سنهنئكم بعد ان نرى اداءكم


ترقبنا باهتمام بالغ انتهاء فرق الفرز واستخراج النتائج النهائية المكلفة بإعلانها للانتخابات النيابية لمجلس النواب السابع عشر .. حيث بينت سيطرة واضحة للوسطيين والمعتدلين المقربين من الدولة على النسبة الاكبر من مقاعد المجلس، الذي غلب عليه الطابع العشائري والديمغرافي .

ودار الجدل حول كثير من السادة المرشحين الآخرين ممن لم يحالفهم الحظ .. وتمنينا لو كانوا من الفائزين .. والذين نعي تماما حجم إيمانهم انتمائهم وولائهم وحماسهم واندفاعهم نحو خدمة قضايا مواطنيهم وبلدهم .

فلنكن متفائلين فرضا .. رغم تحفظ البعض بما أفرزته تلك الانتخابات .. ولن يكون حكمنا على مجريات الأمور فبل وقتها.. فالمسؤولية عظيمة .. ومن السهل كشف خفايا المتلحفين بعباءة الشرف والحرية والديمقراطية ولن تتكرر المأساة .. فليذهب بعيدا من حالفة الحظ للدخول تحت قبة البرلمان طمعاً لمنصب أو جاه أو شهرة.. وستكون الرقابة جادة وقوية من كل الأردنيين .. ولنفترض ان هؤلاء هم من سيمثلون الروح الجديدة للمجلس الذي ينظر له كل الأردنيين من مختلف أطيافهم وألوانهم نظرة تفاؤل وأمل تكتنفها الخصوصية .. من خلال إعادة ترتيب البيت الأردني بما ينسجم والواقع الذي تمليه الضرورات الحتمية .. ليكون عملهم هو السير صعوداً نحو مواجهة كل العقبات والتحديات .. لتتوسد ثقتنا بما هو أعظم وأجل وأقدس وهو مستقبل أردننا .. ذلك يزيدنا إيماناً بأن أردن الغد لن يكون إلا كما نريده جميعاً.. رغم التربص والتحفظ ورغم كل التحديات ..فالأردن بلد الجميع ولن يكون إلا وطناً حراً لشعب أبي كريم .. لشعب مثقف واعٍ.. إحياء للدور الذي قام به أجدادنا في بناء الإنسان الذي هو اغلي ما نملك من مشرقه إلى مغربه ومن شماله إلى جنوبه ..

لا نريد أن نستبق الأمور .. ولن ندعو إلى الاستعجال في تهنئة الذين فازوا بالنيابة .. ولا نريد أن نلقي شعارات وهتافات طابعها المدح في حقهم .. فنحن في شوق عارم لرؤية شعاراتهم المعلنة والخفية والتي ستصبح سارية المفعول اعتبارا من اليوم الأول لدخولهم قبة البرلمان .. لنرصد أدائهم ودورهم في المستقبل لنقدم لهم بعد ذلك أجمل التهاني والتبريكات..

انا اعتقد ان الذي يستحقون التهنئة الآن هم الذي صوتوا لهم ..لأنهم قالوا كلمتهم .. وبكلمتهم أصبحوا نواب .. ولهذا وكما سبق وأسلفت .. سنرى ماذا ستقدمون لهم بعد أن يأخذوا مواقعكم على مقاعدهم في البرلمان .. متمنياً أن لا ينسوا أصواتهم .. وبصراحة تامة : أتمنى أن يدركوا أن رائحة الجاه والبروز والشهرة لن تكون أقوى من جوع الأطفال والعاطلين عن العمل .. وتعرية الفاسدسن ومحاكمتهم وما ينتظركم أيضا من أولويات عاجلة لعل أهمها أمن الوطن والمواطن الاجتماعي والاقتصادي والحياتي.

إن مواطننا الأردني هو الآن أكثر وعيا وإدراكا لما يدور حوله .. فهو يريد لأبنائه المستقبل الزاهر .. لبناء غد مشرق واضح المعالم .. فالكلام المعسول لا يداويه ولا الوعود تطيب خاطره .. فقط ! يأمل من ممثليه ونوابه تحقيق حـُلمه في الحياة الكريمة ..وإيمانا عميقاً راسخا متجذرا أن لا سبيل إلى العيش الكريم إلا بالمكاشفة والشفافية والحوار لبناء الأردن الحديث ..بعيدا عن الإقليمية والفئوية .. والمنافع والمكاسب الخاصة .. بل ويجب أن يكون طموحنا واضح على أمل أن تتحقق الأهداف التي نصبوا إليها وفق الرؤى المستقبلية الحديثة التي يأملها كل الاردنيين .. ضمن نهج المصلحة الوطنية التي هي دوما فوق كل المصالح والاعتبارات ..

لنحمي الوطن ونطوره ونحدثه .. وفق منهجيه يتم من خلالها تحقيق العدالة واحترام الكفاءة وسيادة القانون .. وترسيخ ثقافة الشراكة للجميع في تحمل المسؤولية .. كلٌ في موقعه .. بعيدا عن أيه أجندة .. فالتحديات أمامنا كبيرة والظروف تحتاج منا الوقفة .. فبعون الله سنكون قادرين على مواجهتها بكل جرأة وموضوعية وبهمة الرجال الأخيار من هذا النسيج الاجتماعي المتآلف والمتعاضد ليبقى الأردن دوماً.. قوي بأهله ورجالاته الغر الميامين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات