لَنْ أَرْضَى عَنْ غَيْرِكَ يَا وَطَّنِي بَدِيْلاً


وطني حُبُّكَ لا يتوقف وعطاءُك لا ينضب ، فأنت دفءُ القلب وأنت شريانه ، كيف لا وحبك الوحيد الذي يتنافس فيه الجميع على الإنتماء والوفاء والإخلاص ، وطني أيها التاريخ والحاضر ... الماضي والمستقبل ، كم من شاعر تغنى بجمالك! وكم من شهيد قضى نحبه من أجلك ! وكم من عزيز حضنته أرضك أيها الوطن الغالي ، فأنت باقٍ ونحن ماضون ، ويأتي أبنائُنا من بعدنا ليجددوا لك العهد بالحب والعشق والوفاء لك والإخلاص ، فأنت يا وطني أنشودة الجميع وإبتسامة الربيع وملاذ الأحرار من جور الأيام وقهر الطغاة .

إليك يا وطني أُسطر أبيات متيماً بك متغنياً وبالألغاز إسمك موجود:

أعشقه وأعشق ترابه الطهور بالسر والعلني ... أشتاق إليه كلما تنفس الصبح وعسس الليــــل
رويت أرضه بدماء الشهداء الأبــرار الزكيـــــة ... وأينعت سهوله وتلاله فأضحت برونقها الجميل
دعـوت الله جل علاه بأن يملأه آمان وسلام ... لنحيا فيه بالخير والعطاء وننعم بهوائه العليــــل
ننتمي له ولغــيره أبــداً لن نرضى عنه بديــلاً ... أبنـــاءه النشامــى حمــاة فــي وجــــه الأباطيـــــــــل

فيا وطني من لي بغيِرك عشقاً فـأعشقهُ ، أو من لي بِغيرِكَ وطناً أرضاه فأتغنى به ، أو من لي بغيرك عزيز أُحِيْطَهُ شوقًأ فأشتاقُ إليه ، أو من لي بغيرك وطناً فـأحلُمُ بهِ وأود لهذا الحُلمِ أن يتكرر في المنام واليقظة مرات ومرات. فتأكد يا وطني أن ألمك هو ألمي وعافيتك هي شفائي وفرحك فرحي فأنت من إحتضنني طيلة حياتي صابراً وأنت من سما بي مكابراً ، وأنت من علا بي مفاخراً ، أقليل عليك بأن أكون لترابك عاشقاً ، كلا ثم كلا وعهداً عليَّ بأني سأعشق ترابك الطهور علانية ، مفتخراً .. معتزاً ومتباهياً وبكل جراءة ، فلن أكون لك إبناً عاقاً يدير ظهره للآمك، فلا طعم للحياة بعيداً عنك ، ولا شيء يغني عن فراقك ، ولا سعادة ولا فرح إذا طغى فيك فاسد أو إعتدى غاصب ، ولا عهد لي إن طبلت لخرابك أو دمارك ولا كرامة لي إن تنكرت لكرمك وعطاءك ، ولا عيش لي على ترابك إن قصرت بالعمل لأجلك أو سرقت مالك ، عار علي أن أحيا إن تقاعست عن حمايتك ورفع رايتك . فما أقسى الحياة لمن ليس له وطناً أو سافر عنه بعيداً ، فيعيش مشرداً بلا كرامة يشكو القهر والذل ، فلا مال يعزه فهو غريب الدار والاهل .

ففيك جذوري قد نبتت ، وفيك وكبرت وتأصلت ، وعلى ربوعك مشيت وركضت ، وفيك روحي تعلقت ، فأصبح حبك وعشقك غريزة في نفسي متأصلة الجذور ، فأنا سعيد بك يا وطني وإن تمادت الأيام بقساوتها ، سأبقى فيك ولك بلا ندم أو تضمر ، وفياً لترابك الطاهر ، فما أشقى الإنسان بلا أهل أو طن ، وكما قال الشاعر ""بلادي وإن جارت علي عزيزة ... وأهلي وإن ظنوا علي كرام .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات