المال الأسود


يطلق على مجلس النواب بيت الخبرة أو مطبخ صناعة القوانين والتشريعات الناظمة للحياة اليومية للمواطنين سواء علاقتهم مع بعضهم البعض أو مع الدولة إضافة إلى الشان الخارجي أذا هو ملتقى الخبرات المتنوعة من سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية وعمالية وغيرها وهذا يعني أن من يصل إلى قبة البرلمان يشترط أن يكون مؤهلا وقادرا على دراسة ومناقشة الأفكار والمواضيع التي تطرح والخروج بأفضل وانسب القوانين والحلول التي تخدم المواطن والحياة السياسية في الاردن
ما نشاهده اليوم غالبية الناخبين وبدافع قبلي أو المال الأسود يوصلون أشخاصا إلى مجلس الامة لا تتوفر بهم مواصفات النائب ( الخبرة ,المستوى التعليمي ,الثقافة العامة ,الدين والأخلاق , التواصل الاجتماعي ,المحادثة , صدق القول ) ليشكلوا أعضاء برلمان مهترئا ضعيفا يسعى أعضائه إلى تغليب مصالحهم الشخصية على المصلحة العامة
وما أن يبدأ المطبخ بإنتاج القوانين والتشريعات الرقيقة ويلمس المواطن أثارها وانعكاساتها السلبية على حياته المعيشية والاقتصادية وعلى مسيرة الديمقراطية في البلاد تبدأ أصوات الناخبين بالارتفاع مطالبة بحل مجلس النواب وهنا يحضرني مقطع من أغنية للفنان عبدالله رويشد يقول - أن فات الفوت ما عاد ينفع الصوت -
ما لي أرى الناس سكارى فالناخب عاش تجارب فاشلة ومحبطة للامال ومفسدة للديمقراطية مع النواب والمجالس السابقة وهو اليوم ينهج نفس السلوك الأسود الذي أجبر جلالة الملك على حل مجلس النواب السادس عشر والخامس عشر قبل نهايتهما بعامين
إن شراء الأصوات واستغلال فقر الناس يعتبر تزويرا لإرادة الناخبين وتضليلا للحقيقة ومن يصل إلى البرلمان عبر وسيلة شراء الذمم لايمكن أن يؤتمن جانبه
علماء الدين اعتبروا شراء الأصوات رشوة وشهادة زور مركبة جمعت بين الكذب وأكل المال بالباطل وأنها محرمة شرعا ويترتب عليها الخيانة وانتشار الفساد وخراب الذمم
وفي الختام اطلب من أخي الناخب قبل اختيار المترشح أن يطرح على نفسه ثلاثة من الأسئلة أولا ما هي السيرة الحياتية للمترشح ؟ ثانيا اذا كان المترشح من أصحاب الأموال معرفة مصدر أمواله ؟ ثالثا هل يتمتع المترشح بمواصفات النائب ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات