شارك وصوت اخي المواطن، هل يعود مجلس111 مرة اخرى؟؟؟؟


 تعتبر مشاركة الجميع في العملية الانتخابية اهم ركن تعتمد عليه العملية الديمقراطية، ومع اختفائها لا أهمية للنتائج بل لا يمكن الاعتراف بها ، فالعملية الديموقراطيةُ تجري بأركانِها جميعها مجتمعة كي تكون موفقة ناجحة، فإن اختفى أحد تلك الأركان اختلَّت العملية وفقدت مصداقية نجاحها . 

والمسألة لا تتعلق بمجرد حسابات رقمية بسيطة بقدر ما تتعلق بموقف الافراد ( افراد الشعب الذين يحق لهم الانتخاب ) من العملية ومن المشاركين فيها. إذ سيكون عدم المشاركة تصويتا لصالح جهة أخرى لا تشارك في العملية نفسها. وإلا فإنَّ موقفا سلبيا من المشاركة سيعني سلبية في العلاقة مع المجلس المنتخب والذي سيقرر أمورا مصيرية كثيرة ولن تكتفي بتحديد الشؤون التفصيلية في مجريات الحياة اليومية..

ومن أجل ضمان أفضل علاقة إيجابية بنَّاءة ومؤثرة في البرلمان المنتخب، ومن أجل توجيه البرلمان نحو برامج تصب في خدمة الشعب المصوت، لابد أنْ تكون المشاركة اكثر واكثر اتساعا وأنْ تتمَّ عملية الاختيار والانتخاب وفق معايير دقيقة وقراءة متمعنة في طبيعة ممثلي الشعب وفي توجهاتهم وبرامجهم...

أنَّ انتخابا لا يأخذ بعين الاعتبار مدى تطابق البرامج الانتخابية المعلن عنها من قبل المرشحين مع مصالح الشعب ، ولا يأخذ بعين الاعتبار حقيقة التزام القوة المعنية بالبرامج التي تقدمها لجمهورها، فإنَّه سيجري سريعا استغلال الموقف بالضد من مصالح المصوتين وسيتم تجاوزهم من أجل مصالح ضيقة تتعارض مع خدمتهم وتوفير حاجاتهم الضرورية...

ولنعود لقراءة مدى تأثير الصوت الانتخابي على مسار العملية الانتخابية فمن الضروري أنْ نشير إلى حقيقة مهمة وخطيرة تتمثل في دور الصوت الانتخابي في إخضاع المرشح لمطالبه. فحيثما استجاب المرشح لمصالحه أعطاه صوته وحيثما اختلف معها منع عنه صوته. وطبعا هذا لا يؤثر في المرشح طالما وجد عزوفا عن التصويت إذ أنَّه سوف يرى في قوته المالية ومن ثم الدعائية ودرجة التأثير في الجمهور الموجّه بسلطة المال أو الدعاية المزيفة أو التضليل والخداع أو بوسائل الضغط والابتزاز ومن ذلك الضغط النفسي الذي يتعرض له الناخب بخصوص توفير فرص العمل أو مصادر العيش أو الأمن والأمان والاستقرار .

وهكذا فإنَّ الموقف يمكن أنْ ينقلب ضده فبدلا من تأثير صوت الناخب نشهد تأثير ابتزاز المرشح للناخب! في وقت سيكون من الصحيح توفير أجواء الأمن وحقوق الأفراد في الحياة المستقرة ما يمنع عنهم التعرض لأيِّ نوع من الابتزاز. ولكن من الصحيح أكثر وأدق وأسلم سيكون على الناخب أنْ يعلن بوعي تام قبل يوم التصويت بأنَّه سيمنح صوته للبرنامج الأكثر قربا منه وللذي يثق بانه سينفذ ما وعد به وتلك ثقة لا تأتي إلا من مصداقية عرفت عبر تاريخ مشهود وسيرة صادقة.

والذي سيؤكد هذه الحقيقة هي حضور الناخب جلسات المرشحين والمشاركة في المناقشات التي ستدور بصدد البرامج بالتحديد والوسائل التي ستضمن وتكفل التنفيذ؛ وعليه في تلك المناقشات أنْ يبدي رأيه بوضوح وصراحة وقوة، ولكلِّ ناخب حقه في الاعتراض داخل جلسات المناقشات بروح ديموقراطي سلمي وأنْ يكشف الزيف والرياء والخداع من الحقيقة والصدق والثقة.

ان الصوت الانتخابي يبقى الحارس الأمين لمصالح الشعب وعامة الناس وسيكون دينا في عنق كل صوت يبيع نفسه أو يستسهل التعاطي مع حالة مضرة بالحياة العامة وبمستقبل الشعب. ومن تلك الحالات موافقة بعض الاصوات على التعاطي مع العشيرة اوأيّ شكل من أشكال التعصب على حساب الكفاءة والصلاحية ومصداقية البرامج وتحقيقها لإرادة الناس، فكل صوت سيقف مع مرشح أضعف وأسوأ على حساب الأفضل لمجرد كونه من عشيرته أو من مجموعة يتعصب لها بالمعنى الضيق السلبي والمرضي للتعصب، سيكون معاد حتى لمصالحه الذاتية. وسيساهم في وضع لبنة في هدم التجربة الديموقراطية والأنكى من ذلك دوره في هدم بلادنا وحضارتنا وحاضرنا ومستقبلنا.

فهل منا من سيرضى التعامل مع السلبي المرضي الخطير ويقبل بوضع جرثومة أو فيروسا أو يصب الزيت في حريق يصيب أهله لمجرد تلبية نوازع الميول المرضية التعصبية؟ ؟؟؟؟؟

هل منا من سيقف مع أخيه الذي لم يتعلم أو يدرس ولم يفك حرفا ضد جاره الذي سيعمل على مساعدة أخيه في التعلم وعلى دعم ما يخدم بناء حياة الناس مرفهة رغيدة؟

إنَّ التأكد من إعداد الصوت الانتخابي وشحذ همته ومروءته ومصداقيته لكي يوضع حيث ينبغي ولكي يؤخذ بتأثيره الإيجابي، أمر لابد أنْ يتمَّ اليوم قبل الغد.. فليس لنا متسع من الوقت لكي نضيعه. وإلى أولئك الذين يطالبون بانتخابات حرة نزيهة وعادلة تنقذ البلاد عليهم أنْ يهبوا من أجل الإعداد الكافي النزيه لها.

وأول عمليات الإعداد لا ليس بتهيئة المستلزمات التقنية والبشرية وآليات الإحصاءوحسب، بل لا بد من توعية الجمهور بمصالحه وبأهمية صوته وبأهمية تعاطيه مع الكفاءة والنزاهة وفضح الزيف والتضليل والابتزاز.. وهي عمليات طالما خرّبت أفضل البلدان توجها إلى ممارسة الحق الانتخابي.

لذا كان إعداد الصوت الانتخابي مهمة عظيمة الشأن تعتمد على توطيد العلاقة بين مؤسسات المجتمع المدني وافراد الشعب الناخب، الذي يحتاج الى وضوح في الرؤية وتحديد معالم الطريق. ومن ذلك أهمية أو خطورة تعزيز العلاقة بين الأحزاب السياسية الوطنية وجمهورها الذي تصب برامج تلك الأحزاب في خدمته. فحيثما توطدت العلاقة بين الحزب السياسي واشياعه تصاعدت إرادة الناخب وهمته وأهم من ذلك وعيه في الاختيار وتقرير الأفضل وتقديمه أو اختياره.

ولا يجوز هنا التعاطي مع حالة الهوجاء الانفعالية والتعاطي مع مشاعر التعاطف التي تلعب عليها قوى تستغل طقوس الناس وعباداتهم لتمرير عناصرها؛ تلك العناصر الجاهلة في كل شئ إلا في ابتزاز الناس وفي التضليل وفي تزييف الحقائق وفي اللعب على مشاعرهم لجذبهم نحو مآربهم وإبعاد الناس عن الاختيار الذي يفضح ألاعيبهم وما يخفون من استغلال للناس.

لا يجوز للصوت النزيه للصوت المعروف بإبائه وكبريائه وشيمته ومنطقه العقلي وفكره التنويري أنْ يقف اليوم ، ليشد من أزر قوى استغلاله ومصادرته ومصادرة حقوقه وابتزازه. لايجوز له أنْ يغفل أبناء الوطن من المفكرين والساسة ليمنح صوته لجهلة عرفوا ببلادتهم وخطر أفكارهم؛ وكل ما يملكون هو ابتزاز مشاعر الناس باسم الله على الأرض وما هم من كلِّ ذلك إلا مرائين مدعين مزيفين.
اوجه دعوتي الى الجميع، الى كل ناخب وصاحب صوت شريف ان يدقق ويمحص ، عندها سيكتشف الدَّعيَّ المزيف من الصادق الأمين ؟ وسيجد في الكفاءة صاحبة البرنامج الذي يخدمه ويخدم أبناءه أفضلية في منح صوته وفي التأثير على الساسة الجدد ومن ثمَّ في صياغة مجلسا جديدا هو في خدمته لا في خدمة مَن يغشه ويخدعه ويحاول أنْ يسرقه نهارا جهارا.

وطننا بحاجة الى خبراء وسياسيين متخصصين لديهم المعرفة الكافية للنهوض بالبلاد، وهنا دعوة الى حكمائنا أنْ يوجهوا بأهمية اتخاذ المرشح الكفء المميز المحنك الخبير وألا يتقدم غير هؤلاء الخبراء لمال يملكون أو وجاهة قبلية أو غيرها فنحن نريد بناء اردننا على أفضل مقاييس العلم والمعرفة .

واعيد الى الذاكرة خبرة الاباء والاجداد التي كانت تجعلهم يفضلون القارئ النجيب المتعلم على الجاهل فلا ننسى ولا نغفل عن صحة الرأي ورجاحته ونحن أهل عقل وحكمة.. ولا نغلب صوت العواطف والمشاعر على صوت العقل والحكمة...

واخيرا اقول لن ولن ينجح الصوت الانتخابي في التعبير عن نفسه ولن ينجح في التاثير مالم يكن بالوعي الكافي وبالمعرفة وبالتحرر من كل أشكال التبعية لمشاعر مرضية على حساب رجاحة الاختيار وصحته،لذا نداء الى جميع مثقفينا ودعوة لهم للعمل بجدية للوصول الى الناخب وان يضعوا بين يديه ما يفيده في تبيِّن معالم الاختيار وكيفياته... بالتعريف بمسائل الانتخابات وآلياتها ومفردات المشاركة وكيفياتها وبكل معطيات تفاصيلها...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات