أيها الحراك .. تجاوز التقشف فينا حدّ شدّ الأحزمة إلى فقدان الأمل في الحياة .. !!


لا نعرف من أين استنبط الحراك رأي الشارع الأردني وزجه في معمعة الحراك ..!!؟؟؟ وهل الحراك استوعب وتفهم رأي الشارع الأردني أم لم يستوعب بعد ..؟؟ وهل منظروا الحراك غاصوا في فكر المواطن وأبحروا فيما يأمل ويفكر ..؟؟ وهل كل من تجمع في الحراك مشارك أم معظمهم عابري سبيل لا ناقة لهم ولا جمل ..؟؟ وهل الحراك استأنس برأي الشارع أم اقتصر على رأي وأمنيات الوصوليين ممن يبحثون التلميع ويعشقون حب الظهور ..؟؟ وهل كل ما نادى به الحراكيون من شعارات هو من أجل الوطن والمواطن أم شروطاً سقطت عليهم من السماء ..؟؟
بالمختصر وبكل تواضع آثرت في الآونة الأخيرة في كل تحركاتي وجلساتي ، حتى في وسائط النقل " السرفيس " ، وبصورة غير مباشرة ولا إرادية ، جسّ نبض الحضور أو الركاب والتعرف على أجمل أمنياتهم في خضم أحداث ما اصطلح عليه بـ " الربيع العربي " مع العلم أن العينات لم تقتصر على الأردنيين فحسب ، بل كانت مزيجاً عربياً عقائدياً وطائفياً جميلاً ألوانه أشقاء متعددي المشارب والأصول مصريون وسوريون وعراقيون وخليجيون وغيرهم مقيمين على ثرى الأردن ، مستأنساً برأيهم في ما آلت إليه الأمور على منظومتنا العربية ونتائج الربيع العربي على حياتهم ..!!
دون المبالغة في حديثي أن نقاط الحوار والأمنيات لهذا المزيج كانت تصبُّ في بوتقة واحدة هيّ " الأمن والأمان " هو المبتغى المنشود ، وأن ما كنا نطمح إليه عبر " الربيع العربي " قد ذهب سدى وانقلب علينا " كشعوب " ليصبح " ربيعاً دموياً بامتياز " ، أسيلت الدماء وأزهقت أرواح الأبرياء دون هوادة ودون تمييز وبات الأمن فينا حدّ الهاوية ..!!
قال أحدهم كنا ننشد التخلص من الفساد وقتل الفاسدين والمفسدين فجاء الربيع العربي فقتل الأبرياء وأحيى مزيداً وتغولاً من الفاسدين الذين ينشدون الرخاء على رقاب العباد ..!!
ولم ينكر أحدهم أيضاً بوجود الفساد والظلم والقهر في بلده ، وفي ذات الوقت لا ينكرون أنهم لا يريدون فقدان فلذات أكبادهم أو عزيز عليهم أو مشاهدة مزيداً من الدماء مقابل مزيداً من نجاسة المال وقليلاً من بحبوحة مجبولة بدماء الأبرياء ..!!
وقال آخر .. كنا وقبل " الربيع العربي " هانئين آمنين رغم شحّ مدخولنا المالي ، وكنا مدبرين أمرنا راضين بما سخره رب العزة لنا ، جاء الربيع فاستباح كل شيء من داخلنا ، توقفت أعمالنا وتضخمت ديوننا وتجاوز التقشف فينا حدّ شدّ الأحزمة إلى فقدان الأمل في الحياة ..!!
نعم أيها الحراك ويا أيها الحراكيون .. لقد تجاوزتم على كل معايير عيّشنا الآمن ، لا نتهمكم كأشخاص ولا نقدح في مقاماتكم ، لكنكم أثقلتم كاهلنا وحياتنا المعيشية حتى غدوّنا لا نقدر الاستمتاع بشهيقنا وزفيرنا ، فرجاءنا على الأنقياء منكم أن تدعونا نتنفس من جديد ..!! م . سالم عكور akoursalem@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات