الكونفدرالية مخطط صهيوني لتخريب الاردن ودثر القضية


لا ادري لماذا كلما اوشك الاردن على جمع اشلائه المبعثرة , كلما ارتفعت الاصوات المنادية بإيجاد الصيغ السياسية لحل القضية الفلسطينية , ولعل اخطرها على الاطلاق تلك التي طلّ علينا بها رئيس السلطة الوطنية الاردني الجنسية محمود عباس حين طالب بحل السلطة الوطنية الفلسطينية وتسليم مفاتيحها لنتنياهو , ذلك التصريح الخطير الذي يحمل خطورة تفوق عشرات المرات من الكونفدرالية التي يطالب بها البعض. فهل يجوز لدولة غير مستقلة ولا تتحكم بكامل حقوقها السيايادية ان تطالب بكونفدرالية مع دولة يتربص بها الشقيق قبل العدو؟.
ما يجري حولنا من مؤامرات خبيثة المقاصد ستجبر الشعب الاردني على التخلص الفوري من طيبته التي لطالما استغلها العدو قبل الشقيق لتمزيق اواصره والعبث بسيادة وطنه ووالتخلص من مقدراته والعزف على لحن التخريب المتعمد لمؤسساته والتدمير الممنهج لنسيج الاردن الاجتماعي العشائري الطاهر.
نعم لم تعد الطيبة الاردنية مسموحة ومقبولة اذا ما اردنا الحفاظ على اردنة الاردن ومنعه من التلاشي او زجه بأحداث قد تأكل الاخضر واليابس لا قدر الله , والغريب في الامر أن من ينادي بتخريب الاردن هم ثلة من اعضاء منظمة التحرير الفلسطينية يحملون الجنسية الاردنية , فهل أدركت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية عبثية مسارها السياسي لعشرات السنين, وعجزها عن تحقيق اقامة دولة فلسطينية مستقلة من خلال المفاوضات، لتلجأ إلى فكرة الترويج للكونفدرالية مع الأردن؟ , وهل وصلت القيادة السياسية للشعب الفلسطيني الى استحالة قيام دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة على أرض فلسطين التاريخية عام 1967 وغزة.
إن الحقيقة الدامغة المستوحاة من الواقع الميداني للقضية الفلسطينية والمستنخلة من الفكر السياسي للمال العربي الساعي الى رضا وإرضاء الصهاينة , تقول وتشير الى ان فلسطين لن تكون دولة على المدى القريب لخمسين سنة قادمة, وإن اقيم هيكل دولة لفلسطين فستكون معلقة أمنياً من خاصرها، وسيتنفس اقتصادها صناعياً بواسطة الاجهزة الاسرائيلية، ولن تستطيع أن تمارس بعض حقوقها السيادية دون أن يغسل قادتها وجوههم كل صباح برضا الصهاينة, فالحديث عن دولة فلسطينية مستقلة يمثل مهزلة سياسية على الاردنيين التنبه لها اذا ما ارادوا المحافظة على الاردن من تبعات الخراب والضياع؟.
نعم لا نريد الانجرار وراء شعارات وهمية وان ظهرت لنا على انها براقة وجميلة الالوان , لاننا ندرك بأن الوطن المعنوي للفلسطينيين لم يكن في الفكر الصهيوني يوما ما إلا وهما وهو ما على قادة فلسطين ادراكه جيداً ً، إيماناً منهم بأن الوطن كالزوجة، لا يمكن أن يكون إفتراضياً، فالخلوة الشرعية معها لا تحتاج لتدخلات خارجية, فالوطن أرض وشعب ونفوذ وسيادة كاملة, فأين فلسطين الحبيبة من هذا كله؟.
فمن يظن ان عباس صادق في مساعيه بتسليم مفاتيح السلطة لنتنياهو واهم جداً , لانه لا يستطيع التنكر لماضٍ قاتل من اجله للوصول اليه بأي ثمن ، فهو واحد من العديد من الشخصيات الفلسطينية التي تورثت ابو عمار يرحمه الله مقتنعا 100% بمواقفه من التفاوض مع اليهود، وما الكونفدرالية التي تطل برأسها علينا كلما تلاشى جسدها بالكامل ما هي الى الدواء الذي سيحدث تشنجات للاردنيين حال تناوله .
فالانتخابات الاسرائيلية اوشكت على الانتهاء , ولا ندري من هو القادم الذي سيقوم بعملية المفاوضات حول الدولة الفلسطينية , وعلينا ان ننتبه جيداً ان وضع فلسطين بصفة دولة مراقب في الامم المتحدة لا يعني ان فلسطين باتت تمتلك صلاحيات مطلقة لممارسة حقوقها السيادية كدولة على الارض, وما الكونفدرالية التي يطالب بها البعض الا تهرباً من الواقع الاليم التي تعيشه السلطة الوطنية على الارض الفلسطينية لشعورها بأن هناك من ينافسها سياسياً على قيادة الشعب الفلسطيني عبر بوابة حماس , لذلك لم تجد امامها من مخرج لعدم تحقيق المصالحة معها إلا بطرح الكونفدرالية لادراكها ان حماس لا يمكن ان تقبل بهذا الطرح نهائياً.
فالوطنية الاردنية الصادقة والخوف الفلسطيني على فلسطين من الضياع, يتطلب وأد فكرة الكونفدرالية نهائياً لانها تمثل بالمقام الاول دليل عجز سياسي لقادة الشعب الفلسطيني عن تحقيق رؤى وتطلعات وآمال الشعب الفلسطيني برؤية دولتهم واقفة على اقدامها في المحافل الدولية.
كفانا مهاترات ومراهقات سياسية , ففي الوقت الذي يتغنى به بعض المفكرين الصهاينة باعتبار ان لنهر الاردن ضفتان , الاولى بحوزتهم ولن يتخلوا عنها والاخرى سيقيمون عليها وطناً للفلسطينيين قبل احتلالها بحجة مقاومتهم .
وقفة للتأمل : المجد والخلود لوصفي التل القائل: " الاردن ولد في النار , لم ولن يحترق".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات