أمضيت يومي برفقة احمد حسن الزعبي


لم أكن قبل الاشتراك بخدمة الانترنت أشتري جريدة الرأي إلا لأقرأ مقالة ذاك الرجل(أحمد حسن الزعبي) ثم أتخلص منها على الفور (أي الجريدة) ,ولكن بعد النت أصبحت لا أشتري الرأي أبداً .

هذا الرجل قرأت فكره وأسلوبه تماماً حتى بتُّ لا أتكلم الا كما يتكلم هو ولا أتصرف الا مثلما يتصرف هو حتى لو لم ألتق به.

دارت الأيام والزعبي في مقالاته حاضراً معي حتى جاءت فرصة للقائه شخصياً يوم توقيع كتاب نزف منفرد, فذهبت الى عمان راجياً لقاءه أولاً وأن يلبي دعوتي للقاء في المنتدى الذي أتشرف برئاسته ثانياً ليلقي على مسامع محبيه العجلونيين ما تجود به القريحة, ويوم التوقيع للكتاب لو رأيتم تزاحم الناس على احمد الحسن لدرجة لا تستطيع ان تتكلم معه أو يتنفس هو لأن الجميع يمنع الهواء عنه لكثرة احاطتهم به .

حصلت على هاتفه وكأنني حصلت على شيء أتمناه من سنين ,هاتفته ,دعوته ,قبل بالدعوة وشكر حضوري لعمان,يا ليتكم سمعتم كيفية لقاءه وكيفية سعادته بمن يحبه , فهذا الرجل ابن بلد صح , وبينحب صح , وصوته ينثر الدفء في برد كانون , ويدغدغ الملمس تماماً كما هو المخمل الأصلي.

جاء الأربعاء الأبيض , وصل احمد الحسن الزعبي الى قاعة درة الجبل (مكان انعقاد جلسته الأدبية) قبلي ,موعدنا كان الثانية ظهراً وانا لا زلت أتباطأ الوقت لأن الساعة لا زالت الواحدة والثلث وأتجهز على مهل لأنني واثق من وصولي قبله,فجأةً رنّ الهاتف وإذ باحمد حسن يتصل ,رددت بلهفة :(وين صرت لا تكون ضيعت الطريق)قال(عمرك شفت الضيف بيوصل قبل المعزب) وصل الزعبي القاعة قبل الموعد وقبل الجميع ,سارعت باللباس والركض نحو القاعة , دخلت فإذ به يجلس على إحدى طاولات القاعة لوحده ,وفي الزاوية المقابلة مجموعة من المدعوات وصلن ايضا قبل الموعد ليشاهدن ويسمعن الكاتب الزعبي ,بعد العناق دعوته للصعود للطابق العلوي حيث المكتب ونعود بعد تجمع الناس في تمام الثانية ,سلّمت على الجالسات وشكرتهن لحضورهن ,وصعدنا ,هناك فوق اكتشفت انني لشدة فرحي بوصول الكاتب الذي كنت اشتري الجريدة لأجله أنني لم أُتم لبسي على التمام وأن سحاب البنطال والحزام مش مسكرين فقلت له شوف من لهفتي مش مكمل لبس ,وتذكرت انني سلمت على فتيات وانا بهذه الهيئة فهل لاحظن ذلك ؟وإن كنَّ قد لاحظن فما الذي فسرنه ؟الله يستر.

بعد تناوب صعود المعجبين لأداء التحية على الضيف الكبير وانا بجانبه طوال الوقت وأخذ الصور وتبادل أطراف الحديث والحكي عن خصوصيات وأسرار جاء هاتف من إحدى الأخوات كانت تريد اجراء عقد زواج لنفسها لكنني (زحلقت موضوعها) لان اوراقها واوراق عريسها الختيار ايضا ليست جاهزة بعد وإذ بها تدعوني لأجري عقد الزواج وتعدني بإحضار الاوراق في اليوم التالي فقلت لها لا استطيع لان لدي ضيفا كبيرا الآن فقالت على الفور (خليه ييجي معك يشهد لانه ناقصنا شاهد ) تملصت منها واخبرتها للغد ,اخبرت الزعبي بالموضوع فضحك وقال (أنا مستعد أشهد ونؤجل الفعالية ربع ساعة ونمشيها)وحقيقة من كل عقله الرجل بيحكي لانه شعر بلهفتها لاجراء العقد "خايفه يطير العريس".

حان وقت الثانية ظهراً فهبطنا للقاعة الرئيسية واستقبله الجمهور الكبير بحب وود وتفاؤل بما سيسمعون,لم يخذلهم الزعبي فقد أدى يوماً رائعاً كما هو متوقع منه بل واكثر ,وتناثرت الورود من كلماته والعطور من عبراته ,وقابلها تناثر ضحكات الحاضرين وسعادتهم.

انتهت الفعالية على مايرام وانا ايضا بجانبه طوال الوقت ,انتقلنا بعد ان اخذ الحاضرون جميعهم صوراً للذكرى مع المفضل الاول لديهم احمد الحسن وحياه الناس ,انتقلنا الى مكان آخر (وايضا انا بجانبه ) بالسيارة وأذكر أن اتصالاً من بين عشرات الاتصالات جاءته ونحن على الطريق من سلامه الدرعاوي كان هاماً .

نزلنا مكان جلستنا التي اخترناها ومعنا فريق رائع من الشباب ,بعد تبادل الحديث حول كل ما يحدث على الساحة سياسيا واجتماعيا وخلافه (وأنا بجانبه ملزق تلزيق طبعا) وفخور بجيرته الرائعة في كل المقاعد التي جلسنا عليها من الظهر ولغاية ما بعد الغروب وتخللها صلاة الزعبي (لاحظوا الزعبي يا اخوان يصلي فالله يحب هذا الرجل فحبب خلقه فيه),هنا جاءني اتصال من التي تريد اجراء العقد تلك وهي تبكي(يا شيخ لو كتبت الكتاب كان ما صار اللي صار ) شو صار يا حجة فقالت :ابو فلان لما راح يجيب الاوراق اللي طلبتها وهوه طالع من المحكمة دعسته سيارة /هون طار العريس وصرنا بدنا نضحك ولّا نبكي مش عارفين لكن لامتني كثيرا وأغلقت الهاتف, وقال حينها الزعبي لو رحنا شهدنا كان كسبنا فيها اجر.

عندما حان وقت المغادرة كان قلبي يتفطر في الحقيقة كيف يتنهي الوقت الجميل بسرعة ؟! ست ساعات كاملة امضيتها بجانب الرجل شعرت وكانها ست دقائق لجمال الوقت والرفقة, ركب سيارته وغادر بعد ان احتضنته حِضنة المعجبين برجل لا يشبهه احد, تحركت سيارته ,بقيت اراقب طيف سيارته في ظلمة الليل حتى غاب بياض لونها عن ناظري في سواد العتمة وابتعد عني الزعبي حينها في الجسد لكنه اقترب اكثر واكثر في الروح ومن القلب.

بعد أن مضت ساعة على الوداع واكثر هاتفته لأطمئن عليه فطمئنني انه وصل الرمثا بالسلامة ,وشكرته والدتي على الهاتف ودعت له بالتوفيق واخبرته بأنها تشاهد وتتابع كل اخباره وتتابع على الخصوص سكيتشات (منع في الصين) التي أجعلها انا تتابعها واتفقا عليّ من خلال المكالمة ان يزوجوني ويبحثوا لي عن عروس كوني عزابي للآن وانه حان وقتي على يديهما.

في كل لحظة وكل كلمة وكل حركة وكل نَفَس وكل ما يصدر عن هذا الرجل لا تملك امامه الا ان تزداد عشقا وحبا لهذا الرجل ,هذا الرجل الذي لا يتكلم الا بآلامكم ,ولا يشعر الا بها,ولا ينبض قلبه الا بآمالكم , ولا يدور في دماغه الا همومكم واحزانكم,لذا يحق لكم ان تعشقوا احمد حسن الزعبي لانه يعشقكم وتعشعشون في ضميره ووجدانه وعقله وفكره.

اشكرك ابا عبد الله على تلبية الدعوة وأحييك على التواضع الجم وعلى النهج الحر الذي تحافظ عليه .

اسمحلي أن أحييك وان انحني انحناءة كبيرة امام قامتك الشامخة.


(( بالنسبة للعرسان : ثاني يوم يا ابو عبد الله كتبنا كتابهم وتمموا اوراقهم والحادث مع العريس كان ضربة خفيفة على اسفل السيقان يعني من تحت الركبة شوية شخوط أما من فوق الركب فاطمئن فقد بلغنا ان الوضع تمام))



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات