الاردن بين الايراني المُناصر والخليجي الناكر والعراقي المتودد


يمر الاردن باخطر ضائقة مالية عبر سنين تأسيسه , تلك الضائقة التي تنكرت لها الدول الشقيقة الخليجية رغم الوفر الهائل في موازناتها , اذا ما استثنينا الدعم المادي القليل والذي وصل الاردن على استحياء , وكأنهم يعاقبون الاردن الذي يدفع ثمن موقفه المشرف بعدم القتال على الارض السورية , تنفيذاً لرغبات شخصية لبعض القادة الخليجيين الذين يريدون الخلاص من نظام بشار الاسد بواسطة الالة العسكرية الاردنية.

ووسط التنكر الخليجي للظروف الاقتصادية الصعبة التي تجتاح الاردن , مدت ايران ذراعيها تجاه الشعب الاردني, لتصدير النفط للاردن مجاناً لمدة 30 عاماً مجاناً في خطوة فاقت ما قدمه الخليجيين للاسف عبر السنين للاردن .

فمورست على الفور الضغوطات على الاردن لابعاد ايران عن الساحة الاردنية , فهبوا على خجل واستحياء لتقديم دعم مالي مخجل للاردن , لا يكاد يكفي تأمين اقل الاحتياجات المعيشية لشعبه في ظل الغلاء العالمي للاسعار, وكأن لسان حال الاشقاء في الخليج يقول للاردنيين أن التقرب من ايران مرفوض , متسائلا بألم ومرارة : هل مطلوب من الشعب الاردني ان يبقى دائراً في دوامة الجوع والتسول ؟, وهل هناك في السياسة يا صناع القرار الاردني صديق دائم وعدو دائم ؟ .

اعتقد ان على الحكومة الرشيدة ان تتبنى منهجاً ينطلق من الايمان بالمصالح العليا للاردنيين , والتي تقول اذا كنا قد عقدنا سلاماً مع ارذل البشر الصهاينة , فمن باب المصلحة العليا للاردن ان يمد ذراعه لايران , فلا اعتقد ان لايران مطامع في الاردن , كما يتوهم اعداء الشعب الاردني الراغبين بإبقائه متسولا طوال عمره .

فالقاعدة الفقهية لمن اراد ان ينطلق في علاقاتنا مع ايران من باب الدين تقول ان الضرورات تبيح المحظورات , ولا اعتقد ان هناك ضرورة ستمر على الاردن كما هي الان, وعلى من يريد ابعادنا عن ايران , أن يتقرب الى الشعب الاردني بخطوات تفوق الخطة الايرانية , وذلك للاخلاص من الازمة الاقتصادية وتوفير النفط المجاني لنا كما ترغب بتوفيره ايران.

نقول للحكومة اذا كان المشروع الايراني يثقل كاهلها فهاهو العراق يمد ذراعيه بدلا من الذراع الايرانية لتنفيذ مشروع اقتصادي حيوي وهام للخزينة الاردنية , يتمثل في تصدير النفط للعالم عبر ميناء العقبة , ذلك المشروع الحيوي الذي لو وجد اوفياء مخلصين للتراب الاردني لتم تنفيذه قبل اكثر من 20 عاماً , ولكنني استهجن التأخر الجكومي المتعاقب عن البحث عما ينقذ الاردن من ازماته الخانقة , ويعمل على تنفيذ كل ما من شأنه ان يضيق الخناق على الشعب الاردني ؟.

فالحقيقة المطلقة التي يجب ان تؤمن بها الحكومة الاردنية أن العراق لم يقدم هذا المشروع الحيوي الهام منة منه للاردن , ولكنه يبحث عن مخارج جديدة لتصدير نفطه بكلفة وزمن اقل, ولخوفه من الخطر المتنامي من انفصال كردستان العراق عنه مما سيضر بتصدير النفط العراقي عبر ميناء جيهان التركي.

فالعراق كان يتوقع ان انهيار نظام صدام حسين سيفتح ابواب الخليج له على مصراعيه , ولكن الحقيقة تقول ان دول الخليج تنكرت له بصورة وصلت الى عدم ارسال سفراء الى بغداد , في الوقت الذي كان الاردن فيه سباقاً بهذه الخطوة الهامة .

فهل مطلوب من الشعب الاردني ان ينتحر نيابة عن غيره لكي يعيش حياة سعيدة ويتنعم بالدعم الذي يستحقه من قبل الاشقاء الذين وهبهم الله ثروة حُرم منها ؟.

اعتقد ان الحكومات الاردنية المتعاقبة كان يجب عليها ان تسعى لتنفيذ مشروع مد خط انبوب تصدير النفط العراقي عبر ميناء العقبة , لتوفير فرصة تاريخية للاقتصاد الاردني برفد الخزينة بـ 5 مليارات دولار سنويا , اضافة لشحنات النفط المجانية او شبه المجانية , بدلا من البحث عن تنفيذ مشروع جر مياه الديسي لعمان , ذلك المشروع الخطير الذي سيضر بالمصالح الحيوية لابناء محافظات الجنوب الاربعة بعد اقل من عشر سنين من الان, كما اضر تنفيذ مشروع جر مياه اللجون في الكرك الى عمان من قبل.

انها فرصة تاريخية ستقلل من الاعباء الاقتصادية المفروضة على الشعب الاردني , على الحكومة الاردنية الحالية تنفيذها إن كانت تستلهم قواها من ارث وصفي التل وهزاع المجالي, قبل ان يتصدى اعداء الاردن والباحثين عن فرص خنقه اقتصادياً, لتخريب هذا المشروع الذي تم تخريبه من قبل إبان حكم صدام حسين.

نعم ندرك جيدا ان الاسراع بتنفيذ المشروع يمثل ضرورة وطنية للاردن لان الذي عطّل فرصة المد الايراني بالنفط المجاني للاردن لمدة 30 عاماً , سيعطل المشروع العراقي ليبقى الاردن تحت رحمة الاشقاء وتحت الضغط الصهيوني لتنفيذ مشاريع صهيونية بعباءة عربية.

وقفة للتأمل :" يا حكومتنا الرشيدة اذا كنت تتقربين من دول الخليج باعاً , فعليك التقرب من ايران والعراق ذراعا لانقاذ الاقتصاد الاردني , فمن الصعب على المرء ان يتوقع النهايات التي يمكن ان تنتهي اليها تهيؤات وخيالات متعاطي السياسية , فالسياسة كافرة لا يؤتمن جانبها , لان ليس لها صديق دائم , كما ان ليس فيها عدو دائم".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات