كفانا لجانا للتحقيق .. فلا بد من اكتفائنا الذاتي بالماء


لا اعتقد بأن هناك معركة قادمة تنتظرنا اكبر من تلك النعركة القائمة على تأمين مصادر آمنة للمياه ، لأن في تأمين مصادر كافية للمياه تلبي متطلباتنا وحاجاتنا هو "النصر الأكبر"ففيه إثبات لوجودنا وبغيره سنقد توازننا وربما نخسر ذاتنا.
إن الإبقاء على الوضع القائم في اعتمادنا على دول الجوار- وخصوصا الكيان الصهيوني- في تأمين احتياجاتنا المائية ، سيجعلنا مسلوبي الإرادة في مواقف ومواضع عدة ونخشى أن يترتب على ذلك تأثير سلبي على مواقفنا السياسية وحتى على استقلالية قراراتنا ، ومن هنا ورغم سعينا للحصول على حقوقنا المائية من الشقيقة سوريا وحقوقنا المائية مع الكيان الصهيوني، إلا إن الإبقاء على وضعية الاستجداء هو أمر غير مقبول ابدا.

إن استراتيجياتنا المائية الجديدة يجب أن تُبنى على قدراتنا الذاتية وعلى طاقاتنا البشرية والفكرية كما يجب علينا تشجيع الأدمغة وأصحاب الفكر الخلاق القادر على البحث والإدارة لمصادرنا المائية لأجل وضع سياسات مائية قابلة للتطبيق على ارض الواقع ويجب أن تكون هذه السياسات بسيطة يتفهمها المواطن العادي لان المجتمع المحلي هو عنصر النجاح لأي خطة أو إستراتيجية مهما كانت.

إن المتابع لعلاقاتنا المائية مع "الكيان الصهيوني " ، يجد أن هذا الكيان لا يدّخر فرصة إلا ويستغلها " لتكدير صوفنا" وهو يعلم بأننا نعيش حالة "تشنج" حول مستقبلنا المائي الذي لا نحسد عليه ، هذا الكيان الذي يتعامل معنا بمنطق "الغطرسة والخداع وتظليل الرأي العام العالمي" ... هذا الكيان الذي يخرج علينا بين الفينة والأخرى "بفلم مائي جديد" فتارة يلوث مياهنا القادمة من طبريا وتارة أخرى يلوث مياهنا القادمة من اليرموك رغم إننا نرتبط مع هذا الكيان بمواثيق ومعاهدات احترمناها ونحترمها رغم "الغبن" الذي وقع علينا لقبولها لأننا الحلقة الأضعف مائيا في المنطقة والكل يحاول الضغط علينا من خاصرتنا المؤلمة وهي شح مصادرنا المائية.

أن شد الأحزمة على البطون لا يمكن أن يكون بترشيد استهلاك الماء فقط ، فالمواطن الأردني من أكثر سكان العالم " إجحافا" في الحصول على احتياجاته المائية ولكن الأمر يحتاج الى شد الأحزمة على" الأذهان والأفكار" لتنطلق مسيرة الإدارة لمصادرنا المائية اينما كانت .

ان اطلاق وتفجير الفكر الابداعي في الادارة المائية والبحث فيها لن يتأتى في ظل التخبط وتعدد المرجعيات من وزارة مياه وزراعة وسلطة وجامعة ومركز بحث في مشهد ضبابي غير لائق بالمقارنة مع ما نمتلكة في الاردن من خبراء وعلماء في مجال المياه لطالما نفخر بهم.

إن مشاريعنا التنموية يجب أن لا تبقى في أدراج "القيل والقال" ولا يجب أن تكون مرتبطة بحكومة تشكلت أو حكومة تستقيل .....علينا ان ندرك بأن إستراتيجيتنا المائية مرتبطة بسيادتنا ووجودنا، وبالتالي...يجب علينا البدء بتنفيذ مشاريعنا المائية الموعودة والواعدة لحل الكثير من مشاكلنا المائية بعيدا عن الابتزاز من "هذا وذاك"... يجب البدء بتنفيذ - ناقل البحرين- بعيدا عن تعقيدات الآثار البيئية أو شح التمويل وغير ذلك من المبررات.. إن ناقل البحرين ومشروع الطاقة النووية المتكامل إضافة - للإدارة االمتكاملة لمصادرنا المائية - من تزويد واستخدام ؛ هي الكفيلة بإخراجنا من بوتقة زجاجة "ليّ الذراع" التي نعيشها وبغير ذلك سنرفع راية بيضاء لأجل الحصول على " لتر من الماء" وبهذا سنخسر ما هو ليس بالحسبان.......سنخسر قرارنا السيادي نزولا عن حاجتنا للماء.

دعونا لا نكابر .. فتأمين احتياجياتنا من الماء ستكون فيها عزتنا " أو" ذلتنا.. قال تعالى(وجعلنا من الماء كل شيء حي) فلا حياة بدو ماء ، ومن هنا فان البدء بمشروع ناقل البحرين ومشروع الطاقة النووية يجب أن لا يتم تأخيره تحت أي ذريعة كانت ، فنحن في موقع لا يسمح لنا بالمناورة فهوامش الاختيار والبحث عن فرص أفضل هي قليلة جدا.

إن ناقل البحرين هو مشروع وطني يجب الترويج له إعلاميا في وسائل الإعلام لكي يتفهمه "المواطن العادي " والذي يعتبر هو الوقود الحقيقي كي يرى هذا المشروع النور في المستقبل القريب والقريب جدا... وإذا كانت رؤيا 2022 لتحقيق شبه اكتفاء ذاتي بالماء هي قصيدة الشعر التي نتغنى بها فإنني اعتقد أن هذه القصيدة يجب أن تلحن وتغنى " من الآن - وإلا- فنحن الخاسرون ودمتم.



تعليقات القراء

م.سعيد المومني
مبارك الموقع الجديد و الى الامام ان شاء الله \
"لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"
31-03-2009 10:10 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات