زعامات مدفوعة الثمن ؟


إن المتتبع للتغطية الاعلامية المدفوعة الأجر للمرشحين في الانتخابات القادمة يثير إنتباهه الصورة المرفقة مع الخبر من حيث محتوى هذه الصورة والانتقائية في إختيار اللقطة ومن ثم الانتقائية في عرضها ، فهي لقطة تصويرية تظهر المرشح ( قائمة أو مستقل ) بصفة الزعيم والقائد الذي يجلس والجميع يتكلمون عن محاسنه وكرمهم وفهمه للسر في الوضع الذي وصلت له البلاد .
وفي قراءة سريعة للعناوين لهذه التغطية نجد الحرفية العالية بالخروج عن منطق الواقع الفعلي للثقافة العامة لدى الناس والإرتكاز على المحسنات اللغوية والتشبيهات ، وهي تغطية اعلامية حرة مستقلة بعيدة عن يد الرقيب أو حراس البوابات التقليدين التي تشترط المنطقية بالوصف وعدم المبالغة وعدم التحيز لطرف على حساب الأخر ، والذي يجعل المعادلة تنقلب في التغطية الاعلامية عبر المواقع الإخبارية أنها تغطية مدفوعة الأجر وموسمية وتسير على قاعدة واحد فقط وهي تحقيق الرضى الكبير لدى الشخص المترشح ومن يقومون بتحليل الخبر وقرائته له .
ويرجعنا عامل القدرة على الدفع المالي لتغطية تكاليف هذه التغطية الاعلامية إلى قراءة الصورة من جديد سواء صورة الاعلان الشخصي أو اعلان القائمة الباقي على طول الوقت وهو هنا وقت مفتوح ولايحسب له زمن أو قاعدة أنه استهلك وفسد بمجرد نشره ، كما تقول القاعدة الاعلامية القديمة أن الخبر هو أسرع السلع إستهلاكا وانتهاء لصلاحيته لأنه بمجرد نشره أنتهى عمره ، وفي نس الوقت نجد أن رجع الصدى للخبر الاعلاني المنشور يتحقق وبسرعة فائقة ويوقوم على قاعدة إشراك الجيمع ممن يؤيدون هذا المرشح أو القائمة للبدء بارسال التأيدات عبر تعليقاتهم على الخبر ، وهذا العامل المالي أفرز لدينا تغطيات إعلامية متشابهة في معظم المواقع الإخبارية الإلكترونية والمميزة بأنها تحتل صدارة الصحافة الالكترونية الاردنية .
وهذه قراءة مبدئية للتغطية الاعلايمة للمرشحين عبر الصحافة الالكترونية التي يمكننا أن نطلق عليها تغطية إعلامية مناحزة وغير موضوعية ومدفوعة الأجر ولايمكن أن نضعها تحت أي مسمى أخر ، وانها تتاشبه مع الاعلانات في الشوارع ولكنها إنتقلت لشاشات أجهزة الكمبيوتر وعبر شبكة الإنترنت .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات