كنت أتمنى


حبانا الله وطناً جميلاً فيه الخير والأمن والراحة والطمأنينة ، وفيه من كل ما تتمنى ، وإن كانت الظروف الإقتصادية صعبة وتجعل المرء يصاب بالإحباط أحيانا مما نكابده من شظف العيش بما أبتلينا به من مسئولين لا يخافون الله في شعبهم ،ولا هم لهم إلا ملء بطونهم وجيوبهم من مال الدولة المستباح كما يتصورونه .
وبرغم ما نحن فيه قد نستطيع مواجهة الظروف الصعبة العصية العصيبة ، إن كانت هناك رجولة حقه لمواجهة هؤلاء الشرذمة الفاسدة، ورغم المثبطات الكثيرة ورغم ارتفاع الأسعار والمحروقات والغاز وووو ، فلا يعني أن نستسلم لليأس والخنوع لهم بل علينا الوقوف بشمم وإباء رغم المعوقات والصعوبات التي فرضت ويفرضها علينا ساسة جهلوا امور الوطن وما نحن فيه .
ما أود قوله أنني أتمنى على أهل الساسة في هذا البلد الطيب المعطاء تحمل مسؤوليتهم بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، من أن يجعلوا من الوطن همهم ، وان يجعلوا من الوطن حرزهم، وان يجعلوا من الوطن نبض قلوبهم ، ودفق دمائهم وهواء تنفسهم ، أتمنى عليهم أن تكون مصلحة الجميع فوق مصالحهم الشخصية وليس جيب المواطن هو من سيسد عجز موازنة فشلهم ونهبهم وسلبهم مقدرات الوطن.
وان ينظروا للوطن على أنه أب حنونٌ يجمع أبناءه على طبقٍ واحدٍ من المودة والمحبة والإنتماء والتعاضد والتكاتف ، وان يحترموا الوطن كأم رؤوم تحتضن أطفالها في عتم اليالي الباردة حين يعزّ عليها توفير الدفء لهم ، من وسائل التدفئة الحديثة ، فعلى ساستنا ان يجعلوا من قلب الوطن الرؤوم حضنا دافئا ، لا نود مفارقته ، لأن الأم تداعب إبنها وتقص عليهم قصصا جميلة لا تنسى ، وحكايات لا تندثر من مخيلة ابنائها الأوفياء المحبين، ويتمنون البقاء بين أحضان أمهم الرؤوم .
فلا تجعلوا الأبناء ينفرون من حضن الوطن الدافئ ، إلى أصقاع العالم ، بحثا عن فرصة ، وأمل يتمناه خارج الوطن .
أملا من مسؤولي الدولة وضع قوانين تحترم الجميع وتطبق على الجميع ، فالكل في الوطن سواسية لأن ابناء الوطن الأوفياء المخلصين هم من يهب لنجدته إذا ما ألم به مكروه لا سمح الله وليس المارقين واللصوص المبتزين الذين اضاعوا ثروات الوطن وكونوا ثروات من حساب الخزينة ووضعوها في حساباتهم الخاصة وكانوا اباطرة في الفساد ن ولا هم لهم إلا ما يدخل بحسابهم من نهب وسلب وإبتزاز.
يحز في نفسي أن أرى من هب ودب يتطاول على سيادة الوطن وهيبته ، ويقوم بالتخريب والتكسير والتدمير والعبث بمقدرات الوطن وممتلكاته ، التي دفعنا فيها دماء قلوبنا ونبض حياتنا ، من أجل أن نراه شامخا زاهيا سامقا بين البلدان ، فلماذا نفتعل ما نفتعل ونعبث ونخرب وندمر ؟ ومن يقوم بمثل هذا الأعمال لا ينال عقابا رادعا يثنيه عن سؤ افعاله؟ بل يدفعه للتمادي ، حتى وجدنا من نستضيفه له باع في التخريب والنهب"". وقد يكون بعض من لهم المنصب سببا في فقدان الدولة لبعض هيبتها لعدم ممارسته سلطته بشكل سليم .
كنت أتمنى لو كان بيدي سلطةً أو لدي بعض النفوذ أن أستغله لخدمة الوطن وابنائه ، كتوفير الحماية لكل من يعيش فوق أرضه ويتنفس هواءه ، وكنت قمت بسن قوانين صارمة ضد كل من تسول له ايذاء الوطن وأهله، وأن تطبق القوانين على الوافد إلينا ، من ان يحترم قوانين البلد ونمنعه من التمادي والعبث والتخريب والسخرية علينا وعلى الوطن، وفرض رسوم إقامة وتجديد تصريح العمل ، وفرض ضريبة سنوية على هؤلاء الوافدين الينا ليس طمعا وتجبرا عليهم لأن جميع الدول حتى النفطية تفرض رسوما على الوافدين إليها.
ولو كان بيدي لوضعت في منافذ الدخول البرية والبحرية والجوية للوطن سجلا لكل زائر يود الإقامة عندنا ولو لمدة تزيد عن ثلاثة أيام ،من ان يكتب عنوانه ، وسكنه ، وهاتف يمكن الإتصال به ، وأن يلتزم بعقد وإيجار يبينه إذا اراد البقاء أكثر ليتم التعامل معه بشكل يليق بهيبة الدولة وأمنها ، إذا ما اراد شرًا أوسؤًا.
وهذا لا يعني أنني متشائم وغير محب لقدوم الزوار إالينا ، لا بالعكس نحن نرحب بهم ونحترمهم ونستقبلهم ، ولكن القانون قانون والنظام نظام . فكثير من دول العالم تطبق القانون على الوافد إليها بشكل يمكنها من القبض على المخالفين حتى من شروط الإقامة ، وعلى من يحل ضيفا ان يبتعد عن المشاكل ، داخل بلد استضافه فعليه إحترام البلد وقوانينه ، وأنظمته .
ولو كنت أملك سلطة لعملت على ربط كل أجهزة الدولة بعضها بعضا بسجلات مشتركة لكل فرد سواء اكان مواطنا أم وافدا تبين فيه جميع المعلومات عنه ليتسنى معرفة سكنه وإقامته وعدم البحث عنه في حال الحاجة لمعرفة اي شيئ عنه نقوم بالبحث عنه في ثنايا الوطن كمن يبحث عن قشة في بيدر كبير.
قد يظن البعض أنني أعمل بالمخابرات أو احد الأجهزة الأمنية ، فأقول أنا إنسان عادي وواحد من ابناء هذا الشعب المحب لوطنه و ليس لي أي نشاط أو أهداف سوى الحفاظ على مقدرات وطننا الغالي.
أتمنى على كل مسؤول ٍ في الوطن أن يكون على قدّر المسؤولية التي وكل بها ، وأن يعمل جاهدا للنهوض بالوطن ، وأن يعمل بكل ما أوتي من طاقة ليبقى الوطن هو الأغلى والأجمل والأحلى .
عاش الأردن حرّا ابيّا ، وحفظه الله من كل شر ٍ وسؤ ٍ ، وابعد الله عن المنصب كل من لا يستحقه من وزراء واعيان ونواب وكل مسؤول فاشل .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات