لسان وطن!


ولدي الأغرّ...، أيّها الأردني الشّامخ...، أيّها المُتأبّط صبراً ولم تخرج! يا من تردّد على مسامعي في كلّ صبحٍ ومساء: (مهيوب يا هالوطن مهيوب) أقول لك: 

ضاقت عليك كأنَّها تابوتُ...، أُتْرك عَنك (الغفلة) فليس وقتها الآن، ولن تُغني عنّي وعنك شيئا...، فلا هي ستُنقذْ ما تبقّى لي من هيبةٍ، ولا هي ستنقذُ شعاعَ رجائي فيك..، والذي يوشك أنْ يموتْ... .

عَجِّلْ...، عَجِّلْ...، فالزّمانُ الرّديء بما فيه من فسادٍ وظلمٍ وفشلٍ؛ قَد سحق مشاعرَك...، عَجِّل...، فالأوانُ يفوتْ...، فَلِمَ تبكي وتندمُ في غدٍ على ألحانِ أُغنيةْ ذلك الكاظم السّاهر: (وآآآضعيتاه) وكلماتها على لسانك ستأتي عِنوةً: يا تعبنا... يا سهرنا... يا قهرنا... ويا ردَانا... ؟

أيُّ بني...؛ الأمُّ بفرحةٍ صاخبة إن أقبل ولدها...، استقبلتهْ...، وبصمتٍ إن تثاقل أو تباطأ... ودّعتهْ...، فاحذرْ أن تتأخّر أو تغيب، فأغيبُ أنا مودّعاً، وبعد الرّحيل يا بنيّ...؛ لا ينفع الياقوتْ... !

أجزمْ بأنَّ سنواتك أضحت قاسية صَعْبهْ...، فاتبع أمرَك واقلع عن خمرِك، وامتثل ولا تحتفل...، فكيف مثلك ابنٌ لي يبتسم، ويضحك، ويغني وهو يرى ويعلم أنّ قلبَ أمّه يتفطّر وداخله جِدّاً حَزينْ...، وداخله جدّاً حزينْ؟!.

وأعلمْ أنّه كلّما رقصتَ أو غنّيتَ لي...؛ صَمتُّ وصَمَمْتُ ...، وسأسكتك...؛ فلَحْنُك يائسٌ خاضعٌ مُحبِطٌ مُستسلمٌ...، وعودُك تعوّد ولا يُجيدُ سوى دَنْدَنة الماضي، وريشتُك جبانةٌ أُجْبِنَـتْ.. فلا تعزف على مسامع سيّدها سوى أنغام الدّموعْ... .

متى تضعُ ناري...، وذكرياتِي وصُورتي بينَ الشّموعْ، وليس هناك قمر غيري يشغل جِلْستك، فأضمّك وتضمّني...، ونحتفل أنا وأنت في كلّ سِّنة بعيد ميلاد طهارتنا...، وحينها...؛ لن أفقدْكَ ولن تفقدْني...، وسننشد ونغنّي: سنه حلوه يا حبيبي وين كنّا بكل سنه؟

وبرجاء يا ولدي...برجاء؛ حرّك فِيك بُرْكانَ حبِّي، وببردٍ وسلامٍ...؛ أطفئه بنارٍ وطنيّة....، فَلن أُخْفِك منّي قَولاً يقيناً صَادقاً بأنّه: الآن فِيك هائجٌ مكبوتْ... !؟

ابني الحبيب...؛ : أَنت نَاري وذكريَاتي وصورتك بين الشُّموعْ...، ودِّي أضُّمَّك يا حبيبي...، وِدِّيْ أبوّسك يا حبيبي...، ودِّي لَكِنْ ضاع ودّي، وضعت من (إيدَك) أنا...،...أنا...، أنا...، والله دنيا...!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات