الامير زيد بن شاكر لم يكن معادياً للفلسطينيين بل كان خائفاً على الاردن


 تناقلت بعض وسائل الاعلام وثيقة صادرة عن السفارة البريطانية في الاردن عام 1982, تدعي بأن الامير المرحوم زيد بن شاكر القائد العام للقوات المسلحة الاردنية آنذاك قد عارض جلالة الملك الحسين بن طلال فيما يخص مسألة ادخال فلسطينيي لبنان الى الاردن بعد اجتياح اسرائيل للبنان عام 1982 , وتدعي كذلك في ان الامير زيد بن شاكر كان متواجداً في بيروت ليلة الاجتياح.

فالحقيقة التي نملكها تؤكد وتشير الى عدم مصداقية الوثيقة لا من ناحية ما دار بين الملك والامير زيد, ولا من ناحية تواجد الامير في لبنان ليلة الاجتياح , فالامير زيد بن شاكر لم يكن معاديا للفلسطينيين كما وصفته الوثيقة الانجليزية, بل أن رفضه لادخال الفلسطينيين كان مصدره الخوف على الاردن من موجة لاجئين قد يتسلل بينهم مقاتلين مطلوبين لاسرائيل الامر الذي يجد لاسرائيل ذريعة لاجتياح الاردن لملاحقتهم.

فلا يعقل ان يوافق الامير زيد او الملك على مكافأة احمد جبريل واعوانه من الذين عاثوا بالاردن فسادا وإفساداً على الدخول للاردن بحجة الانسانية , فهل كان مطلوب من قائد الجيش ان يوافق على ادخال مَن مزق الاردن مرة اخرى الى الاردن وهو قائد ذات الجيش الذي ذاق الامرين في سبيل الخلاص منه ومنهم فيما يعرف بايلول الابيض عام 1970.

فالامير زيد بن شاكر كقائد للجيش كان يدرك خطورة ادخال اللاجئين الفلسطينيين من لبنان , والذين سيكون من بينهم ثوار وقادة مطلوبين لاسرائيل احياء ام امواتا, فاسرائيل كانت جادة بملاحقة الفدائيين الى قلب أي عاصمة يدخلونها, في عملية اسمتها " الصنوبر" او عملية "السلام للجليل", فخشي الامير زيد ان يحدث ذلك فيتم زج الجيش الاردني بحرب لا طائل منها سيكون الاردن هو الخاسر الاكبر فيها واسرائيل هي المستفيدة الكبرى ,خاصة وان قادة اليهود قد هددوا بأن تكون عمان هانوي جديدة اذا استقبل ثوار فتح على ارضه .

فالذي لا يعرفه الغالبية العظمى من العرب الذين انتقدوا الامير زيد بن شاكر على رفضه استقبال فلسطينيي لبنان , هو أن اسرائيل كانت على وشك اجتياح الاردن لو تم استقبال اللاجئين والمقاتلين من لبنان عام 1982 , ذلك الاجتياح الذي كان سيتم كرد فعل عنيف على محاولة منظمة التحرير الفلسطينية اغتيال سفيراسرائيل في المملكة المتحدة " شلومو ارجو" على يد منظمة أبو نضال.

أما ما اوردته الوثيقة من خبر تواجد الامير زيد بن شاكر في بيروت ليلة الاجتياح فقد كان خبراً كاذباً 100% ,لان الامير زيد بن شاكر في 6حزيران 1982 ( ليلة بدء العمليات في بيروت ) كان متواجدا في غرفة العمليات بالقيادة العامة مع معاونيه من هيئة الاركان وكبار الضباط يتابعون الاحداث التي تجري في لبنان, فهل نصدق الوثيقة الانجليزية المخادعة ونكذب جيشنا ؟؟؟.

فالحديث الذي دار بين الامير زيد بن شاكر والملك الحسين بن طلال ليس كما وصفته الوثيقة التي زورت الحديث الذي كان ينصب على ان الملك الحسين لم يوافق على استقبال اللاجئين الفلسطينيين من لبنان كما تؤكد الوثيقة بل اراد ادخال من يحمل الجنسية الاردنية وكانت الجنسية وللاسف مع غالبية الثوار الذي تطاردهم اسرائيل وتم طردهم الاردن بعد احداث ايلول عام 1970 , والامير زيد كان ينظر للموقف من منطلق عسكري بحت , فلا يعقل ان ينظر اليه من منطلق دبلوماسي الذي في الغالب تكون قراراته قرارات مجاملة وخاطئة .

فالموقف بين الملك الحسين والامير زيد بن شاكر لم يكن موقفا رافضا بل كان موقفا توافقيا لحماية الاردن , وان ما تؤكده الوثيقة من أن الملك الحسين يقول عن قائد جيشه انه معاد للفلسطينيين هو كذبة كبرى فالملك الحسين معروف عنه انه لا يتلفظ حتى على الد أعدائه بسوء.

الغريب في الامر ان الاردن دائماً فيما يخص القضية الفلسطينية يكون هو الضحية , فالحقيقة الدامغة تؤكد على ان امريكا عرضت على كل من مصر وسوريا بادخال فلسطينيي لبنان اليهما ,فوافقت سوريا في بادئ الامر على ادخال الفلسطينيين والمقاتلين الى اراضيها من الذين ينتسبون لليسارية بقيادة احمد جبريل ولكن مصر رفضت رفضا قاطعا استقبال أي فلسطيني الى اراضيها , فعادت سوريا ورفضت استقبال الفلسطينيين تحت أي ذريعة.فهل كان مطلوب من الاردن الموافقة على اتخاذ خطوة رفضها غيره لتقصم ظهره اذا ما قررت اسرائيل اجتياح الاردن لمطاردة المقاتلين الفلسطينيين الذين كانو سيدخلون الى الاردن تحت حجة انهم مواطنيين اردنيين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

رحم الله ابا شاكر واسكنه فسيح جنانه, فنحن الاردنيين فقط مَن يقدر مواقف هذا الرجل الداعمة للاردن والمؤيدة لحقوقه السياسية.

وقفة للتأمل: مسكين ايها الاردني فلسان الحال يقول:"أحرام على بلابله الدوح , حلال للطير من كل جنس".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات