" قوائم الوطن " وجهلنا بسيرة شخوصها الذاتية .. !!!


للوهلة الأولى وأنا أطلع على أسماء وشخوص مرشحي " قوائم الوطن " شعرت وكأنهم ساقطين عليَّ من السماء ، فلم أعرف أحدٌ منهم إلاّ القليل القليل الذي لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة ، ما جعلني في حيرة من أمري في كيفية أداء واجبي نحو الوطن وما قد يرضي ضميري الإنساني والوجداني .. فكيف لي القيام بأمانة الانتخاب لشخص أجهل كل شيء عنه .؟ فميوله السياسية والاجتماعية حتى سلوكياته الشخصية بالنسبة لفكري الشخصي هيّ في عالم المجهول ، ولا أعرف عنه سوى أنه مرشح نيابي وباحث عن مقعد في البرلمان السابع عشر لا أكثر ..!!
كنت أتمنى وعبر قراءتي لهذه القوائم " قوائم الوطن " ، أن تُرفق سيرة ذاتية مفصلة لكل مرشح وطن ، لعلَّ وعسى أنني أستطع تكوين فكرة أولية عن مشروع " النائب القادم " الذي سيمثلني وسيمثل طيفاً كبيراً من أبناء الوطن .. فقناعتي الشخصية وما استطعت تحليله منطقياً من خلال سيرة المرشح الذاتية التي لا بد وأن يطرحها المرشحون على الملأ بكل شفافية ، هيّ الكفيل الوحيد الذي سيقودني إلى صندوق الاقتراع دون تردد أو محاباة لهذا المرشح أو ذاك ..!!
ومن أجل أن تبقى أمانة الاقتراع فينا ناصعة لا شائبة تشوبها ، قد يكون ما أسلفت الحديث عنه ، العتبة الأولى نحوّ إصلاح متوازن ينشده الوطن والمليك والمواطن على حدٍ سواء .. فعدم وجود الشفافية وازدياد درجة الضبابية التي طغت على الدورات البرلمانية السابقة كانت أساس فشلها وفشل استمرارية مجلسها النيابي وإتمام فترته الدستورية ..!!
نعمّ كلنا ينشد الإصلاح وقمع الفساد والمفسدين ، وكلنا ينشد الأمن والطمأنينة لهذا الوطن ، وكلنا ينشد الإنصاف في زمن شحّ به الإنصاف و كثر فيه الظلم والقهر والجوع ، وأننا لمّ نكن نحن كشعوب بريئين أو في منأى عن وقوع هذا الظلم على أنفسنا وعلى أمتنا وشيوع الفساد والمفسدين بيننا ، فلقد ساهمنا بدرجة عالية في تواجدها في مجتمعاتنا عبر ما اصطلح عليه جوازاً " بالمال السياسي " كنوع من التجاوز والتحايل على الدين الذي حرم " الرشوة " .. فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه- قال: « لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم " الرشوة " الَّتِي قَالَ فِيهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : " لَعَنَ اللَّهُ الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي " صدق رسول الله ... وقَالَ الْعُلَمَاءُ : إنَّ مَنْ أَهْدَى هَدِيَّةً لِوَلِيِّ أَمْرٍ لِيَفْعَلَ مَعَهُ مَا لا يَجُوزُ كَانَ حَرَامًا عَلَى الْمَهْدِيِّ وَالْمُهْدَى إلَيْهِ . وَهَذِهِ مِنْ الرَّشْوَةِ .
وبما أننا لا زلنا على برّ الأمان ، وأنه لا زال هناك متسع من الوقت يسعفنا ليوم الاقتراع الذي نتعطش لأن يكون نزيهاً وشفافاً ، أعتقد أنه من الواجب على كل مرشحي مجلس النواب السابع عشر أن يستقوا العبرة ممن سلفهم ويجعلوا من الشفافية غاية أساسية ودرعاً حصيناً من أجل إنجاح وديمومة أمنياتنا المرجوة من هذا المجلس ، فالسيرة الذاتية للمرشح هيّ الأهم من شعارات رنانة لم تعد تغني أو تسمن من جوع .. !! 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات