أبوكريم والدمار المؤسسي!!!


استشارني أحد كبار المسئوولين في إحدى المؤسسات الرسمية العربية حول تراجع الأداء في مؤسسته والتي كانت من أنجح مؤسسات الدولة على الإطلاق وطلب الي مساعدته بتشخيص الأسباب الرئيسة لهذا التراجع وتحليل كافة العقبات التي تعرضت لها المؤسسة في السنوات السبع العجاف الأخيرة من عمرها!!!.
وبعد سلسلة من الزيارات الاستشارية والتحليل الإستراتيجي العميق تبين لي أن المؤسسة كانت قد تبنت إستراتيجية طموحة قبل سبع سنوات إلا أنها تعثرت في تنفيذها بشكل شبه كامل؛ والسبب كما أظهره التحليل يعزى إلى ضعف قدرات الفئة الإدارية المهيمنة على قرار المؤسسة وقت تنفيذ الإستراتيجية، فسألت صديقي؛ بعد أن عثرت على وثائق تبين محاولة المدير السابق الإطاحة بهذه الفئة وإستبدالها بالكفاءات التي كانت مهمشة في المؤسسة فأجابني بأنه لم يستطع ذلك؛ وكونه حاول؛ تم تغيره على الفور بمدير آخر!!!.
المدير الجديد كان متحمسا للتغيير وطور خطة ضمنها العديد من المشاريع الريادية؛ وعندما شعر أعضاء الفئة المهيمنة بالخوف بدؤوا يشغلونه بقضايا تبدأ ولا تنتهي لكسب الوقت؛ ولكنه أخذ يكشف ألاعيبهم شيئا فشيئا فقرر التخلص منهم ؛ لكن دون جدوى!!!، الوزير يرفض المصادقة على تنسيباته؛ فأخذ يضعف يوما بعد يوم حتى أصبح يرفع ويرقي ويكافئ وفق متطلبات "جماعة أبوكريم" !!!، بدأ تذمر الرأي العام الداخلي والخارجي ضده فأقترح" أبوكريم" استبداله بصديق له فكان له ما أراد!!!.

فرح الموظفين للقادم الجديد على إعتبار أنه "بلدي" حسب لغة أهل المنطقة؛ وبدأ ينظر بالإصلاح والتغيير والهجوم على سابقيه والغاء قراراتهم ففرح الناس واستبشر موظفي المؤسسة خيرا؛ وتفاءلوا بالإطاحة بالفئة الفاسدة من الصف الأول في إدارة المؤسسة....، وما هي إلا شهور عديدة ويصدر هذا الفهلوي قراراته بتعيين المحاسيب وترفيع وتنفيع "جماعة ابوكريم"؛ فلايرفع أحد أو يثبت أحد بموقع أو يحصل أحد على منفعة إلا باستشارة ومباركة "أبوكريم"!!!، فعلى نجم " السحيجة والدبيكة" من عديمي التأهيل والتعليم؛ ومنحت العطايا وخصصت السيارات والسفرات؛ وبالمقابل ابعدت الكفاءات وهمشت الخبرات....وانحدرت المؤسسة ألى أسفل سافلين!!!، فتحرك القوم للتغيير وتمت الاستجابة على الفور وطار المدير ولكن بقي"أبوكريم"!!!.

الحكومة؛بعد هذا الدمار؛ أرادت إقناع المواطنين بإنقاذ هذه المؤسسة فاختارت أفضل وأنسب قيادي من أبناء هذه المؤسسة لقيادتها إلى بر الأمان، وأستبشر أبناء المؤسسة" المخلصين" والوطن خيرا بهذا الإختيار السليم ؛ رغم أنه جاء متأخرا؛ واسودت وجوه جماعة"أبوكريم" لأن المدير القادم"كاشف اوراقهم" لكن ومع مرور الوقت الذي يفترض أنه كافي للتغيير الشامل؛ فوجئ المدير الجديد بالفيتو من"ابوكريم" أبو كريم بالمناسبة أقل رتبة من المدير والوزير لكن الأخير لا يخالف توجيهات "أبوكريم"!!! والنتيجة "جماعة الزند" كل بموقعه!!!.
ورغم خبرتي الطويلة في التطوير المؤسسي؛ إلا انني احترت بنوع الحل الذي اقترحه لإنقاذ مؤسسة تهم صديقي؛ وبالتالي تهمني كثيرا، لكنني سألته :هل بقاء مدير ظل للمؤسسات ضرورة وطنية في دولتكم؟!!، فأجاب هذا خط أحمر يا صاحبي وإياك أن تقدم اقتراح بهذا الخصوص؟!!، فقلت : طالما أن الأمر كذلك؛ فلماذا لا يستبدل"أبوكريم" ب"أبو فهيم" !!!، والعوض بسلامتكم!!!.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات