من احق بالسجن المترشحين؟ أم لصوص الاستثمارات وتجار الاغذية الفاسدة؟


كتبت قبل اكثر من شهر مقال اشرت فيه الى ان اجراء الانتخابات النيابية في ظل الظروف الحالية التي يمر بها الاردن يمثل جريمة وطنية قد نندم عليها طويلاً , وخاصة ان الجسد العشائري الذي يمثل الركيزة الاولى في استتباب الامن لا زال ممزقاً ويحتاج الى جراحة من جراحٍ شريف لإعادة اللحمة والتماسك اليه , خوفاً من انفراط عقده نهائياً وهو ما يسعى الكثيرون عليه هذه الايام.

فالقانون الانتخابي المعمول به حالياً وضع بعناية فائقة ,كان همّه الاول تمزيق النسيج العشائري الذي لطالما لعب دوراً في انقاذ الاردن من المؤامرات التي احيكت ضده بوضح النهار, تمهيداً لاحداث بلابل بين الاخ واخيه من شأنها تعكير صفو الامن الذي لطالما تفاخرنا به امام العالم وتباهينا .

نحن على ابواب الانتخابات وأجد من اللائق القول ان الحكومة التي تباهت باحالة العديد من المترشحين الى القضاء بتهمة الفساد وشراء الذمم وبما يعرف بالمال السياسي قد اخطأت كثيراً, لان الشعب الاردن لم يعد غبياً لا يعرف ماذا يدور حوله, متسائلاً : ايتها الحكومة اذا كان الفساد في الاردن قد ارتبط بستة اشخاص يقبعون في سجن الجويده استفاد منهم فقراء الوطن في ظل الحاجة والازمة الاقتصادية التي نمر بها , فأين اموال الوطن ومقدراته واستثماراته المنهوبة؟, واين سارقيها وناهبيها يا ترى؟؟؟؟؟ فهل يجوز الاستقواء على الضعفاء وترك حيتان المال العام يتمتعون باموالنا في بلاد الضباب ومنتجعات سويسرا واسبانيا بحجة من لديه دليلاً عليهم فليقدمه؟.

إن المروءة الأردنية هي ما دفعتني للحديث في هذا الشأن ,وليس الدفاع عن المترشحين الستة القابعين خلف قضبان السجن , لان ما جرى من اعتقالات لهولاء وبث شريط الدغمي المسموم تم تنفيذها بعناية فائقة تدفعني الى القول ان الاجراء الذي تم لم يكن حَسن النوايا والمقاصد مهما ادعى القائمين عليه وقدموا الحجج والبراهين , فما جرى يمثل من وجهة نظري لعبة حكومية امنية احيكت واحبكت بامتياز لأمرين , الاول :الهدف منه رفع شعبية من تم القاء القبض عليه وايداعه السجن لان الناس باتوا بعد سجنهم اكثر تعاطفاً من ذي قبل , والثاني : قد تكون لعبة تمت لصالح بعض المترشحين ,ولعلي هنا اتساءل بمزيد من الالم فيما يخص الشريط المنشور لرئيس مجلس النواب السابق , لماذا تم نشره الان علماً بان تاريخ تسجيله يعود لاكثر من 3 سنوات خلت؟.

نعم لقد سئمنا الإملاءات المفروضة علينا بحجة الغيرة على مصالحنا , فالشعب الاردني إن سكت في الماضي عما يحاك له فليس لانه غبي لا سمح الله , بل لان خوفه على الاردن يفوق حجم جراحه والآمه , فمن غير المناسب ان تبقى الحكومات الاردنية تتلذذ بتعذيبنا بقرارات وهمية مبكّتة لاشغالنا ببعض تحت اسم الحرية والديمقراطية التي لعنت تاريخنا الاردني في كثير من المواقف , لان الاردن لو كان به ديمقراطية حقة وحرية مسؤولة لما وجدنا واحداً من الذين يتبوؤن الصف الامامي في الاردن حراً طليقاً .

فأي ديمقراطية وحزبية مخادعة تلك التي تروج لها الحكومات في ظل الامتداد العشائري الكبير الذي يمثل لبنة أساسية من لبنات بناء الوطن , وأعتبر أن العبث بها من أيٍ كان هو بمثابة العبث بكرامة الاردنيين, ومن هنا فاني اقول لن تنجح التجربة الحزبية في الاردن نهائياً لان العشائر الاردنية هي الاحزاب الحقيقية حتى ولو كان فيها عشرات المثالب.

فليفرح الصهاينة طويلاً باجراء الانتخابات النيابية في الاردن , فهم المستفيدون من كل فتنة ومعيق لمسيرة الوطن, ولعلي هنا اختم مقالي بالسؤال التالي: هل آن الآوان لاقصاء الشعب الاردني عن المشهد السياسي تمهيداً لاستبداله برعايا اخرين ؟.فما يجري في الاردن لست مقتنعاً به على الاطلاق, لانه مشهد تمثيلي أُخرج بعناية للتسلية ليس إلا .

وقفة للتأمل :" في زمن البحث عن المال , ولدي عبدٌ للانذال , يبكي من حجم الاهوال , واللص يغني موال , والحر مقيد بالاغلال".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات