ثقافة القتل .. ودم عربي رخيص


الحديث بإراقة الدم العربي ما بعد الخلفاء الراشدين الاربعة الرائعين ، الشفافين ، العالميين ( ابو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي كرم الله وجهه ) بمنطقهم بالحكم وإدارتهم ببناء دولة الإسلام محظورا لتطرق إليه عند أهل السنة بمنطق حفاظا على عدم فتح القبور ونقش الأموات واعتبار أن الخلاف بين صحابة رسول الله بتلك الحقبة ما هو الا صفحة مظلمة بالتاريخ الإسلامي ويجب عدم الحديث عنها الا بتحفظ شديد جداً؟؟؟؟؟ بقي يتردد سؤال بمسامعي وأنا صغير ويثير مضاجعي كثيراً ليس كرها بهم بل لأنني عشقتهم ما زلت اعشقهم ولهذا سئلت بصغري لماذا يقتل المسلم أخاه المسلم من اجل كرسي الحكم ؟؟؟؟ وقد كنت حينها اردد تلك الكلمات لشيخي ( لا اعرف أن كان تحت التراب او فوقها ) أليس هذا جزء من تاريخ الأمة الإسلامية وعلينا التعمق والاستفادة من تلك التجربة سؤال وجهته اليه بشكل مباشر ، كان جوابه اصمت حتى لا تدخل بموازين الكفر ، حينها سكت ،، وصمت عن الكلام بهذا الموضوع ، لكن الأفكار بقيت مخزنة بعقلي العربي الباطن وتلاحقني كلما هرم سني ، او حدث مستجد او حرب يالعالم العربي والاسلامي وخصوصا تلك الكلمات التي رددت علي بهدؤ عليك ان لا تقول لا .. لا.... الا لا اله الا الله ( منطق خنوع ) مهما سمعت والطاعة لشيخك فهو اعلم بالدين منك ، وبقي سؤال التمرد يتردد بداخلي عقلي الباطن لماذا يقتل الصحابي الجليل الصحابي الجليل ؟؟؟؟؟ وهم من عرف رسول الأمة وخير خلق الله على هذه الأرض واكل من طعامه وشرابه ، يقتل هكذا . ولأجل هذا المنطق ابتعدت عن تلك القلة من الشيوخ شعرت حينها أنهم يعيشون بأفق ضيق وبهم لن تقوم امة فالواقع مظلم وهم يصرون على مشاهدة النور من خلاله ، ولن يعرف الضؤ إلا إذا وقفت بالحياد .
الرئيس الراحل صدام حسين حين شعر ان العراق سيدمره العالم ، اختفى ووزرائه عن السلطة ، وسيبقي التاريخ يذكره ما دام هناك تاريخ يتحدث بالحياد . القى اهل بيروت بورود التاريخ للرئيس الراحل ياسر عرفات حين شعر ان اسرائيل ستدمرها وتقتل أهلها ، غادرها بتحية الرز اللبناني وبيده اشارة النصر الفلسطينية .
ما حصل ويحصل بسوريا تجاوز الأربعين ألف قتيل وجلهم من الجرحى وتهديم البنية التحية لسوريا للانسانية السوري وهو حديث الشارع العربي من محيطه إلى خليجه .
هنا ياتي السؤال هل الواقع السوري إفراز لقيادة بشار الأسد !!! أو ووالده !!! ام هو ارث تاريخي بأعماق عقلنا العربي القائم على الديموغيا , فبشار الأسد يمثل مرحلة تاريخية يقاتل بدمية من اجل مرحلته ، و تكررت قبل ذلك كثيرا عبر التاريخ العربي وبشخوص كثيره وحوربت بشراسة ، كما المعارضة السورية ألان تقاتل بشراسة ، فالقاتل والمقتول والجريح والأرملة والأرمل والمحروق من الشعب السوري .
هنا سأعرج على حادثة حصلت حين تم تفجير مبنى وزارة الداخلية بدمشق ، طالب يحمل حقيبة المدرسية جسدته يحترق فنظر إلى الطفل الى نفسه وبدأ يصرخ بصوت مرتفع ( يحرق القلب ) جسدي يحترق .... جسدي يحترق .....وصدا صوته تناثر بين الأشلاء ثم صعدت روحه إلى السماء ، أليس هذه همجية قتل ؟؟؟؟ حين تصل الأمور إلى هذا الحد فأي مبادرة تكون موضع نقاش ، هذا الطفل قد يكون هو وأبيه وأمه وخاله وعمه ضد بشار الاسد ، إذن لماذا يقتل ؟؟؟؟
ولهذا أي مبادرة تخرج لا يمكن ان تحل بالواقع السوري بطريقة سلمية واقرب مثال بعالمنا العربي الحالي الواقع اللبناني الهش منذ الاستقلال والى ألان وكل المبادرات تبقى حبرا على ورق اول خلاف خارج لبنان بين مهندسي تلك المبادرة (وبالغالب الخلاف ليس على شىء لبناني وبالأغلب شخصي ) تعود الأوراق لتتبعثر من جديد ، اصل القرار ليس لبنانيا بل يفرض على لبنان وعلى الشعب اللبناني إقناع نفسه بان المفروض عليه هو لمصلحته ، بالرغم من تواجد نخب سياسية وثقافية بلبنان تعتبر من المفكرين المميزين بمجتمعنا العربي ، ولأجل ذلك نجد العديد من يقف مع القيادة السورية خوفا من فرض أجندتها على الطريقة اللبنانية ، وبقناعتهم أن القيادة السورية كان لها دور دائما بالحل بلبنان منذ استقلاله والى مقتل رفيق الحريري بشباط 2005 . الواقع بسوريا ليس طائفي نتيجة لتركيبة الشعب السوري وثقافته المميزة عن باقي الدول المحيطة ، ضمن بوتقته الاجتماعية عبر السنين الماضية من التناسب مما تسبب باندماج المجتمع السوري يبعضه ، فواقعه الاجتماعي صمام أمانه عمقه الاجتماعي ولهذا فرضت حالة من التمرد داخلي لهذه آلافه وبالرغم من ذلك نجد الشيوخ بالمساجد ( خارج سوريا ) عبر المنابر يشيعون أمر الطائفية كأنهم ضمن واقع المشهد السوري ، إن ثقافة الإنسان السوري تتعالى عن هذا الطرح فهو مثقف بطبعه ويرفض الطائفية التي تشاع منذ الأحداث بسوريا ولهذا الشعب من يفرض ذاته بذاته ويفرض الحلول وليس تفرض عليه الحلول .



11/01/2012



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات