غمّاز على اليمين والاتجاه الى اليسار ..


قيل إبان الحرب البارده كان هنالك اجتماعاً ما بين زعماء الرأسماليه والشيوعيه ومن في فلكهما,, واثناء مسير مواكب القاده سأل سائق بريجنيف الرئيس عند وصولهم الى مفترق طرق أين نذهب اجابه بعصبيه نحن شيوعيون اذهب يساراً ففعل,,وعند وصول سيارة الرئيس الامريكي في حينه الى نفس المفترق سأله السائق الى اين اذهب أجابه ببشاشة وجه نحن رأسماليون اذهب الى اليمين,, وحين وصل موكب الرئيس الروماني تشاوشيسكو الى نفس المفترق سأله السائق الى أين توفارش(الرفيق) قال له أعطي غماز على اليسار واذهب الى اليمين..

الدوله الاردنيه اليوم كما تشاوشيسكو في حينه هي أقرب لليسار منها لليمين على اعتبار ان الفعل هو نكايةً بالاسلاميين لمقاطعتهم الانتخابات, فرسالة الملك تحوي برامج اصلاحيه ودعوه للحوار خدمة لاستقرار الوطن وبما يؤسس لنهج سياسي اكثر انفتاحاً على مكونات الشارع السياسيه , لكن منذ تأسيس الأماره والوطن يمر في منعطفات وأزمات هددت وجوده وهددت استمرارية نظام الحكم فيه لكن كل تلك التجارب لم يبنى عليها للحيلوله من الوقوع في شرك ما يحاك للوطن والنظام على حد سواء, فغربنا لا يؤمن جانبهم طالما تحدثوا وأعلنوا مراراً وتكراراً من ان الاردن هو البديل لقيام الدوله الفلسطينيه وما زلنا نحاورهم ونسمع لهم,,وجوارنا شمالاً نظاماً طالما يتشبث باستمراريته لن يألوا جهداً لتصدير عدم استقراره الينا..وشرقنا وجنوبنا لكن كل ذلك لا يؤثر ان كانت الجبهة الوطنيه أكثر تماسكاً وهنا مربط الفرس الذي يغفله النظام وتحاول الدوله التملص من استحقاقاته..

اليسار الاردني حديث التجربه وليس له في النفير ولا يُبنى على تجاربه استمرارية العطاء او حتى ديمومة الاستقرار, من هنا كان من المفروض قبل البدء بأي اصلاح سياسي حتى لو تم تغيير كامل الدستور فلن ينفع, مربع الفساد يشل كل حراك باتجاه الاصلاح حتى لو تبنى رأس الدوله المبادره بشكل شخصي, فهنالك كما ذكرر مراراً قوى الشد العكسي والتي لن تتقوقع وترى في استمرارية وجودها وضع العصي في دواليب الاصلاح بغض النظر عن مسمياتها واللجان التي طالما شُكلت وكان مصيرها الادراج يحيط بها الغبار لعدم امكانية تطبيق ما جاء فيها من نصح وارشاد..

الفساد هي البذره الأكثر صموداً بوجه عاتيات الزمان وهي التي أثمرت حنضلاً في حلوق الاردنيين برغم كل المسوغات وكل المُحليات ,,ما على الدوله قبل التفكير في اي نهج اصلاحي سوى اجتثاث الفساد وايلاء القضاء التحقيق مع جميعهم ليثبتوا ان حر مالهم حلال جاؤوا به من ارث او عمل مشروع, ومن لم يستطع فغياهب السجون في انتظاره..من بعد ذلك مرحباً بكل فكر اصلاحي يصب في مصلحة الوطن للنهوض بالوطن وانتشاله من الظلام الذي يتهددنا جميعاً لا سمح الله..ودمتم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات