يغمر دواخلنا كثيراً من الفرح والسرور على ما حبانا رب العزة سبحانه وتعالى بعطفه وخيره علينا واستجاب لدعاء الصالحين والمؤمنين بعليائه فهلَّ علينا بـ غيثاً مغيثاً وأمطاراً كانت لولا رحمته سبحانه وتعالى وطهر هذا الثرى وطيب أبناءه كوارث لا تبقي ولا تذر ، فالحمد له سبحانه فهو القادر على كل شيء وهو المنعم بكل خير ..!!
الظروف الجوية التي مرّ بها الأردن طيلة هذا الأسبوع والأيام الفائتة ، هيّ ظروف استثنائية لم يمرّ بها جيلنا من قبل ، فكانت خارج نطاق التوقع والتجهيز لها ، غير أن قدرة الله سبحانه وتعالى وتحوّط كافة الأجهزة وسواعد نشامى ونشميات هذا الوطن المعطاء كان له الأثر الكبير في تجاوز العديد من الأمور التي كادت أن تؤدي إلى كوارث إنسانية وبيئية علينا . لله سبحانه وتعالى الشكر والحمد وكل الثناء ، ولكل الأجهزة ولكل نشامى ونشميات الوطن كل الحب والتقدير ..!!
ف " من لا يشكر الناس لا يشكر الله " .. فكلمة حق وتقدير كان لا بد من أن توضع في كفة الفعل الإنساني والجهود الجبارة والطيبة التي قدمتها وتقدمها على الدوام الأجهزة الأمنية والمدنية كافة وبدون استثناء في كافة الظروف الاستثنائية التي تمرّ على بلدنا الجبيب الأردن ، ولا أغفل هنا القلوب النقية البيضاء والمؤمنة بأمر الله أيضاً بأياديها الطاهرة المرفوعة لله بالدعاء المتمم لهذا الجهد الجماعي النبيل في هذا المضمار ..!!
التوجيهات الملكية الهاشمية السامية على الدوام ، ومنذ الجدّ المؤسس كانت ولا زالت تتجه نحو قيمة الإنسان الأردني وتوفير الحياة الكريمة له في كافة مناحي الحياة الإنسانية المتمثلة بالأمن الاجتماعي والصحي واستقرار العيش بأمن وأمان وهذا ما جسده الراحل العظيم جلالة المغفور له الحسين طيب الله ثراه بإحساسه أن " الإنسان أغلى ما نملك " ، فعمل جاهداً يرحمه الله على تأسيس بنية تحتية تتناسب ومتطلبات البنية الفوقية التي تعيش على مساحة الجغرافية الأردنية ، وتابع طيب الذكر والطيب جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين أمدّ الله بعمره ذات النهج " الحسيني " بكل دقة وحرفنة وبما يتناسب ومتطلبات العصر الجديد ..!!
قد لا يكون الأردن في مصاف الدول الغنية بالموارد المالية والطبيعية ، ولكن قلّ ما نجد دولة غنية كما الأردن غنيّ بطاقات بشرية فذة عاصرت وتابعت التقدم والازدهار العالمي الذي آثر الهاشميون الأطهار توفيره ومواكبته خطوة بخطوة دون تباطؤ أو تهاون في كل ما يرفع شأن الوطن و أبناءه ، ناهيك عن الإنسانية والطيب الذي يتمتع بها الشعب الأردني بكل مكوناته منذ الأزل وحسن معاملته مع كل من قصده طالباً الأمن والعيش بحياة كريمة على ثرى الأردن الطيب..!!
بالتالي الجهود المضنية التي بذلها الأردن قيادة وشعباً عبر عقود من الزمن من أجل أردن مشرق ومزدهر قد أتت وبفضل الله ورعايته أكلها ، واستطاعوا التعامل وبرعاية من المولى سبحانه وتعالى مع كل التقلبات الجوية وحتى السياسية منها بذات الإيمان الذي منه المولى جلّ وعلا عليهم بأن " المكتوب ما منه مهروب " ، فحمى الله الأردن وهنيئاً له بأبنائه وأجهزته التي لا تغفوا عن أداء واجبها بكل أمانه وإخلاص نحو الوطن والمواطن ..!!
م . سالم عكور akoursalem@yahoo.com