" تزوير التاريخ جريمة العصر "


كنا قديما نسمع عن كلمة التزوير ، فكان يذهب بنا الخيال والتفكر إلى بعض الأبطال الذين يستطيعون حل هذه الألغاز التي كانت بنظرنا ألغاز لا يستطيع حلها إلا الأذكياء والعباقرة في القصص ، ومرت السنون حتى شاهدنا وسمعنا عن أنواع التزوير ، من تزوير الأموال والمستندات والتواقيع وغيرها الكثير الكثير .

ومعلوم أن للتزوير أركان في كثير من القوانين العربية وهي " العلم المشروط توافره مبدئياً لتحقق الركن الأدبي لجريمة التزوير، والذي يتطلب فيه الإحاطة بجميع أركان الجريمة يكفي فيه في بعض الأحوال أن يكون علماً فرضياً، وبخاصة فيما يتعلق بالإحاطة بركن الضرر "

فالتزوير إذاً هو في القانون : تحريف مفتعل للحقيقة في الوقائع والبيانات التي يراد اثباتها بصك او مخطوط يحتج بها او يمكن ان ينم عنه ضرر مادي او معنوي او اجتماعي.

فعلم التزوير وما يحيط به علم كبير وعظيم ، يحتاج إلى اختصاصيين للكلام عنه وبيان جميع جوانبه وأركانه ،
ولكن أن نسمع عن تزوير التاريخ فهذا جديد علينا وعلى عقولنا ومسامعنا ، قد تكون موجودة ولكن لندرتها تكاد تنسى أو تهمش من الجميع . وهذا الذي حصل في هذا الزمان ، عندما يأتي رجل كبير في العمر ومعروف بين الناس ويزور تاريخ بلد معروفة بصفائها ونقائها ووضوح تعاملها فهذه هي الجريمة ، هذه هي " جريمة العصر "

نعم هذا الذي حدث من الـ " هيكل " عندما زور تاريخ الأردن وادعى أنه يعلم وهو لا يعلم ، فكل القوانين تجرّم صاحب التزوير ، حيث قال نقيب المحامين في الأردن الندوة التي دعا إليها مركز الحقيقة قال : كنا نسمع عن تزوير التاريخ فهو أمر جلل وخطير فالتاريخ من المجالات التي يكثر بها التزوير وخاصة بعد رحيل صانعيه وتعتبر جريمة تزوير التاريخ وقلب الحقائق والواقع من اشد جرائم التزوير خطورة لأنه لا يستهدف فردا وإنما يهدف إلى خداع امة بآكامها وتشويه للحقائق وتضليل للأجيال.

لا يجوز ان يزور التاريخ فالتاريخ أغلى ما تملكه الشعوب وتحريف التاريخ جريمة تزوير بكل ما تحمله الكلمة من معنى بل أقول ان هذا الفعل ليس مجرد جريمة داخلية أو إقليمية وإنما يرتقي في نظر الأردنيين إلى جريمة دولية لا تقل عن الجرائم التي تقع ضد الإنسانية .

وقال قبل ذلك : ان التزوير من أقدم الجرائم في التاريخ على مر العصور ، لافتا إلى تفنن المزورين الذين أبدعوا في التزوير حتى يصبح من الصعب أحيانا على غير المختص ان يعرف الفرق بين ما هو صحيح وبين ما هو مزور.

وذكر الحكم في السؤال الذى طرح نفسه إن كان تزوير التاريخ جرما يعاقب عليه أم لا قال : م انه جريمة تزوير بحق التاريخ بل اشد ايلاما وضررا على المجتمع من جرائم التزوير التقليدية المعروفة عند رجال الفقه والقانون، مضيفا ان التزوير جريمة قديمة يصبح فيها التفريق بين المزور والحقيقي امرا صعبا، وان تزوير التاريخ من جرائم التزوير خاصة بعد رحيل صانعيه لانه لا يستهدف فردا او مجموعة وانما يستهدف خداع امة بكاملها ويشوه الحقائق للاجيال .
لكن للاسف فإن الـ " هيكل " لم يعي ذلك ولم ينظر بمنظار الفطنة التي لا بدّ أن تكون عند كل كاتب او صحفي ، فكان كلامه مردودا عليه حيث اصبح مزوراً في نظر التاريخ .
ولا بدّ أن تكون للمحكمة شهود ، فكان له ذلك حيث جاء الصديق و الأخ المقدم المتقاعد وشهد بشهادة هي الصادقة من التاريخ في نفس الندوة حيث قال : ي أوائل 1980 كنت في معية جلالة المغفور له الحسين بن طلال، وكان السكن في فندق (كلاردجس ) في العاصمة البريطانية لندن، تبلغت في صباح احد الأيام من قبل قائد الحرس ومن قبل التشريفات الملكية بان استقبل ضيف قادم الساعة العاشرة والنصف لمقابلة جلالة سيدنا، والضيف كان محمد حسنين هيكل، نزلت من الطابق الثاني إلى "الرسبشن" لمرافقة الضيف إلى صالة الاستقبال، وبعد خمس دقائق وصل الضيف وتقدمت له وسألته الأستاذ محمد حسنين؟.. فقال "ايوه" يا أبني، فقلت أنا من الوفد المرافق لسيدنا لاستقبالك فقال شكرا يا أبني، وصعدنا إلى الطابق الثاني وجلس في صالة الاستقبال الى حين خروج ضيف أخر موجود عند سيدنا، وهو الأمير تركي بن عبد العزيز، وبعد خروج الضيف وتوديعه قام موظف التشريفات بالسلام على محمد حسنين هيكل، وابلغ المغفور له بان الأستاذ محمد حسنين هيكل وصل فتم إدخاله إلى سكن سيدنا واستغرقت مقابلة هيكل ما يقارب أربعون دقيقة، وبعد انتهاء المقابلة تم إيصاله إلى المصعد وتوديعه وخرج من الفندق.

ثم عقب المقدم بعد ذلك بقوله : أنا أتسأل والكثير معي يسال مادام هيكل لم يسكن الفندق فأين خبط المغفور له وعلى أي غرفة مادام لم يسكن هيكل في الفندق حسب ادعائه .

فكل الحقائق هي ضده بالادلة والبراهين ، فماذا عليه أن يفعل لكي يصحح تلك الاخطاء ، فالأعتراف بالذنب فضيلة .

هذه هي جريمة العصر " تزوير التاريخ "



تعليقات القراء

الكرك
تزوير التاريخ جريمه وخصوصا من انسان معروف كاشكال هيكل ...
وكما اوضحت هو يقول انه يعلم وهو لا يعلم عن تاريخ اردننا الراقي لا يعلم عن ماضي بلد عظيم كالاردن وعن نشامى كنشامى هذا الوطن الغالي
يجب ان يعاقب هيكل وكل من يدنس حرمه ماضي الاردن العريق والذي لم ولن يتخاذل يوما عن مساعده اشقاءه في يوم المحن
ابدعت ايها الكاتب (الشيخ محمد عايد الهدبان )
27-03-2009 10:38 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات