الحالة السياسية في الاردن


إن الوضع السياسي في المملكة الأردنية الهاشمية محير وغريب بعض الشيء فقد أفرزت التجارب السياسية الأردنية مجتمع ينهل من كل طيف جزء، وخليط من الأفكار التي جعلت الحياة السياسية منصهرة في بوتقة فكر التبعية للسياسات الغير واضحة، خصوصا ونحن مقبلون على انتخابات نيابية يمكن ان تشكل بداية ترسيخ الديمقراطية في ظل انقسام واضح بين من يريد ومن لا يريد، وقوائم انتخابية بعضها لا نعرف لها برنامج أو رؤية معينة، ونحن في ظل تلك الأزمة بحاجة إلى خلفية فكرية واعية تتشكل من تكاتف النخبة المثقفة الواعية سياسيا لتحديد أبعاد القرار السياسي والرأي العام في الدولة ضمن إطار جدية القرارات واستقلالية النهج واحترام تعدد الآراء. إضافة إلى تقبل التعددية في إطار وحدة المفاهيم والتاريخ المشترك والعادات والتقاليد السائدة. والتفاعل مع التجربة الإنسانية السياسية ولكن في ضوء الوعي بالواقع السياسي الأردني وما تحتاج إليه الساحة الأردنية و يناسبها من ثقافة سياسية لتتبناها والابتعاد عن الثقافات السياسية المستوردة، والتي لا تتناسب وواقع المجتمع الأردني.
فتركز السلطة والأموال في الأردن ضمن فئة بعينها وحرمان بقية الشعب منها خلق ما يسمى بالحقد الطبقي ما بين الفقراء والأغنياء، وذا ما رافق ذلك التحول نحو سياسات المصالح الشخصية وتشتت العلاقة ما بين السلطة والطبقة المثقفة في الدولة، إذا لم تكن من فئة الساسة الوارثين أو الأغنياء المستعبدين للغير، في زمن إلا رقيق سوى الطبقية. ومما زاد الأمر سوء ازدياد فجوة الفكر وقلة إمكاناته وقدراته البنائية للإنسان والمكان، وانتشار فكرة المال السياسي قي الانتخابات النيابية.
إن الأزمات السياسية والتي أصبحت هذه الأيام مادة متداولة بين مختلف التيارات السياسية، قد ساهمت في إيجاد المزيد من الأزمات ما بين الساسة والمثقفين في المجتمع الأردني وحجة علينا أمام الدول الأخرى، بالمقابل يرى بعض النشطاء في مجال الفكر السياسي الأردني انه بحاجة ماسة لصياغة نص واضح للخطاب الرسمي الأردني، والذي يعبر عن إرادتهم حيث أن الخلل هو في العلاقات الأردنية الأردنية، مما أوجد زاوية ضيقة في التأثير الأردني في إيجاد نقطة بداية للواقع السياسي الراهن، في ظل وجود الصراعات داخل الدولة الواحدة خصوصا بين الشمال والجنوب أو أردني أو فلسطيني.
ولا شك بان الثقافة السياسية في الأردن بحاجة إلى قناعات طويلة الأجل تتولد لدى الفرد من خلال الخبرة التراكمية وذلك لأن الثقافة السياسية لأي مجتمع ما هي إلا جزء من الثقافة العامة لذلك المجتمع، فهي تختلف بين مجتمع وآخر كما تختلف من فرد لآخر داخل المجتمع. حمى الله الوطن وقائد الوطن.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات