الإعلام الأردني : ألبس البوصه وجعلها عروسه ؟


"لبس البوصه تصبح عروسه" مثل مصري قديم ومتدوال في جيمع المسلسلات والافلام المصرية التي شاركت في تشكيل ثقافة المجتمعات العربية بفترة السبعينيات والثمانيات بقوة ، وقبل ظهور ثقافة اردوغان باشا الجلاد من خلال المسلسلات التركية ، هذه هي حال الاعلام الأردني وفي جانبه الخاص فقط ومن خلال جميع انواع وسائله المقروءة والمسوعة والمرئية وخصوصا الصحافة الإلكترونية صاحبة الحضور الكبير والقوي لدى كافة أفراد المجتمع الأردني لما تتمتع به من ميزات خاصة تعجز بقية الوسائل عن توفيرها .
لقد ألبس الاعلام الأردني الخاص مرشحي الانتخابات البرلمانية 2013 لباس غير لباسهم وأظهرهم كأنهم أبطال وطن وقادرين على إخراج الوطن من كل أزماته ، وأن بيدهم الحل السحري لكل مشاكله وجمل صورهم الشخصية وصحح لهم أخطائهم اللغوية القاتلة وملكهم مهارات مزيفة في الخطابة وأطلعهم على نقاط ضعف المواطن من خلال التجربة القوية للإعلام في هذا المجال ، وقدم لهؤلاء المرشحين خبراته العملية في تسويق أنفسهم إعلاميا وقاموا بإدارة حملاتهم الانتخابية من باب أنهم أولاد المهنة والقادرين على إيصالهم لسدة المجلس .
ما سبق هي حالة من الوصف لمكاملة تمت بيني وبين أحد الزملاء وعلى قاعدة " ذهبت السكرة وجاءت الفكرة " وقبل موعد الإقتراع بيوم واحد ، وبالاستناد إلى نتائج دراسة علمية قامت بها الهيئة المستقلة للإنتخابات ومعهد الاعلام الأردني ومجموعة من أساتذة الاعلام ظهرت هذه الحالة بكل وضوح ومن خلال الارقام التي خرجت بها هذه الدراسة .
وتقول نتائج الدراسة وهي تتناول الجانب الموضوعي والحرفي للتغطية الاعلامية للإنتخابات " المرشحين أو البوصه " وقد أسمتها الدراسة تجاوزات مهنية وهي التالي :
عدم توفير الفرص المتساوية أمام المرشحين ، عدم الفصل بين الخبر والاعلان ، وعدم التوضيح إذا ما كانت المادة الاعلانية أو الخبرية مدفوعة الثمن ، ولم يتم الفصل بين ملكية الوسيلة الاعلامية والتحرير والعمل الاعلامي ، والإبتزاز للمرشحين ، وتحويل ترخيص بعض الوسائل الاعلامية من ترخيص عام إلى ترخيص خاص مما يمثل مخالفة لأسس الترخيص التي تمنحها هيئة الاعلام المرئي والمسموع الأردني ، إنخفاض حاد في ما يسمى فتح ابواب الحوار والنقاش الحر والنزيه بين المترشحين .
ولعل ابرز المخالفات جاءت من الصحافة الإكترونية التي تعيش هذه الايام عصرها الذهبي من حيث إستغلال فرصة الانتخابات لتحقيق أكبر مردود مالي لها ، وهو مردود غير خاضع لأية رقابية من أية جهة وذلك لطبيعة عمل هذا النوع من الصحافة .
وفي النهاية ربما ما قاله الزميل الصحفي يأتي من باب الشعور بالذنب أو الإحساس بالخيانة للمهنة وقواعدها إلا أنه قد جاء متأخرا بعد أن أصبح يفصلنا عن وقف الحملات الاعلامية للمرشحين ساعات قليلة فقط وليس أيام ، ونترك مسألة المحاسبة والتقييم لهذا الأداء الاعلامي الاردني لمن يمتلك عقد الحل والربط من الجهات ذات الصلاحية الرقابية والتنفيذية في مؤسسات الدولة الاعلامية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات