لماذا الكنفدرالية الآن؟


 نلاحظ على الساحتين الأردنية والفلسطينية وجود غزل من نوع ما، خصوصا بعد تدويل فلسطين كعضو جديد في المجتمع الدولي، يتمثل في محاولة تدشين اتحاد كنفدرالي بين الدولتين. ولكن المحير هنا ما هو مصير القدس بعد قيام الاتحاد؟ وما هو مصير قطاع غزة وما موقعه من هذا الاتحاد؟ وأين حل الدولتين الذي سمعنا به عبرت سنوات طويلة مضت. وأين الهوية الفلسطينية النضالية عبر مسيرة طويلة قدم خلالها الشعب الفلسطيني ألاف الشهداء والمعتقلين؟ أم أننا ندعم إسرائيل بموقفها الرافض لدولة عربية في فلسطين، أو حتى رفضها التخلي عن القدس أو الأراضي المحتلة لصالح أيا كان ونحن نعلم ذلك وندركه جيدا. متناقضات كثيرة وأسئلة محيرة وطبخة غير ناضجة تعد في المطابخ السياسية لإنتاج اتحاد مع دولة هي الوحيدة في العالم لا تزال تحت الاحتلال في ظل أكاذيب دولية حول الحرية والتحرر وحقوق الإنسان.

لقد تعدد الآراء بين القادة السياسيين في الأردن وفلسطين بين الرافض والمؤيد لمثل هذه الفكرة. أضف إلى ذلك موقف سكان الدولتين من هذا الاتحاد وهل سيتم عمل استفتاء على الفكرة؟ لقد تم الاتحاد بين الدولتين سابقا فقد تمت الوحدة بين الأردن وفلسطين فعليا عام 1950 عندما اجتمع نواب واعيان الأردن وفلسطين، واتفقوا على إعلان الوحدة بين الأردن والضفة الغربية تحت اسم الملكة الأردنية الهاشمية، علما بان دول العالم لم تعترف بهذا الاتحاد ما عدا بريطانيا، وايرلندا، الشمالية، والباكستان. ونخشى من تكرار التجربة في ظل تباين الآراء المحلية والدولية حول الموضوع.

لا يخفى على احد في هذا الجانب صعوبة تطبيق أي وحدة بين الدولتين حاليا إذا تم استثناء قطاع غزة وتهميش المقاومة الفلسطينية وحركة حماس والتي تطالب بحدود فلسطين من البحر إلى النهر. فالمهم هنا السعي نحو توحيد قطاع غزة مع الضفة الغربية وتقريب وجهات النظر في محاولة للقضاء على الفرقة بين الأشقاء في فلسطين أملا ببلوغ دولة فلسطين ووصولها إلى عضوية تامة في المجتمع الدولي والاعتراف بها حتى من إسرائيل نفسها لتتمكن من المضي بقوة إلى تقرير مصيرها بنفسها. إضافة إلى تقدير الجهود التي بذلت من المجتمع الدولي لسنوات طويلة مضت، وحجم التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني عبر تاريخه النضالي الطويل باعتبار أن فلسطين هي الدولة الوحيدة المحتلة لغاية الآن في المجتمع الدولي. ففكرة الاتحاد بين الدولتين لم تنضج بعد وهي بحاجة إلى سنوات طويلة من الإعداد والتمهيد وتذليل العقبات حتى يستطيع الشعب الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها من تقرير مصيره بنفسه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات