الغاية تبرر الوسيله


عباره قالها المفكر الايطالي نيكولا ميكافيللي ، وقصد من وراءها أن الفرد الذي يضع غاية نصب عينيه ، فلا بد أن يستخدم كل الوسائل الممكنة لتحقيقها ومهما كانت النتائج ، فبرر ميكافيلي أو قصد أن الفرد يعتبر كل ما يقوم به مباحاً لتحقيق غايته ، وقد رأينا وسمعنا شواهد كثيرة في هذا العالم استخدم فيها كل صاحب غاية سواء كان فرداً أو حاكماً أو قائداً عسكرياً أو دولةً وسائل عدة لتحقيق غايته ، ففي السياسة مثلاً استخدمت وسيلة التآمر على العرب في الحرب العالمية الاولى عندما وعدت بريطانيا الحسين بن علي بأن تقيم له دولة عربية موحده في منطقة الشرق العربي بينما كانت تعد مع فرنسا لإتفاقية سايكس بيكو المشؤومه لإقتسام المنطقه العربية وكذلك التآمر مع الحركة الصهيونية من خلال إصدار وعد بلفور .. وكانت غايتها منع اقامة أي وحدة عربية من جهة ولغرس كيان لحماية مصالحها في منطقة الشرق الاوسط من جهة اخرى ،، أما عسكرياً فقد رأينا ما فعلته الولايات المتحده الامريكية في الحرب العالمية الثانيه عندما استخدمت القنابل الذرية لضرب اليابان دون أي اعتبار للقيم الانسانيه وكانت غايتها في ذلك اجبار اليابان على الاستسلام ،، أما اقتصادياً فهناك كثيراً من الشواهد نذكر منها مثلاً الحصار الاقتصادي الذي فرضته الولايات المتحده على كوبا لعقود والغاية من ذلك اجبار الاتحاد السوفييتي السابق على تفكيك منظومة الصواريخ التي نصبها في كوبا من جهة واجبار كوبا على التخلي عن التبعية للنظام الشيوعي في الاتحاد السوفييتي السابق من جهة أخرى .

إذن الغاية تبرر الوسيله تعني أن تستخدم كل الوسائل وإن كانت مخالفه للديانات والشرائع السماوية وكذلك للأعراف والقوانين والمعاهدات والاتفاقات الوضعية مقابل أن تتحق الغاية بغض النظر عن شرعية هذه الغاية .

هذا يقودنا الى الحديث عن هذا المبدأ فيما يتعلق بالانتخابات النيابية الاخيرة لإختيار المجلس النيابي السابع عشر ،، فقد استخدم هذا المبدأ من قبل المرشحين والناخبين على حد سواء ,, ,اكثر بكثير ما استخدمته الحكومة في كل مره ،،، فقد كان التزوير سابقاً هو الوسيله التي تتخذها الحكومة لإيجاد مجلس نيابي متوافق مع برامجها وغاياتها .. سواء كان ذلك فيما يتعلق بتشريع القوانين التي تفصل على المزاج أو ما يتعلق بالمراقبة والمحاسبة لطمس الحقائق وطي ملفات الفساد ،، هذا من جهة واقصاء من ترى فيهم الحكومة انهم قد يكونوا من المشاغبين في المجلس او من المعارضين من جهة أخرى ،، وبالتالي فقد كان مباحاً للحكومة أن تستخدم كل الوسائل من كي البطاقات الى منح هويات وهمية الى اشراك العسكريين في الاقتراع ،، الى الدوائر الوهمية المبتكرة ثم الى ممارسة الضغوط على بعض المرشحين سواء بالانسحاب لإنجاح شخص بعينه أو بالدفع الى الترشح والثبات لإفشال مرشح آخر .

في هذه الانتخابات تشير الدلائل الاولية الى أن التجاوزات والاخطاء كانت محدوده وأن التزوير بمعناه الواسع لم يكن موجوداً ،، لكن الإساءة للعملية الانتخابية جاءت من خلال المترشح والناخب ،، فاستخدم كل منهم وسائله تبريراً لغايته ،، فالمترشح استخدم ماله السياسي على شكل صدقات واعطيات وتبرعات ثمناً لأصوات الناخبين مستغلاً الفقر والعوز والحاجة وذلك في سبيل تحقيق غايته للوصول الى البرلمان ليتحفنا خطباً عن الفساد والمفسدين ثم يساهم في طي كل ملفات الفساد ،، كما أن بعض المترشحين استخدم وسيلة أخرى من خلال ترشيح أشخاص للتأثير على مرشح منافسه من اجل افشاله والظفر هو بالنجاح ،، أما بالنسبة للناخب فقد استخدم وسيلة بيع بطاقته الانتخابية وصولاً الى غايته وهي أن يحصل على مبلغ من المال مهما كان يسيراً ،،،، كما أن بعض الناخبين أيضاً استخدم وسيلة إزالة الحبر الذي كان من السهولة بحيث يمكن للناخب التصويت عشرات المرات والغاية هنا ايصال أكبر عدد ممكن من الاصوات الى الصناديق لرفع نسبة الاصوات لهذا المترشح أو ذاك .

إذن الغاية تبرر الوسيلة ،،، ونرى هنا أن الغاية كانت دائماً شخصية وفي نطاق المصلحة الخاصة الضيقه دون الالتفات الى المصلحة العامة والعليا للوطن والشعب ،،، بعكس الوسيلة التي كانت دائماً ذات تأثير سلبي عى المصلحة العامه من حيث تسببها بايصال بعض الذين ما زالت مخالبهم مغروسة في خاصرة الشعب الى مركز القيادة وصنع القرار .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات