""العشائر والتسييس الاجتماعي""


يصر صاحب القرار على التعامل مع المجتمع الاردني على انه مجتمع عشائري بحت يتعامل معه بطريقة خاصة تتطلب قوانين وانظمةواعراف تكاد تكون مميزةوفريدة يستاثر بها الاردن على بقية دول العالم حتى دول افريقيا البدائية حيث ان هناك حبا جما يربط رموز العشائر غير الشرعيين وغير المعترف بهم من قواعدهم وعشائرهم التي هجروها ويسكنون المدن التي من مسماها تعني المجتمعات المدنية التي تسكن الشقق والفلل ذات المداخل والمخارج التي تفرض اطلالات تتعارض وبيت الشعر مرتع ابناء العشائر المشرع كما يقول الارادنة (للضيفان من كل جانب) .
المتابع الخارجي لتوزيع الدوائر الانتخابية وتوزيع المقاعد الجامعية وتوزيع المكاسب السياسية يدرك بان الاردن مجتمع بدوي قروي تقطنه عشائر مرتحلة تقدم الولاء والطاعة لحامي الركب مدر السماء منبت الزرع مطعم البهائم راعي الامن والامان.
تقارير السفارات الاجنبية ومراسلين و كالات الانباء تصر وتلح على المجتمع العشائري الذي لانرى ولانلمح لوجوده لا من ملبس ولاشعائر ولاطقوس الا احداث المشاجرات في رحاب الجامعات وازيز العيارات النارية في اعراس بعض ابناء العشائر يشاركهم بها البعض ممن تاثر بهم بحكم الجيرة في اعلان نتائج الثانوية العامة.
لقد تاسست الدولة الاردنية في بداية القرن العشرين على تحالف مع العشائر الاردنية التي كانت تقطن شرق الاردن بعد عمليات مد وجزر عصيان وطاعة رفض وقبول الى ماالت عليه جراء القبول بالوضع الراهن حيث ترافق ذلك وتزامن مع عمليات تسييس اجتماعي ممنهجة تهدف لتطبيع الافراد وتوجبههم معرفيا وفكريا لزرع ثقافة سياسية مهيمنة كوسيلة من اجل الاستمرار في السلطة حيث كان للبيئة العشائرية الاثر الاكبر في التطبع والتجنيد لهذه الافكار والقيم.
ومع تطور المجتمع الاردني وتزايد الهجرات المتعاقبة من دول الجوار جراء الصراعات الاقليمية وتكون مجتمع خليط ومزيج من ثقافات متعددة الا ان رجال السلطة لم يجرؤو على اجراء اي تغييرات سياسية تؤدي الى اعادة تركيب البنيان السياسي ساعدهم في ذلك عدم حدوث انحراق اوقلاقل تؤثر على الاستقرار السياسي فكون لديهم انطباع بتجانس وتطابق تركيبة المجتمع الاردني الحديث حتى ان زيارات العشائر اصبحت ترافقها زيارات اخرى لعشائر من اصول فلسطينية وكان صاحب القرار يريد ان يختزل ايضا الجميع بكونهم عشائر فقط.
كما اسلفت فان حالة العشائرية كمكون رئيسي للتسييس الاجتماعي في الاردن يعد حالة فريدة نادرة تتعارض وعناصر التسييس الاجتماعي التي حددها علماء السياسة وهي الاسرة والمدرسة والمؤسسة الدينية والزمرة ووسائل الاعلام ولهذا نجد انه ليس مستهجنا على دولة كالاردن ان لاتعترف بكل الحركات الشبابية الاصلاحية في القرى والمدن والارياف المنادية بالاصلاح السياسي ومحاربة الفساد طالما انها اي الحكومات ترتكز على رموز عشائرية تعتبر سندها الموالي في رفض كل انواع التغيير القابل للاستمرارية والتطور مقابل المعارضة المطالبة بالتطور والتحديث والتغيير من اجل الادامة والاستدامة..
هيثم الحنيطي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات