المال السياسي


بدأ المال السياسي يظهر في الحملة الانتخابية بطريقة واضحة للعيان وأحياناً بطريقة تستفز الناس خاصة في ظل الظروف الأقتصادية الصعبة التي نمر بها نظرة إلى بعض القوائم التي تبذر أموالاً طائلة في حملتها الأنتخابية ونظرة إلى بعض المرشحين في الدوائر المحلية الذين يصرفون مبالغ كبيرة بل كبيرة جداً وكأننا في حملة أنتخابية أمريكية بين الحزب الجمهوري والديمقراطي !!

لكن الأهم من هذا وذاك أن هناك مرشحين بدأوا وقبل فترة الترشيح وعن طريق سماسره بأستغلال الناس الذين تضيق بهم الحياة المعيشية اليومية بتنظيم عمليات شراء الذمم وهذا يحدث في بعض المحافظات والألوية وقد سمعت الكثير وتأكدت من ذلك فأنا لا أومن بالإشاعة ولكن أحدهم أكد لي في مدينة الحصن مثلاً أن مرشحاً قد قام عن طريق أخ له مقتدر لتنظيم عملية شراء الأصوات وعندما سألته كيف سيتأكد المرشح أن الشخص الذي باع صوته سينتخبه ؟ شرح لي الطريقة وقد تفاجئت بها وأقنعني وقال لي أحضر إلى يوم الأقتراع إلى الحصن وسأريك كيف ستتم العملية !! وقال لي ان معظمهم أي الذين باعوا أصواتهم هم من خارج الحصن !!

وإذا أردت أن ترسل أصدقاء لك إلى مراكز الأقتراع في بعض قرى اللواء سترى كم فلان (مرشح ) أشترى أصوات وكم فلان (مرشح) أشترى أصوات !! .

فالمال السياسي موجود وقائم لا يستطيع أي أنسان أن ينكره وهنا وللأنصاف لا نستطيع أن نحمل المسؤولية لأي طرف أن كان الطرف الهيئة المستقلة للانتخابات أو غيرها ولا تستطيع أي جهة التحكم كلياً في هذا الأمر فالموضوع صعب بل صعب جداً التحكم به .

لقد تعودنا على المال السياسي في الأنتخابات وقد رأيت شخصياً في أنتخابات 2010 كيف كانت تتم عملية شراء الأصوات في مدينة الفحيص ورأيت المنزل الذي كان يستقبل الناخبين بعد أن يدلوا بأصواتهم فراداً ومجموعات ليتسلموا ثمن أصواتهم بعد أن كانوا قد قبضوا نصف الثمن وقت الأقتراع !! .

المال السياسي هو جزء من عملية تزوير الإنتخابات وتزوير إرادة الناخبين الشرفاء وهي عملية تسيء إلى الانتخابات بشكل عام وتسيء إلى الثقة العامة بمؤسسات الدولة وبأعتقادي هذا من أهم الأمور فنحن وصلنا إلى مرحلة حرجة في موضوع الثقة العامة لا بد من العمل إلى إعادتها .

المال السياسي فاسد يفسد العرس ويسيء إلى المدعوين إليه ويبعث الحزن في النفوس ويخرب كل الجهود الرسمية والشعبية التي تقود العملية الأنتخابية .

المال السياسي يسيء إلى الوطن .


المال السياسي العدو الأول للشعب وللشرفاء في هذا الوطن .

الدكتور تيسير عماري



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات