هذا عهدنا بك أبا خالد, وهذه صفات الرجال الرجال والوطنيين الأحرار ومن يقدم مصلحة الوطن على كل اعتبار.
هذا ما انتظرناه ابدا منك يا ابن الأكرمين, معالي نايف سعود القاضي, والرجال مواقف, ومعادن الرجال يظهرها المحك, وها أنت قد سموت بمعدنك وكريم خلقك ونبلك على الصغائر, وترفعت عن الترهات والغث, وعلوت بشموخك عند الغضب على الغضب, مؤمنا محتسبا كيّسا فطنا صاحب قلب كبير وصاحب عقل وفكر كبيرين.
إنها وأيم الحق لأخلاق الفارس, شجاع بالحق مقدام, وحليم كريم عفوٌ عند المقدرة. قُوّته بأن يملك نفسه عند الغضب كما دعى ديننا الحنيف وعلّمنا, وكما رضع مع لبن الصحراء وسمو التربية والنشأة الصالحة في بيوت الشيوخ والغانمين.
وكم من رجل أرغى وأزبد واستشاط غضبا وفقد اتزانه عندما اختبرته الأيام, وخرج عن السياق والحكمة وحصافة الرأي عندما نالت منه الألسن واللغط وسوء الأقوال,
ولكن أبا خالد كان عندها وكما عهدناه دائما وخبرناه, المؤمن الصابر, والحكيم العاقل, والخبير المتزن, ولم تغب عن فطنته ورجاحة عقله ومتوقد وطنيته أن وراء الأكمة ما وراءها, وأن توقيت هذا التسريب الخبيث لهذا التسجيل الخبيث لم يكن بريئا ولا عفويا بالمصادفة.
فكان موقفه وكانت ردة فعله: أنا لست معنيا بما ورد في التسجيل, وإنها الفتنة. وكفى.
معالي أبا خالد نايف سعود القاضي, الأردن والأردنيون يشكرونك على موقف الرجال, ويحيونك على نبل الفارس وخلقه وشموخه وترفعه عما دون الحزام وغث الكلم, ويكبرون بك هذا السمو والتقدير الحكيم لحساسية الموقف وحاجة الوطن العزيز لمن يحنو عليه مثلك وليس لمن يأجج نار الفتنة وينفخ في كيرها ويسعّر جمرها.
من لا يشكرك ابا خالد على صنيعك, أيها النشمي الأردني النبيل وعلى موقفك الحكيم الحليم هذا, لم يعي وزن خدمتك للوطن ولم يدرك أن كظمك الغيظ اليوم هو جهاد محمود من أجل الأردن لم تبخل به رغم الألم وجرح الأهل والعشيرة.