أوراق اعتماد


باختلاف سبل تغول الفساد ومع استمرار تطور الاساليب التي يتبعها في ممارسته لوجوده بين ابناء الاردن وفي مكاتب صنع القرار في مؤسسات الوطن وبين نصوص القوانين و في اوراق الاقتراع والصناديق , وباختلاف طرق التفافه على مواجهة من استيقظ من الشعب لمواجهته حتى في تحمّل تبعات عمليات الاحتيال التي كشفتها الظروف و الاجواء والطبيعة هنا وهناك... ومع ذلك يبقى الفساد عاريا بين الشعب لا يستره سوى بعض الإمعات التي تتسلق اقدامه وتراوح ما بين تسلق جسد الفساد والتزلف بين من هبّوا للوقوف ضده .

انتشر الوعي وتقاطف الابناء ثمار شجاعتهم وزادهم الايمان بوطن يحبهم جرأة واقدام لقول الحق دون خوف ودون التفات لتهديد أو وعيد ؛ فالوطن أبقى و أنقى من دنس الفساد وحثالاته التي عاثت ببلادنا ، وكانت حرب بين طرفين .. فساد لا يظهر له رأس أو جسد فقط ذيول واذناب تخفي وجهه الحقيقي وتترك فتات يمسك بها القانون حينا ما ليعلن علينا "السيستم "بطولات عنتره في مواجهة الفساد .. والطرف الثاني كان مجموعات من الشعب ، جيل لم يذق طعم الهزائم بعد ، ولم يواكب انكسار أمته فيما مضى ..وأراد أن يخطّ لوطنه قصيدة يمجّد بها كل ذراته ، شعب هبّ بفطرته للمطالبة بحقوقه وحرية وطنه وقوت عياله..

وفي ظل تطور فكرة الشعب الذي يبحث عن حريّته ومع اكتسابه شرعية زادته وعيدا لكل متقلب بالانتماء لهذا البلد لم يجد الفساد بدٌّ من الانخراط مع الصفوف لتذوب اذناب لأجهزته بين شعب تعبّأ بروح الانتصار لوطنه .. فصار لزاما على الشباب الحريص على وطنه أن يميز الخبيث من الطيب مبتعدا عن مبدأ التخوين وظاهرة امتلاك الحراك الشبابي أو حصره بفئة دون أخرى ، وهذا ما زاد في تعقيد حربهم على الفساد الذي استطاع أن يقارعهم في ميدانهم بعد أن كانت لهم الغلبة والنماء .. فكيف يكون التمايز بينهم دون النظر لأفعال و أعمال على ذات الميدان ...؟

ان النظرة للشعب الاردني بمختلف الافكار التي يحوزها ابناء الشعب ويتحصنون خلفها يكشف عن أن الجميع لا يرى غاية له سوى القيام بالاردن نحو غد أفضل .. وحتى من نراهم يختلفون في عقائدهم وآرائهم ،، نجد أن التشبّث بما يحملونه مدعاهُ حرصهم على وطنهم .. خاصة بعد تخبّط رسمي بين اعلانات لا تفقه منها سوى التوجه نحو اللامكان .. فتارة مع الحراك وتارة مع اليسار و أحيانا مع اليمين ولكنه في ذاته محصور ومحاط بفكرة الفساد ؛ لذلك حقّ للشعب أن يجتهد ليرى ما يرضيه على أرضه .... وهكذا فمن اراد ان يكون كما يقول نابضا من ارض الوطن واصيلا في جذور شعبة لا بد له من الكشف عن ما يعد لهذا الانخراط ليكون فكرة عصية على الرفض ومقبولة لدى من يستوعبه في شارع الحراك الاردني ...
و إن كان حديث العهد بديوان الحراك الشعبي فلا بد من تقديم اوراق اعتماده لدى البلاط الشعبي الاردني



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات