تمهل


الصور الاجتماعية الجارحة في هذا الوطن بحجم الجرحين السياسي ، والاقتصادي ، ولا ادري أيهم السبب ، وأيهم النتيجة ، وكأنهم وجدوا في آن واحد ، والسلبيات في الصور الاجتماعية كثيرة ، وليس من السهل رصدها ، أو إجراء عملية إحصاء لها والذي يُلقي بالنفايات في وسط الشارع حجته في ذلك – كلها هيك وقفت علي ؟ - والذي يتحايل على بائع الخضار بحبة بندورة أو زر بطاطا ، يملك نفس الحجة ، والذي.... والذي .... حتى أصبحت الصورة البانورامية للوطن – كلها هيك - .
من الصور التي استوقفتني طويلاً اليافطة والتي نشاهدها على مؤخرة باصات الجامعات ، وقبلهم باصات الروضة والتي تقول – تمهل باص طلاب – في ذات الوقت يكون السائق متجاوزاً السرعة القانونية ، ولا أدري ما نفع اليافطة في هذه الحالة ، وكان الأولى بالسائق ، وبالمسؤول عن الجامعة أو المدرسة أن يضعها أمام السائق داخل الباص ، حتى يتقي الله فيمن يحمل من أرواح .
أقول استوقفتني هذه العبارة كثيراً ، والسبب أنها تعكس رؤية وسلوك كثير من المسؤولين في هذا الوطن ، ورؤية وسلوك كثير من أصحاب القرارات ، وأصحاب الدعوات الدينية ، فهي عبارة تنهى عن الفحشاء وتأتيها ، وكأن العبارة تقول : تمهل ودعني أُسرع ، لا تسرق ودعني أسرق ، لا تُخطيء ودعني أخطئ .
لماذا لا يضع المسؤولون أيضاً هذه العبارة أمام بصرهم على مكاتبهم فإن لم تردعهم مرات ، فسوف تردعهم مرة ، وفي هذا كفاية
عبارة – تمهل باص طلاب – عبارة تليق ببعض السياسيين ، ومنتسبي الأحزاب في الأردن ، فالخطب الرنانة ، والوعود الفارغة ، والتنظير الخالي الدسم كل ذلك من سماتهم ، وأظن أن العبارة جاءت نتيجة للوضعين الاقتصادي ، والسياسي ، فالوزارة التي ترفض تمويل مشاريع صغيرة بحجة التوفير المالي على ميزانيتها ، تقوم هي نفسها بنفقات كبيرة يُمكن اختصارها
هل في جعبتكم صور جارحة من المشاهد الاجتماعية والسياسية والاقتصادية يليق بها عبرة – تمهل – أم أنني أغرد خارج السرب ؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات