الإعلام الأردني الحلقة الثانية : إمبراطوريات من كرتون .؟


تمثل إنتخابات 2013 حالة إعلامية تستحق أن تقراء بالمزيد من التمعن وفي جانبها التلفزيوني بشقيه الرسمي والخاص ، ويمكن أن تقسم تللك الحالة في الشق الخاص إلى ثلاثة أقسام يأتي القسم الأول تحت مسمى فضائيات إعلامية خاصة تتمثل بثلاثة محطات فضائية تقوم هذه المحطات بالتسويق الاعلامي السياسي لأشخاص محددين بعينهم قاموا بالترشح إما على نظام الفرد أو القائمة ، وتجد هؤلاء الاشخاص يتم حجز لهم مساحات بث مفتوحة وغير محددة ، وكذلك تكون حملاتهم الاعلانية مصورة من أرض المعركة الانتخابية ( مقرات قوائم أو خيم إنتخابية أو لقاءات وندوات ) ، ولايتم إستخدام الصورة الثابته لهم كما تستخدم لبقية المرشحين خارج هذه الحالة ويتم القيام بعرض صورهم بشكل يتشابه مع صورة الزعيم السياسي في فترة السبعينات والثمانينيات من القرن الماضي ( يرفعون على الأكتاف أو يحيط بهم ناس كثر ) ، وهنا تجمتع قوة المال مع الاعلام لتحقيق منصب سياسي يشبه الحالة الايطالية ( برلسكوني ) مع التحفظ على المنهج والاسلوب المتبع ؟ .
والحالة الثانية قنوات فضائية خاصة أصحابها ليس لهم مطامح سياسية بل لهم هدف واحد وهو تحقيق مردود مالي مرتفع من خلال تعاملهم مع الانتخابات بأنها موسم سياسي لابد من تحقيق أعلى الايرادات به ، وهم هنا يقومون بالاكتفاء بإعطاء المرشجين ربع شاشة تلفزيون أو جزء من الشريط الاخباري الاعلاني بأسفل الشاشة ، ولكل جزء قيمته الاعلانية ، وهذا النوع من الفضائيات يزيد عدده عن خمسة محطات فضائية .
والحالة الثالثة هي قنوات فضائية أردنية ليست معنية بالحملات الاعلامية للمرشحين ولكنها تشارك الدولة بالتسويق للإنتخابات كمرحلة مهمة نحو الاصلاح ، وهي هنا محطات فضائية تتمثل بنظام مؤسساتي وإداري متكامل وهي لاتتجاوز من حيث العدد أثنتان فقط ، وتقوم هذه المحطات بفتح ابواب الحوار والنقاش بين طرفي المعادلة السياسية في البلد ( الإخوان والحكومة ) من خلال برامج حوارية تعلن عنها مسبقا بوسائل الاعلامية أخرى ، ويمكن القول أن هناك نسبة متابعة جيدة لهذه القنوات والبرامج التي تبثها .
والشق الأخر والمتمثل في الاعلام التلفزيوني الرسمي ( التلفزيون الأردني ) فهو لم يخرج عن اسلوبه التقليدي بالترويج للإنتخابات من خلال مجموعة من البرامج منها التوضيحية والنقاشية وبهدف تحييد هذا المؤسسة عن معركة أطراف العملية الترشيحية للإنتخابات ، ويقوم هذا الجهاز بالاعلان عن قوائم ومرشحين مقابل أجر مالي يعرف الكثيرين أن ليس الجميع قادر على تحقيق شروطه المالية ، وبالتالي تقتصر هذه الاعلانات على ما سمي برجوازية القوائم الانتخابية التي خرجت أصلا من رحم الدولة الأردنية .
وخلاصة هذه المشهد الاعلامي الأردني أننا في بداية الطريق لتحقيق حالة إعلامية سياسية وإن كانت تحبو ولكنها تستحق أن تذكر وتوثق ولانريدها مجرد إمبراطوريات إعلاميه ولكنها من كرتون ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات