صراع انتخابات ام صراع طبقي


ان اختزال المشهد الاردني الراهن في مجرد الصراع على الانتخابات وتداول السلطه وتسخير الآلة الاعلامية لهذه الغاية هو اخفاء لحقيقة الصراع الحقيقي الذي يدور وهو صراع مصالح طبقية , بين من يستأثرون بكل شئ , السلطه , والثروه , و من يُسلبون كل شئ , والحراكات الاجتماعية باتت تهدد مصالح الطغمة الحاكمه , وهذا الصراع سيؤدي الى فرز حقيقي للقوى التي تقف مع الجماهير , والقوى المعادية لها . 

ان استمرار الصراع سيزيل كل المساحيق عن القوى الليبراليه والاسلامويه التي تقف ضد مصالح الجماهير وتسعى لاجهاضها .
كما ان الصراع ايضا في حقيقته صراع استقلال وطني واسترداد الارادة السياسيه فالاردن يرزح منذ تأسيس الدولة الاردنيه وبحكم دوره الوظيفي تحت الانتداب الاميركي وارث سايكس بيكو , والارادة السياسية الاردنية بالضروره هي ملك للامبريالية وادواتها صندوق النقد والبنك الدوليين الذين يحكمون قبضتهم على القرار السياسي والاقتصادي ومجمل الارادة الاردنيه .
والانتخابات التي يسعى النظام الى اجرائها بقصد ارساء الديمقراطية البرجوازية الليبرالية هي في حقيقة الامر : كفالة الحريات السياسية للطبقة الحاكمة والمستغله ( بكسر الغين ) فقط وتداول السلطة بينها . واستمرار نهب الوطن واداء الدور الوظيفي للامبريالية الاميركيه .
والديمقراطية المنشودة هي التي تستهدف توفير الحرية للاغلبية الاردنية الساحقة المضطهده من المسحوقين والمهمشين والعمال والفلاحين وصغار الكسبه وضمان مشاركتهم في ادارة الدولة والمجتمع وتوفير الحقوق الاجتماعية والاقتصاديه من سكن وتعليم وصحه وعمل الخ , بحيث تتخطى الحدود الضيقة للديمقراطية الليبرالية البرجوازية مع ادراج بعض مكوناتها كالحقوق والحريات السياسية وحقوق الانسان .
لكن السعي لارساء الديمقراطية المنشودة دون الحصول على الاستقلال الوطني واسترداد الارادة السياسيه وهو مجردتضليل وشراء للوقت من قبل الطغمة التي تختطف السلطة وتتقاسم الثروة والمكاسب فيما بينها , وتكريس تبعيتها ودورها الوظيفي في خدمة المشروع الامبريالي الذي يهدف للحيلولة دون ارساء الديمقراطية الشعبية الحقيقه التي تستهدف بناء الاردن المنتج المزدهر .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات