشرق الأوسط الجديد بالزعامة المصرية التركية والذي سيقوض الفعالية الأوروبية حال مده بدعم السعودية بل وستجهز على أتباع الغرب في الوطن العربي .
ألإنتفاضة الشعبية السورية توجب إعادة بناء المؤسسات العسكرية والأمنية العربية بما لا يسمح للمتغولين على الدين الإسلامي وأتباعه من التسلل إليها لخدمة التابعين للغزاة .

أوروبا بلا تزوير , صعود للقوى الشوفينية . وعرب بلا تزوير , سقوط لدول مدنية مزورة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات