هل تم بيع التلفزيون الأردني ؟


لأكثر من عشرة دقائق كانت مدة البث الدعائي على التلفزيون الأردني الرسمي صباح يوم الجمعة الماضية وخلال عرض برنامج يسعد صباحك ، وكانت النتيجة أنه تم عرض منتج شامبو لأكثر من اربعة مرات متابعة ، مما جعلني أتسأل ربما أن هناك خلل ما في تقديم الفقرة التالية ولكن النتيجة كانت مفاجئة لي لأن ذلك كان بداية شيء أخر .
هذه كانت البداية وأما النتيجة الغريبة التي تمخضت بعد ذلك العرض الدعائي فهي في قيام معدي البرنامج بعمل تقرير لما قدمه البرنامج طوال عام 2012 ، والقاعدة البرامجية في هذه الحالة تقول أن يتم عرض ما قدم في حلقات مشوقة ومن خلال إستعراض أبرز ضيوف البرنامج وبعض اللقطات للأماكن التي تم الذهاب لها أثناء إعداد الحلقات المميزة تلك .
وكانت الصدمة أن بداية التقرير تم عرض أكثر من عشرة صور فوتوغرافية ثابتة لمقدمة البرنامج وبأوضاع استعراضية عديدة ، ومن ثم عرض صورة مقدمة البرنامج مع مجموعة من الضيوف وتبدأ اللقطة بلقطة واسعة للمجموع وتنتهي بلقطة متوسط تظهر مقدمة البرنامج وتكررت هذه العملية لأكثر من عشرة لقطات كذلك .
والشيء الأخر الذي جعلني أتأكد من أن عرض هذا التقرير لم يكن لعرض منجزات هذه البرنامج طوال عام 2010 والجهد الذي بذل والموضوعات التي عرضها البرنامج بل أن هدفه هو عمل عرض استعراضي لمقدمة البرنامج مما أصبغ على الحلقة وبالتالي على التلفزيون الرسمي صبغة الشخصنة البحتة لشخص مقدمة البرنامج .
وتتابعت اللقطات التي تبرز مقدمة البرنامج كشخصية خارقة ومغامرة وأنها تقوم برحلة استجمام عائلية وكانت لقطات متحركة مثلت مقدمة البرنامج وهي تسبح في مياه العقبة وتطير بواسطة مظلة من على ظهر قارب ، وتركب طائرة عسكرية في السماء ، وكذلك وهي تزل منها بطريقة استعراضية متعمدة لإبراز شخصها وإلغاء أية صفة عامة لهذه الوسيلة الإعلامية أو من كان مشاركا لها في إعداد هذه الحلقات .
وأستمر مسلسل الشخصنة في تقديم البرنامج لتظهر مقدمة البرنامج مرة أخرى وهي تركب سيارة عسكرية وأمامها رشاش ، وتلاها غوص مقدمة البرنامج في البحر وكأنها برحلة عائلية ومن يصورها هم الأهل ، وكان الشيء الأخر الذي أبرز شخصنة تلفزيوننا الرسمي عندما قامت مقدمة البرنامج في إحدى حلقات البرنامج بعمل جولة في وسط العاصمة عمان ، وخلال تلك اللقطات لم يتم إبراز أي معلم من معالم العاصمة بل اكتفى مخرج الحلقة بأن أبرز مقدمة البرنامج وهي تسير في شوارع مدينة خالية من المشاة ( لأن وقت تصوير الحلقة كان يوم جمعة صباحا وبه تخلوا شوارع العاصمة من المشاة ) ، وأستمر مسلسل استعراض شخصية مقدمة البرنامج على طول فترة التقرير وهي تتناوب على الكاميرا منفردة في بداية كل جزء من التقرير ونهايته .
وخلاصة هذه الشخصنة أن من كان يتابعون معي البرنامج وهم تسعة أشخاص سألوني سؤال واحد لماذا هكذا يتم استعراض مقدمة البرنامج أكثر من الأماكن أو الاشخاص الآخرين المشاركين به معها ؟ ، وكان جوابي لهم أعتقد ان هذا ليس التلفزيون الأردني بل تلفزيون ..أل .... أسم عائلة مقدمة البرنامج .
ونتيجة للوضع الغير طبيعي للطريقة التي تمت بها عرض البرنامج أو سيرة ( مقدمة البرنامج ) لأكثر من نصف ساعة قمنا وباتفاق ضمني على الانتقال إلى محطة ناشيونال جيوغرافيك لما بها من موضوعية ومغامرات شيقة تغطي على استعراض مقدمة البرنامج .
وأخيرا أوجه سؤالي لعطوفة رمضان الرواشدة رجل الإعلام الأردني وصاحب الخبرة الجيدة ، والقادر على التمييز ما بين وسيلة إعلام رسمية ووسيلة إعلام خاصة ، هل شاهد ما بث على شاشة التلفزيون الأردني وخصوصا حلقة يوم الجمعة 28-12-2012 من برنامج يسعد صباحك ؟ ، والسؤال الأخر هنا ما هو السر في الاستعراض الفردي والشخصي لمقدمة برنامج صباحي يحقق نسب مشاهدة جيدة على حساب المحتوى الإعلامي الذي يفترض أن يحققه هذا البرنامج ؟، أم أنه تم بيع التلفزيون الأردني والشعب لا يعلم كما بيعت بقية مؤسساتنا العامة ؟.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات