الوحدة العربية


لابد للأمة العربية الواحدة أن تتحد مادياً وسياسياً ، وأن تلغى جميع الحدود الإصطناعية فكفى هذه الأمة اليأس والقنوط والتشرذم حيال المؤمرات الدولية التي تمارس اليوم ضدها خاصةً في الشقيقة سوريا دون أي تدخل من الدو ل العربية التي تقف اليوم في صفوف مقاعد الجماهير الغفيرة دون أن يتحرك وجدنها حيال مجازر الأطفال والشيوخ والنساء .

يرى المراقب العام بأن الشعوب العربية تواقة إلى هذا الحُلم العربي في لم الشمل والوحدة الشاملة ولكن تنقصه القيادة ، فجميع الأنظمة العربية الحالية لم تستطيع ولن تستطيع من خلال عقد القمم العربية في الخروج بوحدة حقيقة كونها ذات اجندات متعددة ومختلفة فمنها من هو محكوم إلى المعسكر الشرقي ومنها من هو غربي والجميع ما زال يراهن على اقتسام خيرات الوطن العربي الكبير وقد عبرت تلك السياسات الغير عربية عن تقسيم الوطن بإتفاقيات كثيرة عملت على تجزئة الأمة للتحقيق مبدأ السيادة ، والتفرقة بزرع الشوكة الصهيونية في قلب الأمة بعد انهيار الدولة العثمانية .

لم يسمح السلطان عبدالحميد الثاني بتوفير قطعة من الأرض لليهود على أرض فلسطين العربية برغم الإغراءت المقدمة من الدول الغربية بسداد جميع ديون الدولة العثمانية ومساعدته في بناء حُلم الخليفة في اسطول عسكري بحري ، لم يستطيع الغرب السيطرة على آخر خليفة مسلم في بهارج الدنيا وزينتها وقال الخيلفة لهم (لااستطيع أن اتخلى عن شبرٍ واحد من أرض فلسطين؛ إذ هي ليست ملكًا له، بل لأمته الإسلامية التي قاتلت من أجلها، وروت التربة بدماء أبنائها، كما نصح (هرتزل) بأن يحتفظ اليهود بملايينهم وقال: إذا تجزّأت إمبراطوريتي يومًا ما فإنكم قد تأخذونها بلا ثمن، أمَّا وأنا حيٌّ فإنَّ عمل المِبْضَعِ في بدني لأهون عليَّ من أن أرى فلسطين قد بترت من إمبراطوريتي، وهذا أمر لا يكون).

وكانت بريطانيا تخطط مع القوى الاستعمارية (فرنسا على وجه التحديد، وبإطلاع وموافقة روسيا) على تدويل فلسطين، كما تم في المعاهدة السرية لاقتسام تركة الخلافة العثمانية فيما بين بريطانيا وفرنسا، المعروفة بمعاهدة "سايكس بيكو" والموقعة عام 1916 (معاهدة سايكس بيكو)، حيث نصّت المادة الثالثة منها على ما يلي: "تنشأ إدارة دولية في المنطقة السمراء (فلسطين) يعين شكلها بعد استشارة روسيا بالاتفاق مع بقية الحلفاء وممثلي شريف مكة"، وكانت الغاية الاستعمارية من تأسيس منطقة دولية في فلسطين تكوين قاعدة للدول الغربية الكافرة، وجسر للاستعمار في أهم بقاع الارض استراتيجية من أجل تمزيق دولة الخلافة، وكي يضمنوا عدم عودتها مرة ثانية، بهذه الأفكار الشريرة استطاع الغرب أن يدخل الأمة العربية ويفكك أفكارها ويقمع حريتها ويقومون بتعين قادتها بمساعدة مقرها الاستخباري اسرائيل .

إن ما شهده العالم من ثورات عربية عصفت بأنظمتها التي ثبت لشعوبها بأنها أنظمة فاسدة وخائنة ما هي إلى الخطوة الأولى على الطريق الصحيح في تحقيق الوحدة العربية الشاملة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات