مجلس نواب عاجز عن تشكيل حكومة برلمانية


الحكومات البرلمانية في العالم تأتي بنجاح هذا الحزب أو ذاك أو بإتلاف هذه الأحزاب أو تلك لذلك في المفهوم الديمقراطي وتناوب السلطة التنفيذية تأتي حكومات وتأتي معارضة برلمانية ثم تعود المعارضة لتستلم السلطة التنفيذية وتصبح الأخيرة معارضة كل هذا يحدث على أساس البرامج أي المواطن يختار بين هذا الحزب والآخر حسب البرنامج الإقتصادي والإجتماعي ثم السياسي فيه كل التفاصيل التي تتعلق بحياة المواطن وتحقيق الحد الأدنى من العدالة الأجتماعية . 
لا يحق لنا أن نسقط هذا الأمر على مجلسنا النيابي الجديد فالفرق شاسع جداً والمسافة سنة ضوئية ولا نريد أن نقول مئة سنة أو أكثر .
أين الحزب الذي حصد الأغلبية النيابية في المجلس الحالي ؟!! لنفترض أن الـ 27 مقعد والتي كانت مخصصة للأحزاب هي حزب واحد !! مع العلم أن هناك نواب نجحوا بقوائم غير حزبية وأن الذين نجحوا في القوائم الحزبية لم يأتوا عن طريق البرامج بل عن طريق الفزعة العشائرية والقبلية والمناطقية وغيرها .
إذاً نحن أمام معادلة غريبة لا علاقة لها بالمفهوم الديمقراطي لا من قريب ولا من بعيد !! أما الذين نجحوا في المقاعد الفرعية فحدث ولا حرج من كل قطرٍ أغنية لم ينجح أي مرشح على أساس برنامجه الأنتخابي حتى لو كان هناك برنامج لم يقرأه أحد من مؤيدي ذلك النائب !! المهم أن هذا النائب من العشيرة الفلانية !! أو المنطقة الفلانية !! نحن أمام مجلس نواب عاجز سياسياً وبالتالي ستأتي حكومة رئيسها من خارج المجلس وستفوز على الثقة بالطريقة التقليدية وسنستمع إلى خطابات النواب النارية ومن ثم عند التصويت على الثقة ستحصل الحكومة على الثقة !! .
أين العله فينا أم في قوانين الأنتخاب ؟!! رأينا أن العله في الأثنين والتنمية السياسية لا تاتي عن طريق إيجاد وزارة ديكورية أسمها وزارة التنمية السياسية وزيرها ينظر ويحاضر ويعمل أجتماعات مرة في البحر الميت ومرة هنا وهناك التنمية السياسية لا تأتي في التنظير بل في تشريع القوانين التي تصب في تطوير العملية السياسية .
أما نحن لا نستطيع المطالبة بالإصلاح السياسي وفي وقت الأنتخابات نتحول إلى العصر الجاهلي ونعود إلى التعصب القبلي والعشائري والمناطقي وغيرها ندعي العلم ونحن لا في الحقيقة نعاني من التخلف الفكري فالتقدم الفكري لا علاقة له بالشهادة العلمية !! وكثرة المتخرجين والمدارس والجامعات لا تعني أننا تقدمنا فكرياً فالتقدم الفكري هو الأساس لكل أنواع التقدم السياسي والأجتماعي والاقتصادي والتكنولوجي وغيرها .
الأعراس الديمقراطية في الدول المتقدمة يفرح فيها العروسين والأصدقاء والأقارب والمحبين أما أعراسنا الديمقراطية يفرح فيها العروسين فقط !! أما نحن المدعوين للمشاركة نلهث ونتعب ونندم وفي أحيان كثيرة نتبهدل !! حتى ولو قدمت لنا الحلوى والقهوة والشاي وأحياناً المناسف !! لأن الأمر يتعلق بأمر أهم كيف سنوفر نحن تلك المواد في حياتنا اليومية !!! .
والله من وراء القصد .
الدكتور تيسير عماري



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات