حراك الافعال لا حراك الخطابات والاقوال


قياسا على الاحداث التي عاشها الوطن والمواطنون في الاسبوع الثاني من العام الجديد ، فانه يتحتم علىنا جميعا مراجعة مواقفنا وسياساتنا المجتمعية وعلاقاتنا بما اصبح يسمى خلال السنوات الثلاث الفائته " بالحراك السياسي " الذي يطالب باصلاحات تبدو اليوم انها فقاعات تناثرت على بعض من القماش الذي ذهب مع رياح وثلوج وامطار العاصفة الثلجية مؤخرا وما رافقها من تعرية حقيقية لاصحاب هذه الشعارات من يسار وقوميين واخوان مسلمين وغيرهم من القوى "الثورجيه" ومعها المترشحين الجدد للمجلس السابع عشر ، من الذين اشبعونا على مدى اعوام آمالا ضبابية زالت مع اول شتوه ، ملأوا الشوارع والساحات نعيقا وصراخا متشدقين بالوطنية والحرص على مستقبل المواطن . لقد كشفت العاصفة الاخيرة والتي استمرت اربعة ايام من الثلوج والامطار والرياح زيف الادعاءات والشعارات التي تعودنا على سماعها ومشاهدتها في السنتين الاخيرتين من مجموعات سياسية ودينية مختلفة الاتجاهات التقت فقط على شعار المعارضة ، اتخذت من الاصلاح سلما تتسلق عليه ،مأخوذة بوهم الوصول الى قلوب الاردنيين وبعدوى ما جرى في بعض بلدان المنطقة . نعم انكشف زيف هذا الحراك الكرتوني وسالت شعاراتهم وذهبت مع رياح كانون عندما ارتضوا في هذذه الفترة الجوية العصيبة البقاء في بيوتهم وقصورهم على موائد من مناسف وغيرها ، وتركوا المواطن الفقير والذي عزلته المياه والثلوج او دخلت بيته المياه لتأتي على ممتلكاته لتفتك بها ولا تبقي له شيئا وحيدا يقارع البرد وقسوة الثلوج ، واكتفوا بالدعاء احيانا ودعوة سيارات الدفاع المدني لتنظيف الثلوج من امام سياراتهم الفارهة ودرج بيوتهم ، لنرى بالمقابل الحراك الوطني الذي تزعمته قواتنا المسلحة الباسلة التي هبت بامر من قائد الحراك وعملية الاصلاح الحقيقي جلالة الملك عبدالله الثاني لنجدة المواطنين في القرى والبوادي ، في الاودية والزقاق ، سارعت آليات القوات المسلحة وسبقها جلالته مشاركة المواطنين همومهم ليخرج بنفسه الى بعض المناطق يطلع على سير عمل الجيش العربي مبديا توجيهاته السامية لتقديم افضل الخدمات وباسرع ما يمكن للحفاظ على الارواح والممتلكات ، كما سارعت سيارات الدفاع المدني والامن العام في الاستجابة الى نداءات الاغاثة التي انطلقت من مختلف مناطق المملكة، في الجنوب والشمال والوسط ،تحاصر المياه والثلوج للتخفيف من الاضرار، وانقاذ من حاصرتهم المياه وتقطعت بهم السبل ، ونقل المرضى والمصابين واسعاف من تعرضوا للحوادث ، في صورة وطنية بهية ولا اجمل ، جسدت الحراك الوطني بابهى صوره وعبرت عن التحام القيادة واجهزة الدولة وفي مقدمتها قواتنا المسلحة الجيش العربي الذي تنحني الجباه وتخشع القلوب احتراما واجلالا لمنتسبيه وهم يواجهون اعتى تحد بيئي وجوي تعرضت له المملكة وسارعوا بتقديم الخبز العون للمواطن دعا الكثيرين ومنهم اعلاميون للاشادة بهذا الدور الانساني العظيم، في الوقت الذي تلاشت فيه قوى اليسار واليمين والوسط عن انظار المواطنين ، حتى المرشحين الذين تملأ شعاراتهم الشوارع والجدران والتي يعبر العديد منها عن انهم مرشحوا "انقاذ" الوطن وخدمة المواطن لم يظهروا في الشوارع ولم يكلف احد منهم الاطمئنان على مواطن ، وانتهز المناسبة هنا لأشكر " الفساد" والفاسدين الذين شكلوا شماعة ومادة اعلامية لمعظم هؤلاء المرشحين في حملاتهم الانتخابية التي تسبق يوم الاقتراع، واسألهم : بالله عليكم ايها السادة يا من توصلون الليل بالنهار تجولون وتحاضرون وتلتقون الناس تشبعوهم وعودا بمحاربة الفساد وتجفيف منابعه ومحاسبة الفاسدين وتقديمهم للعدالة لو لم يكن هذا المجال " الفساد" موجودا فماذذا كان مجال استثماركم الانتخابي؟ الا تعتقدون انه عليكم تبجيل هذا" المصطلح" لما قدمه لكم من خدمات جليلة؟ هل حقا تظنون ومعكم دعاة الاصلاح من القومجيين واليساريين والاسلاميين ان الوطن هالك بدونكم وبلا شعاراتكم وانكم انتم من تحملون عصا الانقاذ؟ كفى بالله عليكم تبجحا فها هو الحراك الوطني الذي عشناه في الاسبوع الثاني من العام الجديد وما شاهدناه من جهود على ارض الواقع لم يترك مجالا للهرج "والمرج" لاصحاب الشاشات و الميكروفونات والباصات وسيارات الدفع الرباعي التي اختفت يوم الثلجة ، ومكبرات الصوت الذين ابتعدوا في الشدة عن المواطن لتبقى الساحات للحراك الحقيقي يقوده سيد البلاد ونشامى قواتنا المسلحة والاجهزة الامنية والدفاع المدني وغيرها ، مؤكدة انها هي الحراك وما دونها افلام كرتونية تصلح للعرض على بعض شاشاتكم الصغيرة. وربما من يخرج علينا ليقول بان هذا واجبهم ، نعم انه الواجب ولكن اليس من الواجب المجتمعي ان يشارك الجميع في التصدي للاحداث الطارئة؟ هل يعتقد مثل هؤلاء ان ليس عليهم واجب الحفاظ على المواطن ومقدرات الوطن ؟ وهل تنحصر الواجبات فقط على مؤسسات الدولة، اما اصحاب الشعارات ومن يدعون الاصلاح ومن يطرحون انهم سيأتون الى المجلس لخدمة الوطن والمواطنين لا تنطبق عليهم الواجبات ويتمتعون فقط بالحقوق؟ اسئلة كثيرة يطرحها الناس اليوم ونحن على ابواب الانتخابات نتمنى ان تجد الاجابات يوم الثالث والعشرين عند الصناديق وابعاد المتشدقين "بالانقاذ" و مستخدمي عبارات الحرص على المواطن الفاظا لكسب الود والصوت بعد ان تبين الحراك بالافعال لا بالمهرجانات والاقوال وان للوطن قيادة تسهر على امنه وامن مواطنيه ، تحرص على ان يبقى واحة استقرار ليس بحاجة لجماعات متسلقة لانقاذه، وتعلموا ايها الاخوان من الدرس وتجاوزوا مرحلة الطموحات والتمني واعملوا للمستقبل ، اتركوا الشعارات لتبقى ذكريات تصبح تاريخا يثير الشجون ، وذكريات لعل يمحوها الزمن . واخيرا تحية اكبار لقواتنا المسلحة الباسلة درع الوطن وسياج الوطن وهنيئا لسيدنا جيشه العربي المصطفوي وشعبه الطيب المعطاء.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات