إعلان على شريط الأخبار في إحدى الفضائيات الأردنية يقول .. كيا سيفيا 97 حرة ...قصعة شنكل .. أربعه جيد .. هاتف ...... ، ويليه مجموعة من الإعلانات عن بقية ما يرغب ببيعه المواطن الأردني ؟ .
هذه هي ثقافة المحتوى الإعلامي لبعض الفضائيات الأردنية التي تتمثل بربع شاشة فيديو ( كليبات ، إعلانات ، ونساء ورجال يجربون كل أدوات التجميل والتنظيف ) وما تبقى من الشاشة ثلاثة أرباعها مقسم على التالي : الربع الأول لوحات إعلانية لمرشحين لا تختلف عن صورهم في الشوارع وهذه فلسفة محلل إعلامي جهبذ قال أن علينا أن لا نجعل المشاهد ينسى صورة المرشح التي في الشارع أو على عامود الكهرباء أو جسر المشاة أة التي سقطت على رصيف أو تعلقت على عامود بالمقلوب لانقطاع السلك ، ومن هنا جاء التشابه بالصور ، والربع الثاني وقيمته الإعلانية أقل من الربع الأول لأنه يأخذ زاوية اليمين من الشاشة لنفس وجوه المرشحين ، والربع الرابع هو الشريط الإخباري والإعلاني أسفل الشاشة ويكون مستطيل ويتمثل بشريطين أحدهما يحتوي رسائل قصيرة تأيد للمرشح فلان ، والثاني للإعلانات التجارية من مثل السيارة الكيا سيفيا .
مشهد إعلامي يستحق أن يقرا ويحلل ، ويوجه سؤال مباشرة لكل ذي علاقة بالأمر بدءاً بهيئة الإعلام المرئي والمسموع ، وانتهاء بأساتذة الإعلام في الجامعات الأردنية فقط من أجل أن يصلوا إلى مفهوم لهذا النوع من الإعلام التلفزيوني الأردني ؟ .
وفي نفس الوقت علينا أن لا ننسى أن هناك إعلام أردني خاص ( تلفزيوني ) يستحق أن يقال عنه أنه أسس لمرحلة حرفية ومهنية ومؤسساتية في تاريخ الإعلام التلفزيوني الأردني الخاص ، ولكن دائما ما يقال أن الخير يخص والشر يعم ، ونحن نتحدث عن وسيلة إعلامية تتخطى الحدود الجغرافية للبلد ومشاهديها بالملايين والصورة التي تبرزها تمثل بداية التشكيل للصورة الذهنية عند الآخرين عن هذا البلد أو ذاك ، ورحمة بإعلامنا الأردني الخاص علينا أن نضع مجموعة من القيود والشروط التي لابد من توفرها لكل من يريد أن يؤسس لمؤسسة إعلامية تلفزيونية ويقال أنها أردنية .