ألإنتفاضة السلوفينية وتداعياتها


أدت الإنتفاضة الشعبية السلوفينية إلى بلوغ أحد أهدافها . فقد قدم فرانتس كانغلير رئيس بلدية ماريبور إستقالته مُتهماً من قبل المحتجين بالفساد والإفساد , وتلقي الرشى . تلك الإنتفاضة التي أشعلها المواطنون والطلاب واليساريون . لكن مطلبهم المتمثل باستقالة يانيز يانشا رئيس الوزراء فلا يزال يواجَه بالرفض من قبله .

ألشارع الديموقراطي

بدأت الأحداث في الشهرين الأخيرين من العام الماضي . وحظيت باهتمام كبير في وسائل الإعلام الأوروبية كافة ونقلت عدسة الصحافة أهم لافتاتها , ( هبّو لنطهر النخب السياسية ) , ( وقف الرشوة ) , ( خفت الصوت أم علا .. كفى ) وغير ذلك , في المسيرات التي شملت عشرين بلدة ومدينة وأهمها العاصمة ليوبليانا ومدينة ماريبور .
ألتحليلات المرافقة لانتفاضة السلوفان المستمرة , قارنت بينها كجمهورية يوغوسلافية سابقة مع مثيلتها مقدونيا , وعضويتها الأوروبية التي لم تحصل عليها مقدونيا بعد . وأيضاً مع جمهوريات يوغوسلافية سابقة تعرضت لمثل هذه الهزات ولم تغفل التحليلات ما يجري في العديد من بلدان الإتحاد الأوروبي بسبب الأزمة الإقتصادية الخانقة .

ألإنفجار الأول

شهدت هذه الدولة الأوروبية أول غضب شعبي في مدينة ماريبور المحاذية للنمسا . ومن أهم أسباب الإحتجاجات هو قيام رئيس بلديتها المستقيل بنشر رادارات لمعاقبة السائقين المخالفين , فانتفض الأكثر فقراً والطلاب والمتقاعدون والعمال العاديون وآزرهم قياديون يساريون في البداية مما هيأ للمجتمع السلوفيني أن ينتفض برمته . وليرتفع سقف مطالباته إلى عزل الساسة الفاسدين ومحاكمتهم , وروّع مطلبهم المتمثل ب ( لا ) للإتحاد الأوروبي جميع القادة الأوروبيين الذين يتوسطون لدى الإدارة الأمريكية كي تمنع بريطانيا من الخروج عنهم . وهي الإدارة التي قد تكون الأخيرة باعتبار أن إنفصاليي ولاياتها باتوا يسيرون بمعزل عنها وغير آبهين بقراراتها .
رفض يانيز يانشا رئيس الحكومة تقديم استقالته وأقر بشرعية الإنتفاضة وممارسة الحق الديموقراطي بالتظاهر . وجرت الإنتخابات الرئاسية في خضم الأحداث وفاز فيها بوروت باهور ليصبح أول رئيس قد قُلّصت صلاحياته . واعتبر مراقبون أن استقالة الحكومة السلوفينية وإجراء انتخابات مبكرة لو تم لكان بمثابة كارثة اقتصادية على البلد الأوروبي ذي الدفْ البلقاني .

ألإتحاد الأوروبي خارج اللعبة

أعرب إغور ناغليك من وزارة الإقتصاد عن دهشته لعدم تدخل الإتحاد الأوروبي حتى الآن في الشأن السلوفيني رغم رفع لافتات تطالب بالخروج منه . وحتى المراقبون لم يذهبوا أكثر من وصفهم إحتجاجات ليوبليانا بأنها مطالب لليسار المنتعش فيها وأما احتجاجات ماريبور فهي تهدف لتحقيق مطالب إصلاحية ومجتمعية محضة .
وأما فوك جوزيك الناشط في الحراكات الشعبية فقد وصف الأحداث أنها اندلعت عقب اكتشاف عيوب كازينو المذهب الرأسمالي الذي بدت ملامح زواله منذ انهيار النظام الشيوعي . لكن سياسيينا ركضوا نحوه بعيون مغمضة .
ويرى الناشط السياسي يوري غاشباريك أن سلوفينيا في سياساتها الراهنة وكأنها تعيش صدمة الممر فما إن دخلت الإتحاد الأوروبي حتى تبينت عوامل فنائه .

ما لا يقال

ألخلاف السلوفيني الكرواتي على بنك ليوبليانا لا يزال يشكل عائقاً أمام علاقات حسنة بين الدولتين الكاثوليكيتين . ولعل بروكسل تسعى لقبول عضوية كرواتيا في الإتحاد لتسهيل إيجاد حل سريع لهذه القضية المستعصية . والتي لا يريد أحد التطرق إليها في الظروف الحالية .

سلوفينيا ومقدونيا

في كلا البلدين , يقود اليسار الإحتجاجات . وتتم المطالبة بإسقاط الحكومة ووقف الرشوة . وهي أهم النقاط المشتركة لكليهما . وأما لافتة ( خفت الصوت أم علا .. كفى ) فقد رفعها المحتجون الصرب عام 1997 في بلغراد .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات