الاردن 'وطن للفلسطينيين' ام 'وطن الفلسطينيين'؟
كأردنيين يفترض اننا نملك الوطن، او انه يملكنا، وكشعب له حقوق وواجبات يتمتع بها في حالة السلم والازدهار ويتحمل العناء في حالة الحرب والازمات، فان حق الحديث عن مسألة الوطن البديل واوضاع الفلسطينيين في الاردن يجب الا يحمل (كلاشيهات) التشكيك والتآمر.
و النقاش حول اوضاع الفلسطينيين في الاردن دائما كان مفتقرا للموضوعية، فالاردنيون يميلون الى اتهام الفلسطينيين بتحميل عبء اقتصادي على كاهل البلد، فيما يجادل الفلسطينيون بان وجودهم يشكل دعما اقتصاديا وتنمويا لبلد كانت عاصمته عبارة عن قرية صغيرة عندما قدموا اليه الا ان حقوقهم لا زالت منقوصة، وهنا فاننا نذكر بالحملة الشعواء التي قادها المحافظون الاردنيون ضد باسم عوض الله ورغم انها حملت شعار المحافظة على (البلد المعروض للبيع) من الليبراليين الجدد الا انها لم تخل من ابعاد سياسية قادها (الراديكاليون الشرق اردنيين) ضد اردني من اصل فلسطيني نال صلاحيات اكثر مما يجب .
مسكونون بعقدة (الديمغرافيا) التي تميل لصالح الاردنيين من اصل فلسطيني ومشبعون بعقدة (التاريخ) الممتد الى احداث ايلول الاسودعام 1970 ما زال الاردنيون متخوفون من فكرة الوطن البديل، ومتمسكون بـ(حق العودة) واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة عن الاحتلال الاسرائيلي او الكونفدرالية الاردنية التي تعني للفلسطينيين مطامع اردنية او بالاصح هاشمية تاريخية في الضفة رغم فك الارتباط، ومحبطون من منسوب حقوقهم المدنية والسياسية فان الفلسطينيين ايضا يرفضون فكرة الوطن البديل.
اذن وان كان الحال كذلك وان كان طرفا المسألة متخوفان منها ويرفضونها هل مازالت الفكرة مطروحة ام لا وان كانت كذلك فمن هم مؤيدوها؟بل قبل ذلك يجدر بنا طرح السؤال : هل فكرة الوطن البديل في الاصل هي حقيقة ام خيال؟
في الحقيقة هي الاثنان معا وهي مثل الاسهم في البورصة ترتفع وتهبط حسب مقتضيات السوق او لنقل حسب الحالة السياسية فيما يحيط بالاردن، هي حقيقة من حيث انها فكرة ازلية بدأت بعد حرب 1967 التي احتلت فيها اسرائيل اراض كانت تابعة للاردن(الضفة الغربية) فبدأ اليمين الاسرائيلي بالتفكير في تهجير من بقي من الفلسطينيين الى الاردن وهي وان كانت غير محفوظة في ملفات يضعها اليمين الاسرائيلي اواليمين الامريكي في ادراجهم الا انها اطروحة يحفظونها عن ظهر قلب في ادمغتهم لا يفتاؤون يلوحون بها كلما لزم الامر. ويدرك الاردن حتى في مستوياته العليا حقيقة الفكرة التي لم يتم الاتفاق الأمريكي الإسرائيلي عليها نهائيا، وإنما هنالك تفاهمات مرحلية حسب المواجهات في الشرق الأوسط الأمريكية للدور المطلوب منها ولها، وهنا يجب التفريق بين الوطن البديل الذي قام و أصبح واقعا و النظام البديل الذي في إدراج الملفات الإسرائيلية والامريكية.
الوطن البديل؟
وهنا اذكر ان كل المكتبات المدرسية في الثمانينات قد عملت على امتلاك كتاب وضعه وزير التربية والتعليم سعيد التل في بداية الثمانينات بعنوان (الوطن البديل .. الفكرة والحل) الذي طبع بدعم من وزارة الثقافة الاردنية وهو امر ما كان ليكون لولا التخوف الرسمي الاردني من الفكرة،كما ان رئيس الوزراء السابق عبد السلام المجالي اعلن صراحة خلال اكثر من محاضرة له عن وجود مثل هذه الافكار في العقلية الاسرائيلية والامريكية.
ومثلما هي حقيقة فان فكرةالوطن البديل تميل للخيال بل اضحت اكثر بالنسبة للحكم الاردني مثل طيف شبح يحاول ازالته من تفكيره وهو ما دعا الملك عبدالله الثاني الى الطلب من السياسيين الى التوقف عن الحديث حولها رغم انه هو من اشار الى الفكرة بشكل غير مباشر قبل شهرين تقريبا ابان الحرب على غزة خلال مقابلة مع "الجزيرة" قال خلالها ان المؤامرة لا زالت تحيط بالاردن وهو السر وراء تهاون الاردن في مسألة المظاهرات ضد حرب غزة لان النظام يدرك ان سقوط حماس يعني الحاق لغزة بمصر تمهيدا لالحاق الضفة الغربية بالاردن كمقدمة للوطن البديل وهو السر الذي دفع الاردن لاجراء حوار مع حماس قبيل حرب غزة وهو الحوار الذي توقف مؤقتا بعد اقالة مدير المخابرات محمد الذهبي .
وهاجس الوطن البديل احاله الى ما يشبه الفزاعة التي ينجر لها السياسيون والصحافيون بـ (انتهازية ) احيانا و بـ (توجيه ) في احيان اخرى ليشكل ازمة ادارة سياسية متخبطة ادت عن سابق اصرار او جهل لتهميش نصف سكان الوطن الجديد للفلسطينيين رغم انصهارهم اقتصاديا وسياسيا وقبل ذلك والاهم اجتماعيا مع وطن التزموا فيه بواجباتهم لكنهم ابدا لم ينالوا حقوق المواطنة الكاملة وظلوا رغم مرور ستين عاما لبعضهم او اربعين عاما لبعضهم الآخر مجرد لاجئين ونازحين.
قبل سنوات وعندما طفح الكيل بعدنان ابو عودة الذي انحاز للدولة الاردنية في مواجهة فوضى ايلول وتحدث عن الحقوق المنقوصة هب (اهل القرية) لنجدة (قطيع الاغنام) من (الذئب) الذي لا حقيقة له الا في خيال (الراعي) فالبسوا ابو عودة قميص الخيانة.
وحيث ان كل الاشياء تبدأ من البدايات فان تربية وطنية حقيقية ومواطنة دائمة وحقيقية وليست بديلة او مؤقتة وحقوق متساوية لكل افراد المجتمع وديمقراطية حقيقية نابعة من ايمان داخلي وليس بهدف التسويق وجلب المساعدات لبلد لا يملك اي شيء هي الضمانة الوحيدة والترس الاقوى لمواجهة الفكرة ولكن عندما يتم اضعاف الاحزاب وتهميش النواب و قمع الصحافة وتوزيع صكوك الغفران بشكل غير متساو فان متاريس الدفاع عن الوطن تتهاوى بنفسها حتى قبل انطلاق ساعة الصفر لملحمة الدفاع عن الوطن.
ان دولة المدنية اليوم لا تقوم على احادية القومية المتشربة بنقاء الدم والملتهبة لوحدها بالوطنية والمواطنة والمحتكرة لقاموس الولاء والانتماء والقابضة على كل الخيرات وانما تقوم حتى ما قبل عصر العولمة على التعددية القومية والدينية والثقافية وان كان الامر يسير كذلك في بلد مثل الولايات المتحدة متعددة الاعراق والديانات والاجناس والحضارات فانه ليمكن ان يسير بسلاسة اسهل بكثير في بلد مثل الاردن وبين شعبين بينهما الدين والعادات والحضارة واللغة بل تقريبا اللهجة نفسها بدون ادنى خوف من احلال او تغيير للخارطة السياسية او الاجتماعية.
معنى الولاء
نعي تماما ان الاردن يجب الا يكون (فندقا لاقامة مؤقتة) بل (بيتا دائما) لمن ارتضوا ان يحملوا جنسيته، ولكن هذا لن يتحقق طالما بقيت حقوقهم منقوصة وطالما بقي بعض المحافظين يشككون في ولائهم، بل انه علينا جميعا الابتعاد عن فكرة تقديم كشف حساب بالولاء والانتماء وعدم تخوين الآخر لمجرد اختلاف الرأي والتعامل مع الاردن على انه وطن للجميع بدون اطماع لان يكون الوطن البديل او مخاوف من ان يكون قد تحول على ارض الواقع كذلك .
وفي الحقيقة فان اعطاء الافضلية للشرق اردنيين في وظائف الجيش والدولة عمق حالة (الكسل والاتكالية) لدى هؤلاء في الوقت الذي اعطى دافعا للفلسطينيين لـ (لابداع والابتكار) ومن هنا نرى ان السيطرة على القطاع الخاص تميل للفلسطينيين بشكل سافر.
ان الأردن (الملكي) يواجه نقاط خلافية في المنطقة، و غياب الاستقرار يجعله معرضا اكثر للمؤامرة، وهو رغم انه شرع سفن ديمقراطيته للعالم الا ان هذا لن يجعله في مأمن من الطموحات الاسرائيلية لا سيما وانه بنفسه من احال نفسه الى وطن بديل على ارض الواقع بقيادة ملكية هاشمية رغم قرار فك الارتباط الذي سعى الملك حسين من خلاله الى دفن مشروع الوطن البديل اردنيا على الاقل، بل ان الملك حسين توقف عن الحديث حول (الكونفدرالية)لان حديثا عن الكونفدرالية في مرحلة ما قبل اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة لهو ترسيخ لفكرة الوطن البديل ومن هنا فانه من حق النظام الملكي أن يدافع عن بقائه ويحرص على استمرار بيته أمام محرك الاحتراق الذي يجبره والعرب المفاوضين على تقديم تنازلات استراتيجية و جغرافية و ايدولوجية و دينية في بوتقة سلام إسرائيلية.
واخيرا بقي القول ان فلسطينيي الاردن يشكلون حالة استثنائية تختلف عن فلسطينيي سورية او لبنان او العراق كما تختلف عن باقي الاصول الموجودة في الاردن مثل الشركس والاكراد والارمن فهم مطلوب منهم ان يكونوا اردنيين اكثر من الاردنيين وفلسطينيين اكثر من فلسطينيي الداخل وهم لا زالوا بنظر الاردنيين مجرد فلسطينيين فقط وبالنسبة لفلسطينيي الداخل هم اردنيون فقط، وان تحويل الاردن لـ (وطن للفلسطينيين) الذين قدموا مع بدايات تأسيس المملكة واعطائهم حقوقهم الكاملة لا يعني بالضرورة تحويل الاردن لـ (وطن الفلسطينيين).
كأردنيين يفترض اننا نملك الوطن، او انه يملكنا، وكشعب له حقوق وواجبات يتمتع بها في حالة السلم والازدهار ويتحمل العناء في حالة الحرب والازمات، فان حق الحديث عن مسألة الوطن البديل واوضاع الفلسطينيين في الاردن يجب الا يحمل (كلاشيهات) التشكيك والتآمر.
و النقاش حول اوضاع الفلسطينيين في الاردن دائما كان مفتقرا للموضوعية، فالاردنيون يميلون الى اتهام الفلسطينيين بتحميل عبء اقتصادي على كاهل البلد، فيما يجادل الفلسطينيون بان وجودهم يشكل دعما اقتصاديا وتنمويا لبلد كانت عاصمته عبارة عن قرية صغيرة عندما قدموا اليه الا ان حقوقهم لا زالت منقوصة، وهنا فاننا نذكر بالحملة الشعواء التي قادها المحافظون الاردنيون ضد باسم عوض الله ورغم انها حملت شعار المحافظة على (البلد المعروض للبيع) من الليبراليين الجدد الا انها لم تخل من ابعاد سياسية قادها (الراديكاليون الشرق اردنيين) ضد اردني من اصل فلسطيني نال صلاحيات اكثر مما يجب .
مسكونون بعقدة (الديمغرافيا) التي تميل لصالح الاردنيين من اصل فلسطيني ومشبعون بعقدة (التاريخ) الممتد الى احداث ايلول الاسودعام 1970 ما زال الاردنيون متخوفون من فكرة الوطن البديل، ومتمسكون بـ(حق العودة) واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة عن الاحتلال الاسرائيلي او الكونفدرالية الاردنية التي تعني للفلسطينيين مطامع اردنية او بالاصح هاشمية تاريخية في الضفة رغم فك الارتباط، ومحبطون من منسوب حقوقهم المدنية والسياسية فان الفلسطينيين ايضا يرفضون فكرة الوطن البديل.
اذن وان كان الحال كذلك وان كان طرفا المسألة متخوفان منها ويرفضونها هل مازالت الفكرة مطروحة ام لا وان كانت كذلك فمن هم مؤيدوها؟بل قبل ذلك يجدر بنا طرح السؤال : هل فكرة الوطن البديل في الاصل هي حقيقة ام خيال؟
في الحقيقة هي الاثنان معا وهي مثل الاسهم في البورصة ترتفع وتهبط حسب مقتضيات السوق او لنقل حسب الحالة السياسية فيما يحيط بالاردن، هي حقيقة من حيث انها فكرة ازلية بدأت بعد حرب 1967 التي احتلت فيها اسرائيل اراض كانت تابعة للاردن(الضفة الغربية) فبدأ اليمين الاسرائيلي بالتفكير في تهجير من بقي من الفلسطينيين الى الاردن وهي وان كانت غير محفوظة في ملفات يضعها اليمين الاسرائيلي اواليمين الامريكي في ادراجهم الا انها اطروحة يحفظونها عن ظهر قلب في ادمغتهم لا يفتاؤون يلوحون بها كلما لزم الامر. ويدرك الاردن حتى في مستوياته العليا حقيقة الفكرة التي لم يتم الاتفاق الأمريكي الإسرائيلي عليها نهائيا، وإنما هنالك تفاهمات مرحلية حسب المواجهات في الشرق الأوسط الأمريكية للدور المطلوب منها ولها، وهنا يجب التفريق بين الوطن البديل الذي قام و أصبح واقعا و النظام البديل الذي في إدراج الملفات الإسرائيلية والامريكية.
الوطن البديل؟
وهنا اذكر ان كل المكتبات المدرسية في الثمانينات قد عملت على امتلاك كتاب وضعه وزير التربية والتعليم سعيد التل في بداية الثمانينات بعنوان (الوطن البديل .. الفكرة والحل) الذي طبع بدعم من وزارة الثقافة الاردنية وهو امر ما كان ليكون لولا التخوف الرسمي الاردني من الفكرة،كما ان رئيس الوزراء السابق عبد السلام المجالي اعلن صراحة خلال اكثر من محاضرة له عن وجود مثل هذه الافكار في العقلية الاسرائيلية والامريكية.
ومثلما هي حقيقة فان فكرةالوطن البديل تميل للخيال بل اضحت اكثر بالنسبة للحكم الاردني مثل طيف شبح يحاول ازالته من تفكيره وهو ما دعا الملك عبدالله الثاني الى الطلب من السياسيين الى التوقف عن الحديث حولها رغم انه هو من اشار الى الفكرة بشكل غير مباشر قبل شهرين تقريبا ابان الحرب على غزة خلال مقابلة مع "الجزيرة" قال خلالها ان المؤامرة لا زالت تحيط بالاردن وهو السر وراء تهاون الاردن في مسألة المظاهرات ضد حرب غزة لان النظام يدرك ان سقوط حماس يعني الحاق لغزة بمصر تمهيدا لالحاق الضفة الغربية بالاردن كمقدمة للوطن البديل وهو السر الذي دفع الاردن لاجراء حوار مع حماس قبيل حرب غزة وهو الحوار الذي توقف مؤقتا بعد اقالة مدير المخابرات محمد الذهبي .
وهاجس الوطن البديل احاله الى ما يشبه الفزاعة التي ينجر لها السياسيون والصحافيون بـ (انتهازية ) احيانا و بـ (توجيه ) في احيان اخرى ليشكل ازمة ادارة سياسية متخبطة ادت عن سابق اصرار او جهل لتهميش نصف سكان الوطن الجديد للفلسطينيين رغم انصهارهم اقتصاديا وسياسيا وقبل ذلك والاهم اجتماعيا مع وطن التزموا فيه بواجباتهم لكنهم ابدا لم ينالوا حقوق المواطنة الكاملة وظلوا رغم مرور ستين عاما لبعضهم او اربعين عاما لبعضهم الآخر مجرد لاجئين ونازحين.
قبل سنوات وعندما طفح الكيل بعدنان ابو عودة الذي انحاز للدولة الاردنية في مواجهة فوضى ايلول وتحدث عن الحقوق المنقوصة هب (اهل القرية) لنجدة (قطيع الاغنام) من (الذئب) الذي لا حقيقة له الا في خيال (الراعي) فالبسوا ابو عودة قميص الخيانة.
وحيث ان كل الاشياء تبدأ من البدايات فان تربية وطنية حقيقية ومواطنة دائمة وحقيقية وليست بديلة او مؤقتة وحقوق متساوية لكل افراد المجتمع وديمقراطية حقيقية نابعة من ايمان داخلي وليس بهدف التسويق وجلب المساعدات لبلد لا يملك اي شيء هي الضمانة الوحيدة والترس الاقوى لمواجهة الفكرة ولكن عندما يتم اضعاف الاحزاب وتهميش النواب و قمع الصحافة وتوزيع صكوك الغفران بشكل غير متساو فان متاريس الدفاع عن الوطن تتهاوى بنفسها حتى قبل انطلاق ساعة الصفر لملحمة الدفاع عن الوطن.
ان دولة المدنية اليوم لا تقوم على احادية القومية المتشربة بنقاء الدم والملتهبة لوحدها بالوطنية والمواطنة والمحتكرة لقاموس الولاء والانتماء والقابضة على كل الخيرات وانما تقوم حتى ما قبل عصر العولمة على التعددية القومية والدينية والثقافية وان كان الامر يسير كذلك في بلد مثل الولايات المتحدة متعددة الاعراق والديانات والاجناس والحضارات فانه ليمكن ان يسير بسلاسة اسهل بكثير في بلد مثل الاردن وبين شعبين بينهما الدين والعادات والحضارة واللغة بل تقريبا اللهجة نفسها بدون ادنى خوف من احلال او تغيير للخارطة السياسية او الاجتماعية.
معنى الولاء
نعي تماما ان الاردن يجب الا يكون (فندقا لاقامة مؤقتة) بل (بيتا دائما) لمن ارتضوا ان يحملوا جنسيته، ولكن هذا لن يتحقق طالما بقيت حقوقهم منقوصة وطالما بقي بعض المحافظين يشككون في ولائهم، بل انه علينا جميعا الابتعاد عن فكرة تقديم كشف حساب بالولاء والانتماء وعدم تخوين الآخر لمجرد اختلاف الرأي والتعامل مع الاردن على انه وطن للجميع بدون اطماع لان يكون الوطن البديل او مخاوف من ان يكون قد تحول على ارض الواقع كذلك .
وفي الحقيقة فان اعطاء الافضلية للشرق اردنيين في وظائف الجيش والدولة عمق حالة (الكسل والاتكالية) لدى هؤلاء في الوقت الذي اعطى دافعا للفلسطينيين لـ (لابداع والابتكار) ومن هنا نرى ان السيطرة على القطاع الخاص تميل للفلسطينيين بشكل سافر.
ان الأردن (الملكي) يواجه نقاط خلافية في المنطقة، و غياب الاستقرار يجعله معرضا اكثر للمؤامرة، وهو رغم انه شرع سفن ديمقراطيته للعالم الا ان هذا لن يجعله في مأمن من الطموحات الاسرائيلية لا سيما وانه بنفسه من احال نفسه الى وطن بديل على ارض الواقع بقيادة ملكية هاشمية رغم قرار فك الارتباط الذي سعى الملك حسين من خلاله الى دفن مشروع الوطن البديل اردنيا على الاقل، بل ان الملك حسين توقف عن الحديث حول (الكونفدرالية)لان حديثا عن الكونفدرالية في مرحلة ما قبل اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة لهو ترسيخ لفكرة الوطن البديل ومن هنا فانه من حق النظام الملكي أن يدافع عن بقائه ويحرص على استمرار بيته أمام محرك الاحتراق الذي يجبره والعرب المفاوضين على تقديم تنازلات استراتيجية و جغرافية و ايدولوجية و دينية في بوتقة سلام إسرائيلية.
واخيرا بقي القول ان فلسطينيي الاردن يشكلون حالة استثنائية تختلف عن فلسطينيي سورية او لبنان او العراق كما تختلف عن باقي الاصول الموجودة في الاردن مثل الشركس والاكراد والارمن فهم مطلوب منهم ان يكونوا اردنيين اكثر من الاردنيين وفلسطينيين اكثر من فلسطينيي الداخل وهم لا زالوا بنظر الاردنيين مجرد فلسطينيين فقط وبالنسبة لفلسطينيي الداخل هم اردنيون فقط، وان تحويل الاردن لـ (وطن للفلسطينيين) الذين قدموا مع بدايات تأسيس المملكة واعطائهم حقوقهم الكاملة لا يعني بالضرورة تحويل الاردن لـ (وطن الفلسطينيين).
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
طب أنا ك شب أردني من أصل فلسطيني عمري 20 سنة...أردني عشت و ربيت بربوع عمان و كبرت و تربيت ع خيرها و طيبتها و بعرفليش بلد غيرها و إنتمائي إلها عمره ما كان بالنسبة إلي واجب أو فرض لأنه هاذا إشي بحس فيه و ولائي و حبي للأردن أرض و جيش و شعب و قيادة إشي موجود عندي بالفطرة مش لأنه "مطلوب مني" , و بنفس الوقت اسم القرية اللي أنا بالأصل منها بفلسطين محفورة بقلبي مع إني عمري ما عشت فيها و نضال و كفاح الشعب الفلسطيني من أكثر من 100 سنة و لليوم و المآسي اللي تعرضلها بعتبرها جزء من تاريخي و أصلي اللي بتمسك فيه و بفتخر فيه.........ليش هالمعادلة صعبة على كثير من الناس يستوعبوها أو يتقبلوها؟؟؟ و ليش مضطر أبرر موقف الجبهة لشعبية ولّا ياسر عرفات بأحداث أيلول عشان "أثبت إنتمائي" ؟؟؟ و ليش لازم أضل أتحمل نتيجة صفحة سودا بتاريخنا لازم تنطوى بكل أخطائها؟ا!! و ليش دايما ولائي و وطنيتي هي موضع شك مع إنه الأردن فيه من مختلف الأصول و في منهم بنشوف تراثهم فخر و رمز للتعدد بالأردن أما أنا ممكن بكل بساطة واحد جاهل (و هو للأسف مش واحد و ثنين) يسمعني كلمة زي (ملوخياتك و عالجسر) أو (إحنا الحق علينا اللي ما حبسناكم بالمخيمات زي سوريا)... أنا صحيح بضم صوتي لصوتك و بأكد صحة نظريتك أو تحليلك باعتباري مثال حي على اللي بتحكيه , بس كمان أنا بدي أسألك : شو برأيك لازم واحد زيي (يعني نص مكونات الشعب الأردني) يعمل أو يتصرف بهالظروف؟؟ شو مطلوب منه؟؟
المشكلة يا سيد خالد إنه تأثير هاذا الإشي السلبي مش رايح يقتصر بس عالأردنيين من أصل فلسطيني , لأنه أفكار عنصرية زي هيك ممكن تأثر على أهم راسمال و أقوى سلاح عنا بالأردن و هو وحدتنا الوطنية و اللي بدونها ممكن يتحول نسيجنا الاجتماعي لورقة ضغط و قنبلة موقوتة قابلة للإنفجار بأي وقت , فأنا برأيي إنه من دافع حبنا للأردن مش حتى من دافع حب المساواة أو التعايش لازم ندافع عن وحدتنا و نخلي هالتعدد سلاح بإيدنا مش بإيد غيرنا و موجّه علينا.... و شكرا