لماذا الاصرار الاخواني على التصعيد والتأزيم؟


التصريح الصحافي الصادر امس عن جبهة العمل الاسلامي ، الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن والذي يستنكر فيه اصحابه اصرار الدولة على السير في العملية الانتخابية التي تجري حسب زعمهم في اجواء من الانقسام المجتمعي والرفض الواسع لقانون الانتخاب يندرج في سياق الحملة الممنهجة التي تشنها «الجماعة» وذراعها السياسي «الجبهة» , وابواقها الاعلامية ضد مشروع الاصلاح الديمقراطي الوطني, بطريقة بائسة من اجل تهييج الشارع ضد الانتخابات القادمة بعد ان تأكد لهم انها تحصيل حاصل واستحقاق دستوري لا بد منه .

ولا بد من التوقف عند بعض ما جاء في هذا التصريح بهدف تعرية زيف ادعاءات الملفقين من الملة الاخوانية التي لم تترك شيئا الا وتحاول التشبث فيه للحيلولة دون الانتخابات ومجلس تشريعي قوي لنرى فيه رأي الجبهة القائل: ان السير نحو الانتخابات النيابية في ظل هذه الظروف لن يؤسس لعملية اصلاح شامل وحقيقي « ولنسأل قادة الجبهة : عن اي ظروف تتحدثون وانتم تتهمون الدولة بالسير على نهج يفسد الحياة السياسية؟ ، وواقع الحال يشير بما لا يدع مجالا للشك انكم انتم من حاول وعلى مدى العامين الماضيين اختلاق ظروف تخدم اهدافكم وتحقق اطماعكم باصراركم على البقاء حتى اليوم في الشوارع وعلى منابر المهرجانات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولم تتحركوا ولو خطوة واحدة نحو الحوار الهادف وركبتم رؤوسكم باصرار على تفصيل قانون انتخاب على مقاسكم، وهو ما لن يحصل ابدا، وارتضيتم تسلق الشجرة والبقاء عليها ترفضون النزول للحوار ؟ . الشعب الاردني فهمكم جيدا ومن حقنا ان نقول لكم بانكم انتم من يحاول افساد الحياة السياسية والاجتماعية في الوطن وايصال البلاد الى حالة سياسية و اقتصادية خطيرة ، لقد تجاوزتم كل الحدود في اصراركم على تشويه صورة الانتخابات والتشكيك بنزاهتها قبل اجرائها ، والحكم على المجلس القادم بانه لن يكون معبرا عن ارادة الاردنيين ومصالحة ، فكيف لكم الحكم على اشياء لم تولد بعد؟ هل ترون ذلك في المنامات ام من وحي ياتيكم ليلا؟ .

ولم تتوقف حملاتكم المشبوهة على الانتخابات ومحاولة تضليل المواطن عند حد الاعلان المسبق وقبل اقرار قانون الانتخاب عن مقاطعتكم الانتخابات وما تلاها من اعلان مقاطعة التسجيل ودعوة المواطنين لعدم التسجيل لها في خطوة تؤكد ان العقلية الاخوانية وزبانيتها في جبهة العمل الاسلامي تعمل على بطارية ضعيفة الفولت , جعلت من هذه الجماعات متأخرة ان لم تكن متخلفة عن المشهد السياسي الذي تشكل على الساحة الوطنية ، حيث تشد رحال الاردنيين نحو صناديق الاقتراع يوم الثالث والعشرين من كانون ثان القادم ، يوم العرس الديمقراطي الوطني ولن يلتفت الاردنيون الى الهرج والمرج السياسي والخطابي الاخواني الفارغ الذي تحاولون بيعه بابخس الاثمان في الشوارع وعلى الارصفة .

نفهم تصريحاتكم وبياناتكم جيدا لاننا عارفون بان الدائرة التي توهم الاخوان وحزبهم بانهم قادتها والتي تضم بعض الاحزاب اليسارية والقومية والوسطية اخذت تضيق من حولهم في الشارع الاردني ، خاصة بعد مسيرة الخامس من تشرين الاول الماضي وعجز الجماعة من اقناع هذه القوى السياسية بالانضواء تحت عباءتها «الاسلامية»، وخسرت الكثير حينها من مصوغات استمرارها في عزلة شعبية واضحة، كما شكلت لقاءات جلالة الملك عبدالله الثاني الاخيرة بشباب الحراك وبعض ممثلي الاحزاب اليسارية والقومية والوسطية تمخضت عن استعداد هذه القوى المشاركة في الانتخابات القادمة رسالة قوية واضحة للقوى ومنها الجماعات الاخوانية والاسلامية التي لا ترغب الخير للوطن، واضعة العراقيل امام مسيرة الاصلاح بادعاءات وافتراءات لا تسهم الا في تأزيم الوضع وتفاقم الامور، وارتضت البقاء خارج الصندوق الوطني ، صندوق الاقتراع ترفض العمل من خلال البرلمان والحوار التوافقي على اجراء التعديلات القانونية على قانون الانتخاب والاستمرار في مسيرة البناء بقيادة هاشمية لا يقبل الاردنيون بغيرها، لتؤكد هذه الرسالة وحدة الاردنيين في مواجهة التحديات ،والنأي بالوطن عن متاهات ما اصيب به الاخوان من عدوى «الزكام» العربي الذي اصاب بعض دول الجوار .

واللافت للنظر في تصريح الجبهة امس والذي يثير الشعور بالاشفاق عليهم ما جاء حول مستقبل العلاقة الاردنية الفلسطينية والتي وصفها البيان بانها احاديث « مشبوهة» حول الكونفدرالية بين البلدين في خطوة استباقية غير مبررة ,لان للفلسطينيين ممثليهم الشرعيون متمثلة بالسلطة الوطنية الفلسطينية التي ناضلت طويلا للحصول على اعتراف دولي بها عضوا مراقبا في الامم المتحدة ولها وحدها اختيار طريقها بعد تطبيق قرار الامم المتحدة ولا نظن ان جبهة العمل الاسلامي او غيرها تملك وصاية على الدولة والشعب الفلسطيني وتحديد مستقبل علاقاته مع العرب والعالم .

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ما هو المانع من هكذا كونفدرالية لو ارتضاها الشعبان الشقيقان والدولتان الشقيقتان؟.تصريحكم ايها الاخوان في الجبهة فشل يضاف الى سلسلة الفشل الذي لازمكم ويلازمكم في مسيرتكم المغلوطة .
حمى الله الاردن وشعبه وقيادته الحكيمة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات